ماسة مارلبورو.. كيف سرقت عصابة أمريكية أشهر ماسة في وضح النهار وسط لندن؟

آخر تحديث: الخميس 12 سبتمبر 2019 - 3:44 ص بتوقيت القاهرة

في مثل هذا اليوم عام 1980، وقعت إحدى أشهر جرائم سرقة المجوهرات في بريطانيا، وسرقت فيها ماسة شهيرة تعرف بـ "ماسة مارلبورو" ضمن مسروقات قدرت قيمتها حينها بمليون ونصف المليون جنيه استرليني.

تزن ماسة مارلبورو 45 قيراطا، وقيمتها حينها 400.000 جنيه استرليني، وكانت قد قطعت وصنع منها عقد لدوقة مارلبورو.

كانت عملية السرقة بالغة الاتقان، وجرت في وضح النهار وبلمح البصر، إذ لم تستغرق سوى أقل من دقيقة، في محل غراف الشهير للمجوهرات في حي "نايتس بريج" المزدحم وسط لندن.

وتمكن المسلحان اللذان نفذا العملية من سرقة الماسة الشهيرة وحلي ومجوهرات أخرى قدرت قيمتها حينها بمبلغ 1.429.000 جنيه استرليني (3.6 مليون دولار).

وكان السارقان مسلحين بمسدس وقنبلة يدوية، وتمكنا من تنفيذ سرقتهما بسرعة شديدة في أحد طوابق المحل المؤلف من ثلاث طوابق ومن دون أن يصاب أي شخص بأذى أو ينتبه أي من الزبائن الذين كانوا في الطوابق الأخرى.

المافيا الأمريكية
تمكن السارقان من الهرب بمسروقاتهما الثمينة من دون أن يتمكن أحد من اعتراض سبيلهما أو القبض عليهما.

بيد أن خيوط التحقيق لاحقا قادت إلى خارج بريطانيا وإلى عصابة شهيرة في ولاية شيكاغو الأمريكية.

لقد سمح حراس محل المجوهرات للسارقين اللذين كانا يرتديان ملابس أنيقة بالدخول معتقدين أنهما من الزبائن الأثرياء.

وحالما دخلا سحب أحدهما، وكان يرتدي سروالا أزرق أنيقا وسترة وقبعة، مسدسا وأمر الزبائن والموظفين بالانبطاح أرضا.

ولوح الرجل الثاني بقنبلة يديوية كان يحملها في قبضة يده.

وقام الرجلان باختيار عدد من المجوهرات من بينها ماسة مارلبورو وحلية أخرى تقدر قيمتها بـ 200 ألف جنيه استرليني و 18 قطعة من الأحجار الكريمة ووضعوها في حقيبة صغيرة قبل أن يخرجا باتجاه مرآب السيارات الواقع على بعد أقل من 50 مترا عن المحل.

وقال صاحب المحل، لورانس غراف، إن "اللصين كانا يعرفان بدقة ما يريدان".

وأضاف " لقد التقطا قطعا خاصة جدا من المعروضات ... وحدث كل ذلك في أقل من دقيقة".

بيد أنه أشار حينها أيضا إلى أنه سيصعب عليهما بيع "ماسة"مارلبورو لأنها قد قطعت بأسلوب حديث مميز جدا.

يد مشوهة
وعلى الرغم من احترافية السارقين وسرعة تنفيذ سرقتهما إلا أن التحقيق تمكن من الوصول إليهما بسرعة.

فقد تمكن أحد العاملين في المحل من تعقب الرجلين وتسجيل أرقام لوحة تسجيل سيارة من نوع فيات هربا فيها.

كما لاحظ أحد العاملين أن اليد اليسرى لأحد الرجلين كانت مشوهة بشدة، الأمر الذي قاد إلى الاشتباه برجل عصابات أمريكي شهير يدعى جوزيف "جيري" سكلايز.

كما أن الرجلين، وخلال اقامتهما في لندن قبل وأثناء السرقة، لم يبذلا أي جهد لإخفاء هويتيهما إذ سكنا باسميهما الحقيقيين في فندق "رويال ماونت".

وعلى الرغم من مغادرة الرجلين لبريطانيا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية توجهت إلى أمريكا، إلا أنهما اعتقلا بعد 11 ساعة فقط من حادث السرقة.

وقد كانت الشرطة في انتظار السارقين لتعتقلهما لحظة نزولهما من الطائرة القادمة من لندن في مطار شيكاغو.

وعرف السارقان بأنهما سكلايز وزميله أرثر راتشيل، وهما عضوان في عصابة مافيا شهيرة في شيكاغو تعرف باسم "شيكاغو أوتفت" أو" سلاح فرسان شيكاغو".

وتعد هذه العصابة من أشهر عصابات المافيات الإيطالية ـ الأمريكية وتنشط في شيكاغو وإلينوي ويرجع تأسيسها إلى عام 1910،

وكان من أشهر زعماء هذه العصابة رجل العصابات الشهير، آل كابوني، الذي صارت حياته الإجرامية مادة لعدد من الأعمال الأدبية والسينمائية.

اختفاء الماسة
وقد قضى الرجلان ثلاث سنوات في الحبس الولايات المتحدة يقاومان أمر ترحيلهما إلى بريطانيا.

وفي عام 1983، رحل الرجلان إلى بريطانيا حيث مثلا أمام محكمة التي حكمت عليهما بالسجن لمدة 16 عاما.

وفي عام 1989، أبلغ أحد عناصر المافيا مكتب التحقيقات الفيدرالي أن سكلايز قد أرسل الماسة في طرد بريدي إلى اخته في نيويورك بعد السرقة مباشرة في عام 1980 .

وقد قضى سكلايز نحو 12 عاما خلف القضبان في بريطانيا قبل أن يطلق سراحه في عام 1992، حيث عاد للعيش في شيكاغو.

بيد أن سكلايز اعتقل أكثر من مرة بعد هذا التاريخ لحيازة مسروقات. وفي عام 1998 حُكم عليه بالسجن لتسعة سنوات بتهم تتعلق بتجارة المخدرات، وقالت السلطات حينها أن سكلايز قد تعاون معها في أطار التحقيق في تجارة المخدارت.

وفي عام 2012 ، حكم على زميله راتشيل، وكان في الـ 73 من العمر، مرة أخرى بالسجن لمدة ثمانية أعوام ونصف بتهمة التخطيط لعمليات سرقة برفقة شخصين آخرين في السبعين من العمر أيضا.

وقد عمل سكلايز مستشارا لتصوير مشاهد السجن في فيلم "أعداء الشعب" 2009 الذي صور في شيكاغو عن حياة سارق البنوك جون ديلينجر وقام بدوره الممثل جوني ديب.

وطوال هذه السنوات ظلت ماسة مارلبورو مفقودة ولم يعثر عليها حتى الآن.

بيد أن سكلايز عندما سُئل في مقابلة معه عام 2012 عن إمكانية العثور على الماسة قال "إذا رغب بنك لويد بدفع مال كاف من المال قد يعثرون عليها!".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved