إياد نصار: أصبحت أكثر ارتباطًا بمصر بعد المشاركة فى «الاختيار2» -حوار

آخر تحديث: السبت 12 يونيو 2021 - 7:37 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ محمد عباس:

* ارتبكت عندما التقيت بأسرة الشهيد محمد مبروك.. وتأثرت بسلوكة وعاداته فى حياتى الشخصية
* تجسيد شخصية حقيقية حديثة أمر صعب لأن من عايشوها ينتظرون منك تقديم تفاصيلها الدقيقة
* * العمل مع كريم عبدالعزيز ممتع.. وبيتر ميمى مخرج متميز ويحقق قفزات كبير ويتطور بشكل ملحوظ
* «الكاهن» منطقة جديدة أترقب ردود أفعالها.. و«موسى» خطوة مهمة فى مشوارى السينمائى
* أنتظر وقوفى على خشبة المسرح إلى جانب الفخرانى بفارغ الصبر.. وتجربتى مع منى زكى ونادين لبكى خطوة نحو العالمية
خاض الفنان إياد نصار بالموسم الرمضانى هذا العام تحديا جديدا، وهى تقديم شخصية الشهيد محمد مبروك، ضمن أحداث مسلسل «الاختيار 2»، والذى اغتالته يد الخيانة غدرا قبل أن يدلى بشهادته فى أكبر قضية تخابر تشهدها مصر، والمتهم فيها الرئيس المعزول وجماعة الإخوان الإرهابية.
فى هذا الحوار يتحدث إياد نصار لـ«الشروق»، عن مشاركته فى هذا العمل الوطنى، وكيف استعد لتجسيد هذه الشخصية.

< حدثنا عن أسباب حرصك على المشاركة فى الأعمال الوطنية؟
ــ مشاركتى فى الأعمال الوطنية المصرية مثل مسلسل «الاختيار 2» وقبله فى فيلم «الممر»، شرف كبير ومسئولية، وأجد أن هذه النوعية من الأعمال عادت وبقوة فى السنوات الأخيرة، ولاقت ترحيبا كبيرا من الجمهور وحققت نجاحات واسعة، وأثرت بشدة فى المشاهدين.

< بماذا شعرت عندما عرضت عليك شخصية «محمد مبروك»؟
ــ عندما طلب منى أن أقدم شخصية «محمد مبروك»، شعرت بمسئولية كبيرة تجاه هذا الدور، فالشهيد محمد مبروك شخصية عظيمة وهى أكبر من مسلسل، فالمسلسل لم يستطيع أحتواء مسيرة هذا البطل بشكل كامل، حيث أنه بدأ سرد قصته من بعد قضية التخابر، ولكن محمد مبروك يعد من الضباط المسئولين عن ملف الفكر الإرهابى من منتصف التسعينيات، وتم اختياره بعناية خاصة من اللواء أحمد رأفت بعد أحداث اغتيال اللواء رءوف خيرت، وذلك لأن الشهيد محمد مبروك كان على دراية وفهم للفكر المتطرف، والذى درس فقهه وتعمقه فيه، والمسلسل رصد الجزء الممتلئ والكثيف من معركته مع الإرهاب، وهذا ما استطعنا فقط تقديمه من مسيرته العظيمة.

< كيف توصلت إلى تفاصيل الشخصية؟ وما أكثر شىء ساعدك فى التجهيز؟
ــ بالطبع الاسم كان معروفا بالنسبة لى، لكن لم يكن عندى المعلومات الكافية حول الشخصية، وبدأت بالبحث فى نطاق المعلومات المتوافرة، فتجسيد شخصية حقيقية وحديثة هناك العديد من عاشوا معها، يريدون أن يروك تجسد أدق تفاصيل الشخصية، فهو شىء صعب.
وكان هناك مرحلتان من المذاكرة، أولها كان الثقة فى البحث الذى قام به هانى سرحان وبيتر ميمى، فكان بحثى مجرد بحث معرفى فقط، أنا أهتممت بالجزء الملقى على عاتقى وهو الشق الإنسانى، من هو هذا الشخص والوطنية التى به من أين أتت، فالوطنية ليس شيئا يأتى من فراغ فهى تبنى بداخل الشخصية، وألتقيت بأسرة الشهيد وكنت مرتبك حينها، وكانت عندى الرغبة فى رؤية رد الفعل فى أعينهم عندما أخبرهم أننى سأقدم شخصية الشهيد، وعندما رأيت فى عيون زوجته وأولاده القوة والفخر والاعتزاز به وبما قدمه، سهل على المهمة أكثر، وشعرت حينها بأن مسئوليتى ومسئولية المسلسل تجاه الشخصية التى أقدمها، إننى أجعل أسرة الشهيد تشعر أننا نراه بطل كما يروه وأن واجبى أن أجعل المشاهد يشعر ويتأكد من ذلك ويرى بطولته وتضحيته.
وأحد أهم مفاتيح شخصية الشهيد محمد مبروك فى رأيى هو عندما سألت زوجته ماذا يكون فى جيوبه عند عودته إلى المنزل، وكانت إجابتها أنه قليلا ما كان يحمل محفظة فكانت جيوبه دائما مليئة «بالفكة»، وهذه كانت إشارة إلى العفوية وأنه شخصية معطاءة ودائم المساعدة للغير، فعندما يطلب منه شخص فقير المساعدة يضع يده فى جيبه ويخرج ببعض المساعدة بسرعة، بدلا من أن يخرج محفظته لإعطاء المال وهذا يأخذ وقتا.

< هل تواصلت معك أسرة الشهيد محمد مبروك بعد عرض المسلسل؟ وماذا كان رد فعلهم؟
ــ تواصلت مع أسرة الشهيد بعد عرض حلقات الشهيد محمد مبروك، وعبروا عن شكرهم وسعادتهم وفخرهم بما قدمناه، وشكرتهم على ثقتهم فى لتقديم شخصية الشهيد محمد مبروك، وفى الحقيقة كنت خائف على أسرة الشهيد من مشاهدة حلقة استشهاده، فأنا كنت أتوقع أن الحلقة سيكون تأثيرها سلبى عليهم مثلما أبكت العديد من المشاهدين ولكنى وجدتهم فخورين جدا، فهم مختلفين عنا حيث أن عندهم قوة ليست موجودة عندنا.

< هل تأثرت بشخصية «محمد مبروك»؟
تعايشت مع الشخصية وتأثرت كثيرا بعاداته وسلوكه الشخصى، حيث أننى أصبحت مرتبط بالبيت أكثر، على الرغم من أننى شخص «بيتوتى»، وارتبطت بمصر أكثر فلم يعد أرتباط عمل ولكنه أصبح ارتباطا حقيقيا.
بعد معرفة كل التفاصيل المتعلقة بشخصية «محمد مبروك» جاء لى احساس أكيد تصرفت بناءا عليه، وهو أننى لن أقدم أى شخصية فى رمضان بجانب شخصية الشهيد محمد مبروك تكريما له، ومن حق أسرة الشهيد والمشاهد أن لا يشاهدنى بشخصية محمد مبروك ثم يغير القناة ويرى شخصية أخرى فيحدث عنده نوع من التشويش، وأخبرت زوجتى بهذا الأمر الذى وافقتنى عليه.

< فى رأيك ما الفارق بين «الاختيار» و«الاختيار 2»؟
«الاختيار 2» لا يقل أهمية عن «الاختيار»، الذى عرض فى رمضان العام الماضى، فنحن نقدم مادة لشهداء نعتز بهم وهم أبطال ضحوا من أجل الوطن، وتقديم قصص تضحياتهم أمام الجميع أقل واجب للعرفان بما قدموه، ولا تسطيع تكديثها فى جزء واحد أو اثنين، فكل تضحية منهم تحتاج إلى فيلم أو مسلسل بمفرده، وقد شاهدنا أثر «الاختيار» ومدى تعاطف الناس وفهمهم للتفاصيل، و«الاختيار 2» دخل فى تفاصيل إنسانية أكثر وكان بداخل المدينة بشكل أكبر، وهو تكملة لمشروع تاريخ الوطن الحقيقى، تصلنى أسئلة من شباب وأولاد فى سن المراهقة وأقوم بالرد عليهم، بالنسبة لى هذا هو المهم، أننا نؤكد فكرة الوطن والانتماء عند الشباب والأطفال، لأن هذا ما يصنع مجتمع صحيح وقوى، وهو عكس ما يزرعه الجانب الآخر، ودور الفن الحقيقى هو أن يلحق الشباب والأطفال قبل أن يتأثروا بالتلوث والضوصاء التى يصنعها أعداء الوطن.

< كيف وجدت التعاون مع بيتر ميمى؟
ــ نشأت بينى وبين بيتر ميمى صداقة منذ أول مرة عملنا سويا فى «كازابلانكا»، وهو مخرج متميز جدا ولدى إيمان بشخصه، وأنا أيضا أشاهده يقفز قفزات كبيرة فى أعماله ويتطور بشكل ملحوظ، وأنا أكون سعيدا بالعمل معه وأثق به جدا، وبيننا كيمياء خاصة، فهو يؤمن بالشخص الذى يعمل معه جدا.

< كيف تجد العمل مع كريم عبدالعزيز؟
تقابلت أنا وكريم أول مرة فى «الفيل الأزرق 2»، وهو صديق عزيز جدا بالنسبة لى، والعمل معه ممتع، ويوجد بيننا كيمياء، وأشعر باستمتاع وأنا أعمل معه، فتركيبة العمل والمشروع والاحساس به، تجعلك تحب أنك تشتغل وتروح تصور وتكتشف، عمل مرهق ومتعب ولكنه معمول بكل حب ووطنية.

< حدثنى عن دورك فى فيلم «الكاهن» ومتى سيتم طرحه؟
ــ فيلم «الكاهن» تأليف محمد ناير وإخراج عثمان أبو لبن، وهو منطقة جديدة على، ويتحدث الفيلم عن عالم التكنولوجيا، وفكرة أن البيانات والمعلومات هى الأهم، هى التجارة الجديدة، وأن الشخص أصبح عبارة عن بيانات ومعلومات فى السوق، وهو موضوع مهم.
انتهينا من تصوير الفيلم ودخل مرحلة المونتاج، ولا أعلم متى سيعرض فهو قرار شركة الإنتاج وفى ظل الظروف الحالية من تفشى فيروس كورونا، أصبحت القرارات تتغير بين يوم وليلة، ولكنى انتظر ردود الافعال على هذه التجربة.

< ماذا عن دورك فى فيلم «موسى»؟
ــ لا أستطيع التحدث عن دورى أو الكشف عنه، ولكن فيلم «موسى» أتعاون فيه مع صديقى والمخرج المتميز بيتر ميمى، وهو فيلم مختلف تماما وفكرته جديدة، وأعتبره مهمة كبيرة فى مشوارى السينمائى، ونتمنى أن تعود الحياة لطبيعتها فى السينمات بالتوازى مع طرحه.

< ما أهم خطواتك فى الفترة الحالية؟
ــ أستعد لتجربة مسرحية جديدة بالتعاون مع النجم الكبير يحيى الفخرانى، انتظرها بفارغ الصبر، وهى لبيرم التونسى عن نص «ليلة من ألف ليلة»، اسمها «ياما فى الجراب» وهى غنائية استعراضية.
كما انتهيت أخيرا من تجربة مهمة فى مشوارى الفنى قبل فترة بسيطة، وهى تصوير فيلم «Perfect Strangers» بلبنان، وهو فيلم إيطالى الأصل وله أكثر من نسخة فى العالم، وكنت بالنسخة العربية منه، بالاشتراك مع منى زكى ونادين لبكى، وأتوقع أن يعجب به الجمهور.

< هل تعد هذه أول خطوة لك للعالمية؟
ــ بالطبع أعتبرها كذلك، الفيلم فى نطاق عالمى، فصناعة نسخة عربية من فيلم يوجد به أكثر من نسخة عالمية، والعالم يعلم بها، ستجعله يشاهد عالميا جيدا وعلى نطاق واسع، وسيكون هناك شكل من أشكال المقارنة بين النسخ المختلفة.

< ما الأسس التى تختار عليها أعمالك؟
ــ أنا لا أحب تكرار نفسى، ولا أدخل منطقة دخلتها من قبل، وأحب التجديد دائما فى أعمالى، بالرغم من أنه فى بعض الوقت تكون طبيعة السوق مختلفة ويمشى برتابة وركود، فأقدم شخصيات وأعمال قريبة من بعضها ولكن لا تشبه بعضها بشكل كبير أو تكون متطابقة تشاهدها تجدها هى هى نفس شخصية الفيلم السابق.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved