التغير المناخي يشعل الصراعات الدامية بين الرعاة والمزارعين النيجيريين

آخر تحديث: الثلاثاء 12 يناير 2021 - 5:04 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

بين ليلة وضحاها في فبراير الماضي، عندما أوشك أوان حصاد المحصول في حقل المزارع أكينا، والد الـ10 أطفال، قام عدد من الرعاة بأبقارهم بمحو الحقل من على وجه الأرض؛ ليبقى أكينا عاجزا عن توفير مصاريف أسرته.

وقرر أكينا، لاحقا أن يزرع القليل من المحصول كي لاينكسر قلبه عليه مجددا إذا تكرر الأمر، وهو الذي أصبح واقعا مع تزايد الاشتباكات بين مجتمع الرعاة من الفولاني المسلمين الشماليين والمزارعين الجنوبيين بنيجيريا.

وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، أن تضاعف حجم الثروة الحيوانية من الأبقار خلال العقود الماضية لتبلغ 20 مليون رأس، وجفاف مناطق الرعاة الشمالية بسبب التغير المناخي وزحف المناطق العمرانية على المراعي الخصبة كلها جعلت الرعاة والمزارعين في مساحات ضيقة تكثر فيها الاشتباكات على موارد المياه والكلأ، والتي كان من أعنفها اشتباك في أوكبابي إنوبا عام 2016 الذي راح ضحيته 46 شخصا.

ويقول بلا أوردو، أحد قادة مجتمعات الرعاة إنه كان يعتاد بالماضي رؤية الغابات والمساحات الخضراء شمال نيجيريا ولكن الصحراء بدأت تحل محلها، مشيرا إلى التغير المناخي الذي خفض معدلات المطر في الشمال إلى 600 ملي متر سنويا مقارنة بـ3500 ملي في الجنوب؛ ما يجعل الرعاة يهاجرون إليه بمواسم الجفاف.

ويقول أبو مور مسؤول سابق بالداخلية النيجيرية، إن هجرة رعاة الفولاني من دول التشاد والكاميرون والنيجر وبوركينافاسو لنيجيريا عبر أكثر من 1500 معبر غير رسمي، أدت لزيادة عدد الرعاة وحاجتهم للتوغل بأراضي المزارعين.

ولعب انتشار الإرهاب في الشمال النيجيري، دورا بتهجير الرعاة للمناطق الجنوبية إذ تسببت هجمات بوكو حرام بسرقة مليوني رأس من الرعاة وقتل المئات منهم ما جعلهم يتوجهون لمناطق الجنوب.

ويقول فيناوي يوبي، أحد كبار الرعاة إن حجم القطيع لدى كل من الرعاة تزايد من 10 إلى 50 مثلا، ما جعلهم بحاجة لمساحات أكبر من المراعي، بينما يقول أبو بكر سانبو، أحد أعيان قبائل الرعاة من الفولاني إنه على الحكومة التواصل مع الرعاة وتعليمهم برامج الرعي الكثيف في المساحات الضيقة لتقليل احتكاكهم بالمزارعين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved