مؤرخ وكاتب أمريكي: 35 مقبرة فرعونية تنتظر الترميم بمنطقة «العساسيف» المصرية

آخر تحديث: الأربعاء 11 سبتمبر 2019 - 2:07 م بتوقيت القاهرة

د ب أ

كشف انتونى براودر المؤرخ الأمريكي ورئيس الجمعية الأمريكية لترميم مقابر منطقة جنوب العساسيف الأثرية في غرب مدينة الأقصر بصعيد مصر، عن وجود 35 مقبرة فرعونية تنتظر الحماية والترميم بالمنطقة التي تحتاج لعمل قد يمتد لعقود من قبل الأثريين والمرممين لحماية مقابرها والحفاظ على ثرائها.

وقال براودر -في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ"- إن منطقة "العساسيف" التي يعمل فريق مصري أمريكي مشترك على ترميم وحماية ثلاث من مقابرها، ستتحول خلال السنوات الخمس المقبلة إلى "وادي العساسيف" على غرار منطقة وادي الملوك الشهيرة، التي تضم عشرات من مقابر ملوك مصر القديمة، في غرب مدينة الأقصر.

وأضاف: "لقد حققنا تقدما مذهلا في موقع الحفريات أكثر مما كنا عليه قبل عامين، حيث اشترينا أدوات جديدة، وقمنا بترميم مقبرة كاراخامون خلال شهرين"، ذاكرا أن البعثة الأثرية المصرية الأمريكية المشتركة، العاملة في منطقة العساسيف، والممولة من جمعيته، تعمل على إنجاز مشروع لترميم وحماية المقابر الثلاث وهي كاراباسكن (TT 391) وكاراخامون (TT 223) وأرتيرو (TT 390)، وإعدادها لاستقبال زوارها من السياح بحلول عام 2023، وذلك في إطار مشروع يهدف إلى إعادة بناء مقابر العصر المتأخر المنهارة والمدمرة كليا في جبانة جنوب العساسيف.

ولفت براودر إلى أن الفريق المصري الأمريكي العامل في مقابر جنوب العساسيف يعمل الآن على وضع تصور لما كانت عليه مقابر المنطقة قبيل آلاف السنين، وبخاصة المقابر التي تعرضت للانهيار الكامل.

وأوضح أن فريقا معماريا يعمل الآن على إنجاز مشروع لعمل أسقف للمقابر التي يجرى ترميمها وحمياتها وإعدادها للزيارة بالمنطقة وهي مقابر "كاراباسكن" و"وكاراخامون" و"وأرتيرو"، مشيرا إلى أن البداية ستكون بمقبرة واحدة، تتلوها الثانية ثم الثالثة، وذلك على مدار المواسم الأثرية المقبلة.

وعبر عن أمله في أن ينجح أفراد الفريق الأثري الأمريكي وفريق النشر العلمي بجمعيته، في تعريف العالم بأصحاب المقابر الثلاث التي يعملون على فتحها للزيارة، وأن يعرف العالم "كاراباسكن" و"وكاراخامون" و"وأرتيرو" كما يعرف توت عنخ آمون ونفرتاري ونفرتيتي ورمسيس الثاني.

وكشف براودر، والذى يعمل كاتبا وناشرا و"أخصائي الذاكرة الثقافية"، عن أن جمعيته واختصارها "IKG" هي مؤسسة تعليمية مكرسة لإعادة اكتشاف وتطبيق التاريخ والثقافة والحكمة الأفريقية القديمة، وقد تأسست في عام 1981؛ بهدف تحدي المفاهيم المشوهة عن قارة افريقيا في وسائل الإعلام وداخل المؤسسات الدراسية في أمريكا وغيرها من البلدان.

وأشار براودر لـ"د. ب. أ"، على هامش مشاركته بمعرض مكتشفات البعثة الأثرية المصرية الأمريكية العاملة فى منطقة العساسيف، والمقام حاليا في متحف الأقصر، إلى أنهم يعملون على تعريف العالم بكيفية تطوير الأفارقة القدماء للمبادئ الإنسانية التي أرست الأساس للحضارة العالمية، حيث تركز "IKG" أبحاثها وتنشر نتائجها في محاولة لإزالة الغموض عن التاريخ وتقديم المعرفة الحقيقية بالتاريخ دون تشويه.

ويقول براودر، إنه و60 من الباحثين والمرممين والأثريين الأمريكيين، شاركوا في مشروع حماية مقابر جنوب العساسيف، وأنه ربما ومن خلال عمله في التنقيب عن الآثار وحماية مقابر قدماء المصريين، جاء باحثا "عن جزء من تاريخه الضائع"، كأمريكي من أصل أفريقي، وربما جاء أيضا للبحث عن جذور أجداده، وإعادة كتابة التاريخ الحقيقي لمصر ووادي النيل وإفريقيا.

ورأى الكاتب والمؤرخ والناشر الأمريكي أن بعض من كتبوا تاريخ مصر من الأوروبيين، لم يقدموا التاريخ الحقيقي لمصر، بل قدموه برؤية غربية، وأنه يسعى لكتابة التاريخ برؤية كاتب أفريقي الجذور يقدم الحقائق التاريخية كما هي، وأنه أنجز عبر مشروعه لإعادة كتابة تاريخ مصر ووادي النيل وافريقيا، 10 كتب بينها ثلاثة كتب عن تاريخ مصر.

وأشار براودر إلى مداومته على زيارة مصر منذ 40 عاما، وأنه أحب مصر وتاريخها لكونها تمتلك أقدم حضارات العالم، ذاكرا أنه استطاع أن يرافق خمسة آلاف مواطن ومواطنة أمريكية لزيارة آثار مصر الفرعونية، عبر العقود الأربعة الماضية.

يذكر أن البعثة المصرية الأمريكية لمشروع ترميم مقابر جنوب العساسيف، كانت قد بدأت أعمالها بالتعاون مع وزارة الآثار المصرية منذ عام 2006، وتمكنت بجانب إعادة بناء ثلاث مقابر منهارة في المنطقة، من الكشف عن آلاف القطع من الزخارف المنهارة بجانب العثور على مجموعة من الآوانى الكانوبية لسيدة الدار أمينرديس، وهى أوانٍ استخدمت في عمليات التحنيط، ومكتوب عليها "سيدة الدار أمينرديس" بجانب بعض النقوش المنتظمة بشكل عموديين رأسيين وخط أفقي واحد، وهى للأسرة 26 في مصر القديمة، وقد عثر عليها بمقبرة كارابسكين (TT391) فى جنوب العساسيف.

واكتشفت الأوانى داخل حفرة مساحتها حوالي 60 سم × 60 سم وعمق 50 سم، في حجرة الدفن المحفورة بالجدار الجنوبي لقاعة الأعمدة داخل المقبرة، ونحتت بمهارة عالية في صور وأشكال مختلفة منها الإنسان، والقرد، والصقر، وابن آوى، وعدد 39 تمثالاً من الأوشابتي، والتي استطاع مرممي البعثة تجمعيها من بين 101 جزء من بقايا الأوشابتي التي عثر عليها في غرفة الدفن الخاصة بمقبرة "كاراباسكن".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved