يوميات ثورة1919 (12): أول إحصاء رسمي بالقتلى والمصابين أغلبهم طلبة الأزهر‎.. والرافعي يشكك في الأرقام

آخر تحديث: الثلاثاء 12 مارس 2019 - 1:20 م بتوقيت القاهرة

هاجر فؤاد:

تواصل "الشروق" على مدار شهر مارس، عرض يوميات ثورة 1919، التي اندلعت أولى مظاهراتها في 9 مارس بالتحديد، وذلك لإطلاع الأجيال الشابة على أحداث هذه الثورة التي تعتبر أول حراك شعبي سياسي واجتماعي في تاريخ مصر الحديث، شاركت فيه كل فئات وطوائف المجتمع.

الكتاب الذي نعتمد عليه لاسترجاع هذه الأحداث هو "تاريخ مصر القومي 1914 -1921" للمؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعي، الذي يروي في قسم كبير منه يوما بيوم حالة مصر بعاصمتها وأقاليمها وشوارعها وجامعتها في فترة الثورة.

•••••••

عمت الحركة أرجاء البلاد دون أي تدبير أو تنظيم، ولم تكن هناك ثمة دعوة إليها، أو هيئة أو لجنة أو جماعة توجهها وتصدر تعليماتها وتشرف عليها، بل شملت البلاد فجأة وعلى غير انتظار، فكان ذلك من مظاهر جلالها وروعتها، وظهر فيها فضل الشعب.

فاستمرت الاضرابات والمظاهرات لليوم الرابع، وتعطلت المواصلات بالعاصمة، وصار الناس يقطعون المسافات الشاسعة سيرا على الأقدام أو راكبين الحمير والدواب لمن يملكها أو يستطيع شراءها.

وبعد ما صارت في النفوس فكرة قطع المواصلات، قطع المتظاهرون خطوط السكك الحديدية وأسلاك البرق والتلفون، وكان أول خط قطع بين طنطا وتلا، وامتد لمختلف الخطوط وانقطعت المواصلات بين القاهرة والأقاليم وبين البلاد وبعضها، فتعذر على الناس التنقل من جهة إلى أخرى إلا بطريق السفن في النيل والترع.

فخلال سير المتظاهرون متجهين لشارع خيرت بالسيدة زينب، هجم الجنود البريطانيون عليهم وأطلقوا الرصاص من البنادق والمدافع الرشاشة، وقتل عدد كبير منهم فكان أغلبهم من طلبة الأزهر.

ونشر حينها إحصاء رسمي عن عدد القتلى والجرحى في المظاهرات من ابتدائها حتى هذا اليوم الأربعاء 12 مارس، فذكر قسم الموسكي عن إصابة 8 أشحاص، أما السيدة زينب مقتل شخص وإصابة 6، وأعلن قسم عابدين عن مقتل 3 أشخاص و 16 مصاب، وقتيلان ومصاب بدفتر وفيات قسم الأزبكية.

فإجمالي القتلى 6 أشخاص و 31 مصابا، وهو إحصاء أقل من الحقيقة، فبعض الجرحى لم يبلغوا عن إصابتهم، وبعض القتلى لم يبلغ عنهم.

غدا حلقة جديدة.....

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved