بعد تألق بلاده في أمم أفريقيا.. من هو أندريه راجوليناز رئيس مدغشقر الذي لفت الأنظار؟

آخر تحديث: الجمعة 12 يوليه 2019 - 5:21 م بتوقيت القاهرة

منار محمد

أثاره التألق اللافت للاعبي بلاده في أمم أفريقيا التي تقام في مصر، فسارع أندريه راجوليناز رئيس مدغشقر إلى السفر للقاهرة ودعمهم في مسيرتهم الناجحة التي امتدت دور الثمانية من البطولة، فكان على رأس المشجعين في مباراتهم الحاسمة أمام جنوب أفريقيا ورقص فرحًا وسط جمهور بلاده فرحًا بالإطاحة بمنتخب الكونغو الديمقراطي.

كان راجوليناز، الذي ولد عام 1974 محبًا للموسيقى منذ الصغر ومع تقدمه في سنوات العمر استثمر هذا الحب في سبيل جني المال، فأسس شركة إنتاج عام 1993 تدعى "شو بيزنيس"، لكنه استخدمها أيضًا لإقامة الحفلات الغنائية.

وعلى الرغم من أن عائلته ثرية، ووالده كان عقيدًا متقاعدًا، إلا أن "راجوليناز" البالغ من العمر 45 عامًا عصامي استثمر طموحه في تأسيس شركة إعلانات وطباعة رقمية، أطلق عليها "انجيت"، وكانت من الأرباح التي حصل عليها خلال 6 سنوات من شركة الموسيقى.

شركة الطباعة جعلت "أندريه" يذيع صيته في مدغشقر، لا سيما وأنه أول شخص يدخل هذه التقنية إلى بلاده - وفقًا لـ"بي بي سي".

في عام 2003، حصل رئيس مدغشقر على لقب أفضل رجل أعمال في البلاد من قبل البنك الفرنسي، نتيجة زيادة أرباح شركته وقدرته على ضم شركة كبيرة منافسة له تدعى "دومابوب".

وحسبما ذكر "thenational" فأنه لم يمر إلا 5 سنوات ونجح "راجوليناز" في شراء محطات إذاعية وتليفزيونية في مدغشقر، ومن هنا حدثت نقطة تحول في حياته دفعته إلى خوض معارك شرسة في السياسة وصلت إلى وقوفه أمام رئيس مدغشقر السابق مارك رافالومانانا الذي ترك الحكم عام 2009.

اعتراض حزب رئيس مدغشقر السابق على محتوى أحد البرامج التابعة لـ"راجوليناز" التي كانت تكشف سياسة الرئيس والمصاريف التي ينفقها، مثل شراء طائرة رئاسية ثانية من طراز بوينج 737 بتكلفة 60 مليون دولار أمريكي وسط انتشار الفقر بين المواطنين في مدغشقر، جعلته يقرر الدخول في السياسة للدفاع عن أعماله الخاصة وحقوق الشعب- وفقًا لـ "News24".

حاول أندرية التواصل مع "نادي العشرين"، وهم أبرز زعماء المعارضة في مدغشقر حتى يحصل على القوة منهم، وقام بتدشين حزب أطلق عليه "الشباب الملغاشي المصمم"، وترشح من خلال لانتخابات عمدة "أنتاناناريفو" وهى أكبر مدن مدغشقر، وفاز بالفعل.

استخدم "راجوليناز" القنوات والإذاعات التابعة له حتى يكشف القرارات الخاطئة التي يتخذها الرئيس السابق لمدغشقر "رافالومانانا"، ووصل الأمر إلى تأكيده أنه سيتحمل مسؤولية الشعب الذي لا يتحملها الرئيس وحكومته- حسبما ذكرت news24.

بدأت معركة تنشأ بين أندريه ورئيس مدغشقر، ووصل الأمر إلى محاولة وقف برامجه التليفزيونية من البث، ليرد راجوليناز عليهم بمظاهرة حاشدة وسط عاصمة مدغشقر وجمع 30000 مؤيدين له ضد حكم الرئيس السابق، وكان ذلك يناير عام 2009، وفي السابع من فبراير نظم مظاهرة آخرى واتجه إلى القصر الرئاسي، مطالبًا بضرورة تقديم رافالومانانا استقالته لوقف الفساد في البلاد.

وحسبما ذكرت France24، فأن المظاهرة لم تمر مرور الكرام، حيث إن الحرس الجمهوري فتح النيران على المتظاهرين، وأصيب أكثر من 200 شخص، إضافة إلى عدد من القتلى، وهذا ما أدى إلى فقدان ثقة الشعب في الرئيس وتخلى الجيش عن مساندته، في الوقت الذي حاولت السلطات اعتقال أندريه لكنه لجأ إلى السفارة الفرنسية - حيث إنه يحمل جنسية مزدوجة.

وفي 15 مارس، أعلن الرئيس السابق لمدغشقر إقامة استفتاء لكن "أندريه" ومن معه رفضوا ذلك، فتقدم رافالومانانا باستقالته في اليوم التالية وحل الحكومة، ونقلت الرئاسة إلى جيش مدغشقر التي نقلتها إلى راجولينا الذي اعتبر أصغر شخص يحصل على منصب رئيس السلطة الانتقالية العليا.

وفي 21 مارس من العام ذاته، أدى "أندريه" اليمين الدستورية وسط وجود 40 ألف مؤيد، وكان حينها يبلغ من العمر 35 عامًا، وفي نوفمبر 2010، كلف الدستور الجديد رئيس السلطة الانتقالية العليا " راجولينا" أن يكون رئيس مؤقت حتى يتم إجراء انتخابات ويدخل وسط منافسين آخرين على السلطة.

حصول "اندريه" على منصب الرئاسة جاء بعد مناوشات عديدة وجدها من قبل المؤيدين للرئيس السابق "رافالومانانا"، الذي قرر "أندريه" استعادة حق الشعب منه من خلال بتغريمه بـ70 مليون دولار أمريكي، والحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات بتهمة إساءة استخدام منصبه.

حاول "أندريه" تعويض مدغشقر من خلال صيانة المنازل ومنحهم ملابس وأدوية ودعم الكهرباء والبنزين، إضافة إلى توزيع مواد غذائية عليهم، بجانب بناء مشاريع إسكانية لغير القادرين.

ووفقًا لـ"africanews"، فإن راجولينا رشح نفسه مجددًا في الانتخابات الرئاسية عام 2018، ووعد شعب مدغشقر في حملته الانتخابية بإغلاق مجلس الشيوخ لتوفير المال إلى المحتاجين وأيضًا الاستفادة منه في بناء الجامعات وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الزراعة، ليفوز بالفعل بعد أن واجه عدد من المرشحين منهم الرئيس السابق لمدغشقر رافالومانانا الذي حصل على عدد أصوات 35.29% فقط.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved