مفتي الجمهورية: ما تشهده غزة اليوم أوضح مثال على انفصال العالم عن مبادئه الأخلاقية
آخر تحديث: الإثنين 12 مايو 2025 - 11:29 ص بتوقيت القاهرة
آلاء يوسف
أكد الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، أن المؤتمر العلمي الدولي الأول "الأزهر وصناعة المصلحين"، يأتي في سياق الجهود المباركة المبذولة من قبل المؤسسات الدينية في مصر ودورهم في نهضة مصر الثقافية والحضارية في العصر الحديث.
كما اعتبر أن هذه الفعالية توضح دور المصلحين، مؤكدا أن الأزهر كان ولا يزال منبرا للوسطية.
يأتي ذلك خلال كلمته في المؤتمر العلمي الدولي الأول "الأزهر وصناعة المصلحين" الذي تنظمه كلية العلوم الإسلامية والعربية للوافدين، بمركز الأزهر للمؤتمرات، بتوجيهات من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
وبين عياد أن صناعة المصلحين تقوم على 3 محاور، أولا إطالة النظر وحسن الفهم، وثانيا، تعزيز التعامل مع الفكر مع العلوم والمناهج والتخصصات ليصبح الطالب على دراية تامة تمكنه من التعامل مع العلوم برؤية متوسطة معتدلة، أما المحور الثالث لصناعة المصلحين، فبين أنها تتمثل في اختيار النابغين من أبناء الأزهر الشريف وتقديم الرعاية لهم حتى يحملوا لواء الوسطية في المستقبل.
واختار مفتي الجمهورية الدكتور محمد البهي كنموذج لأبناء الأزهر، لافتا إلى أنه خير امتداد لمدرسة الإصلاح التي رفعها راية الإمام المجدد محمد عبده، فكان يخدم مصالح المجتمع كافة، بعدما تقلد وزير الأوقاف والأزهر 1960، متطرقًا لمسيرته العلمية والعملية.
كما تحدث عن مواجهته الفكر المادي والعمل على تفكيك أسسه الفلسفية، لافتا إلى كتابه ودوره في تفنيد دعاوى الماركسية، ومواجهة المبادئ الهدامة التي سعت لتفكيك الروابط وتشكيك المجتمع في قيمه، وكشف أغراض العلمانية والماسونية والإلحاد.
وبشيء من التفصيل استعرض كتابه "الإسلام ومواجهة المبادئ الهدامة"، وتأسيسه للعمل على تطبيق الإسلام كنظام إلهي متكامل قادر على التعامل مع كل العناصر الفكرية الدخيلة.
كما لفت إلى أنه مارس الإصلاح السياسي والاجتماعي المواجه للاستعمار والاحتلال الأجنبي للدول العربية والإسلامية، حيث قام بدور وطني كبير لتوعية الناس بأهمية مواجهة الاستعمار، معتبرًا أن رؤيته، ولفت الإصلاحية لم تقف على الحد الرسمي بل كان رجلا متصلا بقضايا الجيل وإشكاليات المجتمع.
وتطرق مفتي الجمهورية لدور الإمام البهي في مواجهة تحديات الفكر المعاصر وجهوده المتواصلة للمد الديني والماركسي وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تثار بين الحين والآخر.
وشدد المفتي على ضرورة العمل على صناعة المصلحين، في إطار من التوازن بين معطيات الدين ومستجدات العصر، مشددًا على أن التحديات لم تنتهِ فنحن نعيش في عالم منفصل عن مبادئه معتمدا على أهوائه.
واعتبر أن خير مثال على انفصال العالم عن مبادئه الأخلاقية ما نعايشه اليوم في قطاع غزة من اعتداءات على الممتلكات والأرواح، لافتا إلى خطابات الأزهر الدائمة التي كانت بمثابة تذكير للعالم بمبادئه الإنسانية.
وشدد على أن مواقف الأزهر أكبر من أن تعد وتحصى سواء في دعمه القضية الفلسطينية، أو المستضعفين حول العالم.