إطلاق أول حوار استراتيجي بين مصر والولايات المتحدة في مجال الطاقة

آخر تحديث: الخميس 12 سبتمبر 2019 - 6:03 م بتوقيت القاهرة

أ ش أ

أطلقت مصر والولايات المتحدة الأمريكية، أول حوار استراتيجي في مجال الطاقة بين البلدين، اليوم الخميس، بالقاهرة، بحضور وزير البترول والثروة المعدنية، ودان برويليت نائب وزير الطاقة الأمريكي، والمهندس جابر الدسوقي رئيس الشركة القابضة للكهرباء نائباً عن الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة.

وأكد الوزير، في كلمته، أن العلاقات المصرية الأمريكية ممتدة تاريخياً والتعاون المشترك بين البلدين مستمر منذ عقود، وأن الحوار الاستراتيجي يهدف إلى دعم مزيد من التعاون في مجال الطاقة ويعد فرصة لتبادل وجهات النظر والآراء حول الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع الطاقة، بالإضافة إلى دعم الروابط التجارية وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة فضلاً عن ضمان استمرار تحقيق النجاحات في مجال الطاقة، وفق بيان لوزارة البترول اليوم الخميس.

واستعرض الوزير قصص النجاح التي حققتها مصر خلال السنوات الأخيرة في قطاع البترول والغاز، حيث تبنت الحكومة استراتيجية "رؤية مصر 2030"، والتي تهدف إلى خلق اقتصاد تنافسي ومتنوع يعتمد على الإبداع والتكنولوجيا ومبني على العدالة الاجتماعية، وهذه الاستراتيجية مهدت الطريق لزيادة النمو الاقتصادي والاستثمارات مع اقترانها باستعادة الاستقرار السياسي؛ مما جعل مصر أحد أكبر وأسرع الاقتصادات نمواً في المنطقة.

ولفت إلى أن قطاع البترول بدوره تبنى استراتيجية جديدة للطاقة تعمل على ضمان الأمان والاستدامة والحوكمة، وأن تطبيق الاستراتيجية استدعى تنفيذ عدة سياسات إصلاحية مكثفة والتي أتت ثمارها خلال السنوات الخمس الأخيرة ونتج عنها تحقيق نجاحات ضخمة في كافة أوجه العمل البترولي.

وأشار إلى نجاح قطاع البترول في تحقيق أعلى معدلات استثمار في تاريخه بلغت 30 مليار دولار وأعلى معدل لإنتاج الغاز الطبيعي والزيت الخام في تاريخ مصر في شهر يونيو الماضي بلغ حوالي 9ر1 مليون برميل زيت مكافئ يومياً، بالإضافة إلى تحقيق انجازات ضخمة بقطاع الغاز الطبيعي مكنت مصر من تحقيق الاكتفاء الذاتي في نهاية شهر سبتمبر 2018 والعودة للتصدير، فضلاً عن توصيل أكثر من 2ر1 مليون وحدة سكنية بالغاز الطبيعي خلال العام الماضي فقط وهو ما يعد أعلى معدل لتوصيل الغاز للمنازل.

وقال إن الوزارة بدأت في تنفيذ برنامج متكامل لتطوير وتحديث قطاع البترول لضمان استدامة هذه الإنجازات وتحقيق مزيد من النجاحات مستقبلاً، مضيفا أن الهدف الأساسي من البرنامج هو اطلاق كافة إمكانات القطاع كمحرك للتنمية يمتاز بالاستدامة وأن يعزز دور مصر كمركز محوري لتجارة وتداول الغاز والبترول بالمنطقة.

وأوضح أن البرنامج يهتم بكافة التفاصيل ومجالات العمل بالقطاع ونجح في تحسين أداء أنشطة البحث والاستكشاف والإنتاج والتكرير والبتروكيماويات من خلال تنفيذ عدة مشروعات، بالإضافة إلى تطوير الجانب التنظيمي للقطاع.

وأكد أن نجاح القطاع في تبني وتطبيق استراتيجيات جديدة وتحقيق الرؤية الطموحة فتح آفاق لمزيد من التعاون مع العديد من الشركاء الاستراتيجيين، مؤكداً أن مصر تؤمن بأن التخطيط الجيد يخدم الصناعة بشكل جيد وأن الحوار المفتوح هو أساس بناء تعاون أعمق وأسرع لمواجهة التحديات المشتركة والاستفادة من كافة الفرص، مشددا على أن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة ممتدة منذ زمن وأن قطاع البترول يثمن الشراكة الأمريكية وعلى استعداد تام لدفع مجالات التعاون في مختلف مجالات العمل بالقطاع.

وأشار الوزير إلى أن زيارة وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري لمصر لأول مرة وتوقيع مذكرة التفاهم في يوليو الماضي، يعدان تقدما كبيرا في التعاون بين الدولتين، وتضمن وجود آليات لتسهيل التعاون في مجال الطاقة من خلال حوار استراتيجي في مجال الطاقة ويمهد الطريق لمشاركة الخبرات الفنية والمهارات.

كما أكد أن قطاع البترول مستمر في جهوده رغم كل التحديات التي قد تواجهه باعتباره محرك استراتيجي لتنمية الاقتصاد المصري حيث حقق القطاع أكبر نسبة مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 25%، كما ساهم القطاع بنسبة 44% في الاستثمارات الأجنبية المباشرة، لافتا أن هدف القطاع يتمثل في بناء شراكات استراتيجية وأن هذا التعاون سيلعب دوراً مهماً في تحسين مناخ الاستثمار والذي بدوره يحفز الروابط التجارية ويحقق الاستقرار والمستقبل المثمر لمصر وشركاءها الاستراتيجيين.

من جانبه، قال نائب وزير الطاقة الأمريكي إن الحوار الاستراتيجي سيسهل التعاون الوثيق بين الحكومة والقطاع الخاص في مجال الطاقة بين الولايات المتحدة ومصر، وسيركز على تطوير مجالات العمل في قطاع البترول والغاز وعلى التعاون في المجالات الفنية للكهرباء والطاقة، مشيراً إلى أن إطلاق الحوار بدأ من خلال الاجتماعات التي تمت مؤخراً بين الرئيس السيسي والرئيس دونالد ترامب وهو ما دعمه ريك بيري وزير الطاقة الأمريكي خلال زيارته الأخيرة لمصر.

وأضاف برويليت أن الولايات المتحدة ستتعاون مع مصر من خلال هذا الحوار في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك في قطاع الطاقة، خاصة في مجالات تعزيز تجارة الطاقة وتكنولوجيا الفحم النظيف واستخدام الكربون وتخزينه والاقتصاد الحيوي وكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة وتقنيات المباني الخضراء والشبكات الذكية وبناء قدرات الطاقة وغيرها.

وأكد أن الحوار يؤكد الدعم الأمريكي المستمر لمنتدى غاز شرق المتوسط ودور مصر مركزاً طاقة إقليمي للغاز الطبيعي والكهرباء، منوها بأن الحكومة والقطاع الخاص الأمريكيين على أتم استعداد للتعاون مع مصر لتعزيز أمنها في مجال الطاقة وأمن المنطقة.

من جهته، سلَّط المهندس جابر الدسوقي الضوء على أهمية الحوار كأداة لدعم العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين، مشيراً إلى تناسق الرؤية الدولية للربط الكهربائي العالمي مع رؤية الحكومة المصرية وجهودها لتحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة، بدعم من كافة دول المنطقة من خلال نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات والأسواق الإقليمية، خاصة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وإنشاء الشبكات الذكية.

واستعرض الدسوقي المشروعات الجاري تنفيذها حالياً في مجال الكهرباء والتي ستؤهل مصر لأن تصبح مركز ربط كهربائي بين القارات الثلاث أفريقيا وآسيا وأوروبا، مؤكداً أن مصر تمتلك موارد تحتية في الطاقة المتجددة خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وأشار إلى الأهداف التي تسعى إليها مصر في قطاع الكهرباء وهي توليد نسبة 42% من الطاقات الجديدة والمتجددة بحلول عام 2035 وعلى المدى القصير تحقيق نسبة 20% بحلول عام 2022، مشيراً إلى نجاح قطاع الكهرباء في زيادة سعات طاقة التوليد إلى 25 ألف ميجاوات، وزيادة كفاءة معدلات التشغيل لمحطات الكهرباء.

وفي ختام الاجتماع، أشار وزير البترول إلى أنه تم الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل لتفعيل بنود مذكرة التفاهم في مجال الطاقة والتي تم توقيعها بالقاهرة في يوليو الماضي مع وزير الطاقة الأمريكي، لتحديد أولويات العمل والتوقيتات اللازمة لتنفيذ مجالات التعاون والمشروعات المستهدف العمل عليها وجذب الاستثمارات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved