«كتاب الخوف» يفجر المزيد من المفاجآت عن ترامب

آخر تحديث: الأربعاء 12 سبتمبر 2018 - 9:46 م بتوقيت القاهرة

كتبت ــ سمر أحمد:

• بوب وودورد: المحامى السابق للرئيس وصفه بـ«العاجز» بعد جلسة محاكاة فاشلة للمقابلة المرتقبة مع محقق التدخل الروسى
• ترامب اقترح على مستشاره الاقتصادى طباعة النقد لمواجهة الدين العام.. وبنس يتجنب معارضة الرئيس خشية تغريداته المسيئة
غداة طرح كتاب «الخوف: ترامب فى البيت الأبيض» للصحفى الأمريكى بوب وودورد، رسميا، كثفت وسائل الإعلام الأمريكية، اليوم، تركيزها على ما تضمنه الكتاب من مفاجآت حول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وعلاقته بمستشاريه، فيما هاجم أعضاء سابقون بإدارة ترامب، الكتاب ووصفوه بأنه «مضلل».

وذكر وودورد فى كتابه المؤلف من 448 صفحة، أن جون داود، المحامى السابق لترامب كان يجرى «محاكاة وتدريب» مع الرئيس على مقابلة مرتقبة تجمع ترامب والمحقق الخاص روبرت مولر، المكلف بالتحقيق فى التدخل الروسى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، إلا أن الرئيس فشل فيها، ما دفع داود لمخاطبة ترامب قائلا: «أنت عاجز».

وأوضح وودورد خلال مقابلة مع شبكة «سى.بى.إس» الأمريكية، أمس، أن ترامب خلال التدريب على تلك المقابلة كان «يغضب، ويختلق أمورا، ويصرخ»، مشيرا إلى أن داود اعتقد أنه «إذا كان مولر هو من يجرى المقابلة، فإن الرئيس كان سيطرد فى الحال»، ما دفع داود إلى أن يقول لترامب: «أنت لا تستطيع أن تدل بشهادتك.. أنت عاجز»، وأوضح الصحفى المخضرم فى آخر سطر فى كتابه: «داود كان يعلم أنه لا يستطيع أن يقول للرئيس.. أنت كاذب».

وقال وودورد: «تخيل أن يقول لك محاميك أنت عاجز، وأنك لا تستطيع أن تدل بالشهادة لأنك لا تستطيع قول الحقيقة، أنت تختلق أمورا فقط».

وفى واقعه أخرى، قال وودورد إن ترامب اقترح على مستشاره الاقتصادى السابق، جارى كون «أغرب نهج لتخفيض الدين العام»، حيث قال ترامب لكون: «شغل المطابع..اطبع عملات نقدية»، فرد عليه كون قائلا: «لا يمكنك فعل ذلك، لدينا عجز كبير فى الميزانية، والحكومة لا تحقق التوازن فى الميزانية بتلك الطريقة»، ووصف وودورد فى الكتاب «دهشة كون بضحالة المعرفة الأساسية لدى ترامب»، بحسب ما نقلته شبكة «سى إن بى سى» الأمريكية.

بدورها، قالت صحيفة «يو.إس.إيه.توداى» الأمريكية أن الكتاب لم يتطرق كثيرا لنائب الرئيس، مايك بنس، وبرر وودورد ذلك فى كتابه بأنه: «كالمعتاد بنس يحاول ألا يقف فى طريق الرئيس»، مضيفا أن نائب الرئيس يتجنب أن يتخذ أى موقف أو يقول أى شىء يدفع ترامب إلى أن يكتب عنه تغريدة، أو يتحدث عنه بسوء.

وأشار وودورد إلى أن بنس ساعد فى اقناع كون بعدم الاستقالة بعد أن امتنع ترامب عن الادانة الصريحة لأحداث شارلوتسفيل فى 12 أغسطس 2017. حيث تظاهر النازيين الجدد والمنادون بتفوق العرق الأبيض.

إلى ذلك، ذكر مؤلف كتاب «الخوف» أن ترامب أراد أن يقيل جيمس كومى، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالى (إف.بى.آي) ، مع بداية وصوله للبيت الأبيض، إلا أن ستيف بانون، كبير مستشارى البيت الأبيض السابق للشؤون الاستراتيجية أثناه عن القيام بذلك قائلا: «75% من عملاء (إف.بى.آي) يكرهون كومى، لكن بمجرد أن تقيله سيتحول إلى أعظم شهيد فى تاريخ أمريكا، سيتحول إلى سلاح ينال منك، سيعينون مستشارا خاصا»، مضيفا: «تستطيع أن تطرد كومى ولكنك لا تستطيع أن تطرد (إف.بى.آي) بمجرد أن تقيله (كومي) سيكون على مكتب التحقيقات تدميرك وسيدمرك».

وأشار وودورد إلى أن رود روزنشتاين، نائب وزير العدل كتب مذكرة من ثلاث صفحات توضح أسباب إقالة كومى، وبعدها عين روزنشتاين المحقق الخاص مولر، وقامت وسائل الإعلام بتغطية للواقعة أغضبت ترامب بشدة ودخل فى «نوبة جنون» وظل يردد: «يحاولون النيل منى، هذا غير عادل، كيف يحدث ذلك؟، هذا كله خطأ جيف سيشنز (وزير العدل) ، الأمر كله مدفوع سياسيا، رود روزنشتاين لا يدرك ما يفعله، إنه ديمقراطى».

من جهة أخرى، ذكر الكتاب أن ترامب عبر عن إعجابه باللقب الذى اطلقه على زعيم كوريا الشمالية كيم جونج اون، حيث لقبه بـ «رجل الصواريخ الصغير»، وقال ترامب: «اعتقد أن هذا أفضل لقب امنحه»، مضيفا أن الأمر أصبح «زعيم أمام زعيم.. رجل أمام رجل.. أنا أمام كيم».

كما ذكر وودورد فى كتابه أن شون سبايسر، السكرتير الصحفى السابق للبيت الأبيض حاول مرارا حمل وزير الدفاع جيمس ماتيس على إجراء مقابلة فى برنامج صباحى، إلا أن الأخير كرر رفضه أكثر من مرة، وأخيرا قال ماتيس لسبايسر: «شون.. أنا احصل على قوت يومى من قتل الناس. إذا اتصلت بى مجددا، سأرسلك إلى أفغانستان».

فى المقابل، نفى المستشار الاقتصادى السابق للبيت الأبيض جارى كون ما ورد فى الكتاب من وقائع كان طرفا فيها، وقال فى بيان: «هذا الكتاب لا يصور تجربتى فى البيت الأبيض بدقة، أنا فخور بخدمتى فى إدارة ترامب ومستمر فى دعمى للرئيس وأجندته الاقتصادية»، وفقا لما نقله موقع «إكسيوس» الإخبارى الأمريكى.

كما وصف سكرتير موظفى البيت الأبيض السابق، روب بورتر، الكتاب بأنه «انتقائى ومضلل»، نافيا ما ذكره وودورد بأن كون سرق أوراقا من مكتب ترامب كانت ستقضى، حال توقيعها، بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية تجارية مع كوريا الجنوبية.

فى غضون ذلك، اتهم حاكم ولاية نيوجيرسى السابق، كريس كريستى، بانون بالمشاركة فى كتابة كتاب وودورد، وقال على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر«: «للأسف، من الواضح أن بوب وودورد استخدم مسرب المعلومات ستيف بانون ليشاركه فى كتابة كتابه»، مضيفا أن «تسريبه اللانهائى والذى يتمحور حول نفسه، كان سبب طرده (بانون) من البيت الأبيض»، وفقا لصحيفة «ذا هيل» الأمريكية.

يشار إلى أن وودورد ذكر فى كتابه أن ترامب اتهم كريستى بسرقة الأموال التى يتم تحويلها للفريق الانتقالى الخاص به، إلا أن كريستى ينفى تلك المزاعم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved