قدم السفير التركي لدى إسرائيل شاكر أوزكان تورونلار، أوراق اعتماده أمس الأربعاء، إلى الرئيس إسحق هرتسوغ، وفق ما أعلنت الرئاسة الإسرائيلية، في أحدث خطوة بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وبحسب ما نشرته صحيفة «الزمان» التركية، ذكر السفير تورونلار أن تركيا وإسرائيل جارتان على البحر المتوسط، قائلًا: «اليهود الأتراك الذين يعيشون في إسرائيل، والذين يقترب عددهم من 100 ألف، هم أقوى جسر بيننا».
وأكد تورونلار أن «تركيا هي الدولة الأولى في المنطقة التي تعترف بإسرائيل»، مشيرًا إلى أن «بلاده والأتراك لم يكونوا ضد قيام دولة إسرائيل أو ضد اليهود».
وفي إشارة إلى أن عددًا قياسيًا من الإسرائيليين زاروا تركيا العام الماضي، قال السفير: «ستكون تركيا الآن وجهة العطلات المثالية لكل إسرائيلي مع الرحلات الجوية التي ستطلقها شركات الطيران الإسرائيلية هذا العام، بعد توقف طويل».
وذكر أن التجارة الثنائية نمت بسرعة في السنوات الأخيرة واقتربت من عتبة العشرة مليارات دولار، مضيفا أنها تهدف إلى زيادة حجم التجارة الثنائية إلى 15 مليار دولار في وقت قصير.
ولفت إلى تصريح الحكومة الإسرائيلية بأنه لم يطرأ أي تغيير على الوضع الراهن للمسجد الأقصى، في أعقاب الغارة الاستفزازية لوزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، ضد المسجد الاقصى الأسبوع الماضي.
وأوضح أن «هناك أمثلة جديدة من معاداة السامية وكراهية الإسلام والعنصرية وكره الأجانب تضاف كل يوم»، معقبًا: «أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعلن أننا نجد أنه من المفيد أن تلتزم السلطات الإسرائيلية بحماية الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس، بما في ذلك الحرم الشريف (المسجد الأقصى)».
وشهدت علاقة البلدين في العام 2008 تدهورا بعد عملية عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة.
وفي العام 2010، تم تجميد العلاقات في أعقاب مقتل عشرة مدنيين في غارة إسرائيلية على سفينة المساعدات التركية «مرمرة»، والتي كانت جزءًا من أسطول بحري حاول خرق الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
وعادت علاقة البلدين لتشهد مصالحة بين عامي 2016 و2018، لكن ما لبثت تركيا أن سحبت سفيرها وطردت نظيره الإسرائيلي وكذلك القنصل العام في إسطنبول، بعد مقتل حوالي خمسين فلسطينيًا على يد الجيش الإسرائيلي في غزة، وردت إسرائيل بطرد القنصل العام التركي في القدس.
واستمرت الجهود الدبلوماسية لأشهر زار خلالها الرئيس هرتسوغ تركيا، قبل أن يعلن البلدان في أغسطس عودة العلاقات كاملة وكذلك السفراء.
وكان أردوغان المدافع عن القضية الفلسطينية، قد انتقد في الماضي السياسات الإسرائيلية التي تمارسها حكومة بنيامين نتانياهو (1996-1999 و2009-2021) تجاه الفلسطينيين.
وأكد هرتسوغ أمس الأربعاء، الذي وجه دعوة لنظيره التركي لزيارة إسرائيل، أن العلاقة بين البلدين «تسير وفق نهج مشجع للغاية».
والشهر الماضي، قدمت سفيرة إسرائيل الجديدة لدى تركيا إيريت ليليان، أوراق اعتمادها إلى أردوغان.
وتأتي مراسم الأربعاء بعد أقل من أسبوعين على أداء الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بزعامة بنيامين نتانياهو اليمين الدستورية.