ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الإنجليزية في تزايد بفضل الجوائز الأدبية
آخر تحديث: الأربعاء 11 ديسمبر 2019 - 7:00 م بتوقيت القاهرة
أ ش أ
أكد خبراء في دراسات الترجمة حاجة المنطقة لمزيد من الجهود التي تساهم في التواصل مع الثقافة العالمية واستعرضوا التهديدات التي تواجه المهنة بسبب التقنيات والتطبيقات الجديدة، وأقروا بتحسن وضع الأدب العربي في الخارج بفضل الجوائز الأدبية العربية التي ساهمت في إبراز وترويج الكتب الفائزة.
جاء ذلك خلال احتفال نظمه مركز دراسات الترجمة التابع للجامعة الأمريكية بالقاهرة مساء أمس بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسه، وخلاله تم إطلاق كتاب "أنطولوجيا الترجمة" من إعداد وتحرير الدكتورة سامية محرز أستاذ الأدب العربي بالجامعة الأمريكية ومؤسسة ومديرة المركز، وقد صدر الكتاب باللغة الانجليزية عن دار "الكتب خان" بالقاهرة.
ووصفت ليزا أندرسون، الرئيسة السابقة للجامعة الأمريكية بالقاهرة في رسالة الى المحتفلين رحلة المركز بـالاستثنائية، وقالت: إنه شهادة على مدى أهمية وضرورة الفهم –أو على الأقل، محاولة الفهم- وهو أحد المكونات الجوهرية لرسالة الجامعة.
واستعرض الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة المصري الأسبق جهود الترجمة في مصر منذ تأسيس مدرسة الألسن خلال عهد محمد علي وحتى الآن، مشيرا الى أن الاهتمام بالترجمة يقترن دائما بالنهضة.
وشرح أبو غازي مراحل تأسيس المشروع القومي للترجمة في مصر، وقال: "شهد العالم العربي في السنوات العشرين الأخيرة بزوغ عدد من مشروعات الترجمة ومؤسساتها ومراكزها"؛ وتساءل: هل تنجح مثل هذه المشروعات في تغيير الصورة الكئيبة لوضع الترجمة إلى العربية؟ وهل تسهم في زيادة نصيب العالم العربي من الترجمة؟ وهل يمكن أن تلعب الترجمة دورا في تجاوز الأزمة المعرفية العربية الراهنة؟ إذا كانت الترجمة قد ظلت عبر العصور ضرورة لازمة لتحقيق النهضة في كل المجتمعات الساعية إلى التطور، فقد تزايدت ضرورتها في عصر العولمة وثورة المعلومات والاتصالات، وصارت شرطا من شروط سد الفجوة المعرفية بين المجتمعات.
وتحدثت منى بيكر، أستاذة دراسات الترجمة بجامعة مانشستر حول "دراسات الترجمة: مسارات الماضي والمستقبل" وقالت: إننا بحاجة لتبني فهم أوسع للترجمة ولوضع خطاب واقعي منفتح للدراسين من الحقول المعرفية الأخرى ولعامة الجمهور كذلك، واعتبرت أن المركز نجح في خلق فرص جديدة لتوسيع نطاق المجال وربطه مع العديد من المجالات الأخرى.
وتناول الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة السياسات الحاكمة لحقل الترجمة ولاحظ أن هذا المجال محكوم بتدخل الدولة في تجارب النهضة المصرية والدول المجاورة، كما أن الدول الأجنبية تدعم ترجمة الكتب الصادرة في الثقافة المحلية إلى اللغات الأجنبية، بينما الأصل في الأمر هو أن الثقافة المستقبلة هي التي تختار بحرية ما تحتاج إلى ترجمته من الانتاج الفكرى والأدبي للثقافات الأخرى. وكشفت فريال غزول أستاذة الأدب الإنجليزي والمقارن بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عن الشغف الذي يقود عمل المترجم في كلمة قدمتها بعنوان "الترجمة: شغف بالمعرفة وتطلع لثقافة عالمية".
واختتمت الندوة بكلمة للمترجم همفري ديفيز، جاء فيها: "أصبح وضع الترجمة الأدبية من العربية إلى الإنجليزية أقوى بصورة جوهرية، كما أصبحت جودة وقيمة الأدب العربي من الأمور المعترف بها على نطاق أكثر اتساعا ووضوحا في العالم المتحدث بالإنجليزية".
وأكد ديفيز أن هناك حضورا متزايدا للأدب العربي في سوق الكتب الإنجليزية الذي اتسع منذ 2013 ليشمل أعمالا سابقة للعصر الحديث: فنجد سلسلة مكتبة الأدب العربي –وهي سلسلة مختصة بنشر نصوص عربية بمصاحبة ترجمتها الإنجليزية.