انطلاق أعمال مبادرة الشباب العربي حراس التاريخ والهوية بالجامعة العربية
آخر تحديث: الإثنين 12 أغسطس 2024 - 12:56 م بتوقيت القاهرة
ليلى محمد
بدأت منذ قليل أعمال مبادرة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة "الشباب العربي حراس التاريخ والهوية"، تحت عنوان "القدس عربية"، والتي ينظمها المجلس بالتعاون المشترك مع إدارة منظمات المجتمع المدني بجامعة الدول العربية، وإدارة التعليم المدني، والقيادات الشبابية بوزارة الشباب والرياضة، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وأكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أن "مبادرة الشباب العربي حراس التاريخ والهوية" تنعقد متخذة شعار دورتها الأولى "القدس عربية" تضامناً مع قرارات القمة العربية الـ33 بالبحرين، وتفعيلاً للبيان الختامي لمؤتمر "صمود وتنمية" رفيع المستوى لدعم القدس الذي نظمته جامعة الدول العربية في 12 فبراير 2023.
وفي ظل تطورات خطيرة تشهدها منطقة الشرق الأوسط نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ومواصلة ارتكاب القوة القائمة بالاحتلال لمجازرها بحق الأطفال والنساء والشيوخ وعدم استجابتها للدعوات الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار والعدول عن سياسة الأرض المحروقة باستهداف المدنيين العزل بالآلة الحربية المدمرة دون مراعاة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وكل الأعراف ومواثيق حقوق الإنسان.
-تنديد بمجزرة مدرسة التابعين
وأشارت المستشار ميساء الهدمي، مدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية خلال كلمة الأمانة العامة، إلى أنه كان آخر هذه المجازر مجزرة التابعين في حي الدرج بقطاع غزة، ففي الأشهر العشرة الماضية تعرض أكثر من 50% من المدارس المستخدمة كملاجئ في غزة للقصف المباشر، ما أدى إلى عواقب وخيمة على الأطفال والأسر، الأمر الذي يتطلب الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة، ووقف جميع محاولات التهجير القسري، وإنهاء كل صور الحصار والسماح بالنفاذ الكامل والمستدام للمساعدات الإنسانية للقطاع والانسحاب الفوري لإسرائيل من رفح جنوب قطاع غزة.
وأشادت الهدمي بدور منظمات المجتمع المدني العربية والشباب في تخفيف وطأة العدوان على أهالي قطاع غزة طيلة أشهر القصف الماضية، حيث يصلون الليل بالنهار في المساهمة في عمليات الإغاثة وتقديم خدمات صحية واجتماعية وتوزيع المساعدات الإنسانية في مشهد اقترن فيه العمل التطوعي والمدني بمعاني نكران الذات والتضحية وجسد أسمى معاني المقاومة والصمود.
-إشادة بجهود المجتمع المدني الفلسطيني
وأوضحت الهدمي أن جهود المجتمع المدني الفلسطيني أثبتت للعالم صلابة إرادته ورسوخ إيمانه بعدالة قضيته وتشبث الشعب الفلسطيني بأرضه ومقاومته لكل محاولات الاحتلال للتهجير القسري وهو ما يعد مبعثاً للفخر والاعتزاز ومبعثاً لمواصلة نهج الدعم المطلق الذي تحرص جامعة الدول العربية على تكرسه وإيلاءه الصدارة في العمل العربي المشترك، وذلك إيماناً بالدور الهام الذي تضطلع به منظمات المجتمع المدني العربية في مناصرة القضية الفلسطينية ومجهوداتها المقدرة لدعم الشعب الفلسطيني في دفاعه عن حقوقه المشروعة وترحيبها بمبادرات القطاع المدني الفلسطيني الرامية إلى الدفاع عن القدس ودعم صمود أهلها وحماية مقدساتها الإسلامية والمسيحية رفضها لكل أشكال الانتهاكات الإسرائيلية للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، لا سيما المحاولات الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، وتقسيمه زمانياً ومكانياً، وتقويض صلاة المسلمين فيه وإبعادهم عنه، وكذلك محاولة السيطرة على إدارة الأوقاف الإسلامية الأردنية في القدس، والاعتداء على موظفيها ومنعهم من ممارسة عملهم، ومحاولات فرض القانون الإسرائيلي على المسجد الأقصى.
وأكدت حرص جامعة الدول العربية على تكثيف جهودها لدعم دور منظمات المجتمع المدني والشباب وإشراكهم في العمل العربي المشترك من خلال حزمة من القرارات الصادرة عن القمم التنموية الاقتصادية والاجتماعية والتي تدعو جميعها إلى تعزيز دور المجتمع المدني العربي وتمكين الشباب للمساهمة في المسيرة التنموية بالدول العربية، فعلى مدار السنوات الماضية تعمل الجامعة العربية على تعزيز دور القطاع المدني ومواكبة ما تحققه مؤسساته من إنجازات في عدد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وربط جسور التواصل معها.
وقالت الهدمي، إنه في هذا الإطار تعقد الجامعة العربية "منتدى الشباب العربي" و"منتدى المجتمع المدني" بشكل منتظم على هامش دورات القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية، حيث يعد المنتدى آلية من آليات العمل العربي المشترك التي تم اعتمادها لضمان مشاركة المجتمع المدني والشباب العربي في رسم خريطة العمل التنموي في الدول العربية، مشيرة إلى أنه الأمر الذي يتحقق من خلال الرسائل والتوصيات التي تصدر مع نهاية أعمالهما ليتم اعتمادها من قبل القادة العرب، ولقد ركزت المنتديات على مجموعة من أولويات العالم العربي المتعلقة بقضايا الشباب كالبطالة والهجرة والسلوكيات الخطرة في قمة الكويت عام 2009، مؤكدة تعزيز أدوار الشباب وتواصلهم مع متخذي القرار في قمة شرم الشيخ عام 2011، التنمية المستدامة في قمة القاهرة عام 2013، ورؤية الشباب العربي 2030 في قمة بيروت عام 2018.
وأضافت أنه على غرار الدورات الأربعة السابقة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية، تم عقد منتديات الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية والمقرر عقدها بنواكشوط، حيث خصص يوم 24 أكتوبر 2023 لمنتدى المجتمع المدني والأمن الغذائي، في حين عقد منتدى الشباب العربي والأمن الغذائي يوم 25 أكتوبر 2023 بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة.
-القدس تمثل درة التاج في القضية الفلسطينية
وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة مشيرة أبو غالي رئيس مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة، إننا نطلق اليوم مبادرة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة الشباب العربي حراس التاريخ والهوية تحت شعار القدس عربية؛ تأكيدا على عروبة القدس تاريخا وهوية متمسكين بشرف الانتماء لتاريخ هذه الأمة الخالدة، لافتا إلى أن قضية القدس تمثل درة التاج في القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين وكل أحرار العالم، في ظل التحديات الكبرى التي تمر بها المنطقة العربية، خاصة في ظل العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني بعد السابع من أكتوبر، وتداعياته على جميع المستويات خاصة الإنسانية الناجمة عن الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الصامد.
وتابعت أبو غالي، "نلتقي لتكثيف الجهود وتوحيد الموقف العربي، وتعزيز الانتماء للهوية الوطنية والقومية، مؤكدين على الهوية العربية للقدس التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من مكونات الهوية العربية والقومية، بمقدساتها الدينية وتاريخها العريق، وقد تجسد هذا الانتماء عبر جميع محطات المواجهة للدفاع عنها، وهي رمز للوحدة والصمود والتعايش والتسامح".
ولفتت إلى أن مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة حرص على إطلاق المبادرة بالتزامن مع اليوم العالمي للشباب الذي خصصته الأمم المتحدة ليكون يوما يشهد على الأنشطة والفعاليات الشبابية بالعالم التي تعبر عن صوت الشباب ومواقفهم، لذا كان لزاما أن نضع القضية الفلسطيينة والتأكيد على التاريخ والهوية العربية للقدس في هذا اليوم الهام الذي يستمع فيه العالم أجمع إلى أصوات الشباب لنؤكد أن صوت الشباب العربي ينادي بالتمسك بعروبة التاريخ والهوية المقدسية ويتضامن مع أصوات قادته.
وقالت أبو غالي، إن اجتماع اليوم يأتي ليؤكد المشاركون أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب وقضية الشباب العربي الأولى وأن دور الدبلوماسية الشبابية لا يقل أهمية عن الدبلوماسية السياسية الداعمة لحل عادل للقضية الفلسطينية والتصدي للعدوان الصهيوني، وتمسكه بالتاريخ والهوية للقدس التي ستظل راسخة لدى الشباب العربي جيلا بعد جيل.
وجددت التأكيد على أن التمسك بالانتماء لتاريخ هذه الأمة الخالدة يحملنا أمانة الحفاظ على هويتها وتاريخها، حفاظا على بقائنا وشرف العمل الدؤوب من أجل حاضر آمن ومستقر لكل الأمة العربية".