بين موج البحر وعواصف السماء.. تعرف على المحلقين بحرية في رياضة التزلج الشراعي

آخر تحديث: الأربعاء 12 يناير 2022 - 5:15 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

تضج شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي في أحد الأيام الشتوية بأنباء نوة قادمة أثارت قلق الكثيرين، ولكن بعكس البقية كان ذلك خبرا سعيدا لـ"حسين" الشاب السيناوي العاشق لرياضة الكايت سيرف، ما جعله يستقل سيارته قاطعا دروب جنوب سيناء الجبلية حتى يبلغ إحدى البقاع المميزة لرياضته المفضلة، فيخرج لوح التزلج والمظلة ليقتحم العاصفة العاتية ممتطيا ظهر الأمواج العنيفة ليتنقل بين قفزة في السماء ودحرجة في الهواء متجاهلا خطورة العاصفة في غمرة نشوته بالكايت.

ويقول حسين موسى، لاعب بالاتحاد المصري للتزلج الشراعي "كايت سيرف" في حديثه لجريدة "الشروق"، إن اللعبة دخلت مصر على أيدي الألمان المقيمين برأس سدر والغردقة عام 2004 بينما أصبحت رياضة رسمية لها منتخب خلال العامين الماضيين.

ويشرح أحمد جمال، مدرب الكايت، اللعبة بأنها تختلف عن ركوب الأمواج باستغلالها للهواء والموج معا ليقفز اللاعب من قمة الموجة ويسلم نفسه للهواء الذي يرفعه لأعلى.

وعن معدات اللعبة يضيف جمال، إنها مجرد لوح تزلج وطائرة ورقية ولكنها بإمكانيات عالية من الأمان بخلاف الطائرات الورقية التي يلعب بها الصبيان.

وتمتاز السواحل المصرية على البحر الأحمر وخليج السويس بملاءمتها للتزلج الشراعي، إذ يقول عزت حسين مدرب الكايت، إن مصر الرابعة عالميا من حيث جذب لاعبي الكايت لعمل المنافسات.

ويوضح حسين موسى، إن مناطق سيناء والغردقة تمتاز بشواطئها الرملية قليلة العمق التي توفر الأمان بينما تمتاز بشدة الرياح التي تعتمد عليها اللعبة وذلك لقلة المباني والجبال في منطقتي رأس سدر والغردقة تحديدا.

ويضيف حسين، أن اعتدال الجو بتلك المناطق وقلة السحب الحاجبة للرياح يجعلها معقلا جيدا للكايت سيرف.

وتملك الكايت مكانة كبيرة في قلوب ممارسيها، إذ تقول إيمي أحمد، مدربة الكايت، إن أجمل شيء بالنسبة لها أن تحلق في تيار هواء أعلى الموج بينما تشاهد الدلافين تسبح من حولها مضيفة أن الكايت أكثر تجربة تمنحها الشعور بالحرية.

وعن قوة حركات الطيران بالكايت، يقول عزت إن سرعة لاعب الكايت تبلغ الـ 80 كيلو متر في الساعة ما يصفها جمال بأنها تعادل سرعت الجيتسكي.

ويضيف عزت، أن متوسط ارتفاع قفزات الكايت في الهواء يبلغ 15 مترا من الارتفاع، بينما تقول إيمي إن أحد المتزلجين المصريين حطم إرتفاع بـ 150 مترا في السماء.

وعن الدور التنموي لرياضة الكايت يقول جمال الشاب السيناوي، إن اللعبة تؤمن الدخل للكثيرين من المدربين والعاملين بالفنادق كما أن اللعبة تجذب سياحا من دول متنوعة من عشاق رياضة الكايت نظرا لتميز السواحل المصرية.

وعن شعور المغامرة الذي يتخلل الرياضة تقول إيمي، إنها اختارت ذات مرة إحدى الموجات لركوبها والتي ذهبت بها بعيدا في الأعماق لساعتين ولكن شغفها بالرياضة كان أكبر من قلقها بشأن تلك الموجة.

وأما جمال فيقول إن الكايت تتطلب الجرأة وحب اللعبة، إذ أن رهبة القفز من ارتفاع عال تكون كبيرة لمن لا يملكون الشجاعة الكافية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved