مدريد: رئيس كتالونيا «لا يعرف إلى أين يسير»

آخر تحديث: الأربعاء 11 أكتوبر 2017 - 2:30 م بتوقيت القاهرة

اتهمت نائبة رئيس الوزراء الإسبانى سورايا دى سانتا ماريا، رئيس كتالونيا كارلوس بوجديمون بالتخبط، معتبرة أنه «لا يعرف إلى أين يسير» بتوقيعه، أمس، على «إعلان استقلال» الإقليم عن مدريد مع وقف التنفيذ.
وقالت دى ماريا للصحفيين إن «هذا خطاب شخص لا يعلم أين هو ولا إلى أين يسير، ولا إلى أين يريد أن يذهب»، مشيرة إلى أن الحكومة الإسبانية ستتخذ قرار ردا على ما قام به الانفصاليون الكتالونيون.
وشددت على أن الاستفتاء، الذى أجرى فى الأول من أكتوبر الحالى، والذى تستند إليه الحكومة الانفصالية من أجل إعلان الاستقلال «غير شرعى، ويشوبه تزوير، ولا يتمتع بأى ضمانات للديمقراطية»، بعد أن حظره القضاء الإسبانى.
ورفضت دى ماريا دعوات بوجديمون لإجراء وساطة مع مدريد، مضيفة أن «الحوار بين الديمقراطيين يكون باحترام القانون»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
فى الوقت نفسه، عقدت الحكومة الإسبانية، اليوم، اجتماعا عاجلا فى العاصمة مدريد لبحث خطوات الرد على كتالونيا. وكان رئيس الوزراء الإسبانى ماريانو راخوى، هدد بتعليق العمل بالحكم الذاتى فى كتالونيا، تطبيقا للمادة 155 من الدستور.
بدوره، قال وزير الخارجية الإسبانى ألفونسو داستيس، اليوم، إن خطاب الاستقلال الذى أدلى به زعيم كتالونيا كان «خدعة ليقول شيئا ويفعل نقيضه»، مشيرا فى نفس الوقت إلى وجود فرصة للتفاوض داخل إطار الدستور الإسبانى.
وقال داستيس لمحطة (يوروب 1) الإذاعية الفرنسية إن إجراء استفتاء آخر فى كتالونيا غير ممكن، لأن الدستور الإسبانى لا يسمح بذلك.
وأمس، أعلن رئيس إقليم كتالونيا كارلوس بوجديمون أنه يقبل «تفويض الشعب» لكى تصبح المنطقة «جمهورية مستقلة»، لكنه اقترح تعليق التطبيق الفورى لإعلان الانفصال لكى يفسح المجال أمام الحوار بين برشلونة ومدريد.
ولفت إلى أنه كان ينتظر من ملك إسبانيا، فيليبى السادس أن يلعب دور الوسيط لحل الأزمة، إلا أن تعامل حكومة بلاده مع المصوتين خلال الاستفتاء، جعلت كل الطرق مسدودة أمام التواصل معه.
وكانت حكومة الإقليم نظمت استفتاء الاستقلال، رغم معارضة مدريد التى اعتبرته باطلا وحاولت تعطيله بالقوة، إلا أن نتيجة الاستفتاء كانت لصالح الاستقلال بأغلبية ساحقة.
لكن بدلا من إحالة الأمر إلى البرلمان، وقع بوجديمون وساسة آخرون بالإقليم، أمس، إعلان «السيادة الكاملة» لكتالونيا، ولم تتضح القيمة القانونية لهذا الإعلان.
وقال بوجديمون مخاطبا البرلمان الإقليمى لبرشلونة «لسنا مجرمين ولا مجانين ولا مدبرى انقلاب ولا مجبرين.. نحن أناس عاديون يطلبون أن يسمح لهم بالتصويت ومستعدون لكل تفاوض ضرورى للوصول لمسار مقبول».
وشاهد أنصار الاستقلال الخطاب على شاشات كبيرة خارج البرلمان، وصاح الناس مبتهجين فى البداية «استقلال» واطلقوا الهتافات الفرحة وتبادلوا القبلات، حتى تبين أنه ليس إعلانا لاستقلال رسمى فأطلق بعضهم أصوات صفير وهزوا رءوسهم، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.
وفى بروكسل، ساد شعور بالارتياح أن أصبح لدى إسبانيا بعض الوقت على الأقل للتعامل مع أزمة لا تزال بعيدة عن الانفراج. وقال مسئول بالاتحاد الأوروبى إن بوجديمون «يبدو وكأنه استمع لنصيحة بألا يفعل شيئا لا يمكن التراجع عنه».
ورغم بادرة زعيم كتالونيا تظل احتمالات إجراء حوار سياسى بعيدة حيث تصر إسبانيا على أن يتم الحوار «فى إطار القانون» وهو ما يفهم منه على نطاق واسع أن خيار الاستقلال مستبعد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved