20 عاما على 11 سبتمبر.. هل تواجه الجماعات المتطرفة أزمة في التجنيد تهدد بقاءها؟

آخر تحديث: السبت 11 سبتمبر 2021 - 3:54 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

في مثل هذا اليوم قبل 20 عاما، نفذ تنظيم القاعدة هجمات إرهابية هزت عرش الولايات المتحدة، والآن وفي 11 سبتمبر 2021، بينما يحيي الأمريكيون ذكرى الأرواح التي فقدوها، نتذكر المجموعة الثانية من الهجمات التي لم تحدث.

خالد شيخ محمد، منظم عملية 11 سبتمبر، كان يخطط في الأصل إلى هجمات متزامنة على الساحل الشرقي والغربي للولايات المتحدة، لكن الأعداد كانت أقل مما توقع، وانسحب العديد من الأشخاص من الأرض ولم يكن متاح استبدالهم، ولم تجد القاعدة سوى 19 مقاتلا مدربين تدريبا كافيا كانوا على استعداد للموت من أجل القضية، ونتيجة لذلك تم إلغاء مخطط الهجوم الثاني المزامن لبرجي التجارة.

يقول تشارلز كروزمان: "قد يبدو ما ذكرناه في الأعلى غريبا، إلا أن الجماعات الإسلامية الراديكالية تعاني من مشاكل في التجنيد مثل أي منظمة أخرى، وأن كلا التنظمين، القاعدة والدولة الإسلامية، يواجهان صعوبات مزمنة في تجديد صفوفهما"، بحسب موقع "ذا كونفيرزيشن".

تشكو هذه المجموعات من مشاكل التجنيد بشكل متكرر، نتذكر في عام 2004، حيث كتبت القاعدة في أحد منشوراتها على الإنترنت: "نحن مندهشون للغاية من أن المجتمع الإسلامي لا يزال نائماً وغافلاً بينما يُباد أطفاله ويقتلون في كل مكان وتتضاءل أرضه كل يوم"، وهو شعور كررته المجموعة على مدى سنوات عديدة.

كما أعرب تنظيم الدولة الإسلامية عن خيبة أمله من افتقار المتشددين، في يونيو 2017، ووفقًا لمقال نُشر في نوفمبر من نفس العام في صحيفة الدولة الإسلامية اليومية على الإنترنت، قيل فيه: "هو حب الحياة وكراهية الموت، مرض ضعف نتيجته النهائية ستكون هيمنة العدو على المسلمين"، معربين عن خيبة أملهم في عدم زيادة المجندين الجدد.

يقول كروزمان: "وفقًا لاستطلاعات العلوم الاجتماعية، فإن غالبية سكان العالم البالغ عددهم 1.8 مليار مسلم، يرون أن هذه الجماعات بغيضة، يدعم معظم المسلمين السياسات التي تشجع أو تفرض التقوى الإسلامية، لكنهم لا يدعمون العنف، وغالبية كبيرة من المسلمين يؤيدون الانتخابات الديمقراطية التي تعتبرها الجماعات المتطرفة غير إسلامية، بينما ينظر متشددون إسلاميون مثل القاعدة وجماعة الدولة الإسلامية إلى الجهود الديمقراطية على أنها تهديد واستهدفوا بشكل متكرر العلماء والنشطاء المسلمين المؤيدين للديمقراطية بالاغتيال".

من الصعوبات الأخرى التي تعيق التجنيد، جهود حكومات العالم جعلت من الصعب للغاية على الناس العثور على الجماعات المسلحة والانضمام إليها، وهناك عدد قليل من الأماكن الآمنة للتدريب، والأماكن الموجودة عادة في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها، مثل جبال شمال غرب باكستان، وصحاري شرق مالي، وغابات حوض بحيرة تشاد وشمال موزمبيق وجزر جنوب الفلبين.

أما الإنترنت، يجب على المتشددين البحث باستمرار عن طرق جديدة لتجنب اكتشافهم، لأن كل رسالة يرسلونها أو يتلقونها تخاطر بتعريضهم للاعتقال أو هجوم الطائرات بدون طيار.

من الأسباب الأخرى أيضا، تنافس هذه الجماعات على المجندين وفرض نسخ أكثر تشدداً من الإسلام، يذكر أن لدى طالبان عشرات الآلاف من المسلحين بين مجنديها، وفقًا لتقديرات الحكومة الأمريكية، ويضم الفرع الإقليمي لتنظيم الدولة الإسلامية، الذي يشار إليه غالبًا باسم داعش خراسان، ما يقرب من 1000 مقاتل، والقاعدة لديها أقل من 1000 مقاتل.

بعد 20 عامًا من أحداث 11 سبتمبر، لم تجد القاعدة عددًا كافيًا من المجندين لتنفيذ الموجة الثانية من هجمات الإصابات الجماعية على أمريكا، ووفقًا لوزارة العدل الأمريكية، تم إدانة 12 شخصًا فقط في الولايات المتحدة خلال السنوات التي تلت 11 سبتمبر؛ لصلاتهم بالقاعدة، ولم يشارك أي منهم في مؤامرات واسعة النطاق.

وصف كروزمان الوضع أن المسلحين يواجهون ما قد نطلق عليه "عنق زجاجة تجنيد"، وهي مشكلة تنظيمية دنيوية تصيب هذه المنظمات غير التقليدية المتشددة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved