الذكرى الـ9 لرحيل حكاء المهمشين.. الحكواتى خيرى شلبى الذى شغلته أوجاع المهمشين والبسطاء
آخر تحديث: السبت 12 سبتمبر 2020 - 1:42 ص بتوقيت القاهرة
شيماء شناوى:
ــ قال ناصحا للشباب: الكتابة من الذاكرة لا تعطى أدبا على الإطلاق
خيرى شلبى واحد من الكتّاب الكبار، الذين وصل أدبهم إلى الناس، فكان غير محصور بين النخبة أو دائرة المثقفين والكتّاب، ربما لشخصيته الثرية وحكاياته البديعة، ولأدبه شديد القرب من البسطاء، فهم محور رواياته لدرجة أنه كان معروفا بـ«كاتب المهمشينس». دوما يسبق اسمه وصف أنه «شيخ الحكائين». هذه الأيام تمر الذكرى التاسعة على رحيله، متذكرين أقواله العديدة التى كانت تتشابك مع الواقع الثقافى والأدبى، منها أنه فى حديث تليفزيونى معه حول الكتابة، وجه «شلبي» نصيحة للكتّاب الشباب بألا يتعجلوا النشر، وأن يكدح كل منهم فى الحياة قدر ما يستطيع، مدركين أن الرفاهية مرض قاتل، وأن الكاتب الحقيقى هو من يعمل ويدخل فى تجارب وخبرات، وأن الكتابة من الذاكرة لا تعطى أدبًا على الإطلاق.
فى قريته «شماس عمير» وبداخل مندرة ابيه عرف خيرى شلبى «31 يناير 1938 ــ 9 سبتمبر 2011»، طريق المعرفة، ليبدأ فى فترة مبكرة من حياته قراءة الأدب والتراث والسير الشعبية التى أثرت وعيه وأكسبته ثروة لغوية كبيرة باللغة العربية وفنونها، الأمر الذى لفت انتباه مُعلمه حسن ريشة وشجعه على كتابة موضوعات على شكل المقال الصحفى، ويستكمل ذلك فى سنوات دراسته بمدرسة المعلمين، بالإضافة إلى كتابة الشعر والأغنيات، وكانت جميع أشعاره مماثلة لأشعار السير الشعبية.
ومثلت القراءة لخيرى شلبى، الأمل فى الحياة، وكانت طوق النجاة الوحيد له من التفكير فى الانتحار، حسبما قال. وقادته هوايته فى التنقيب على الكتب والوثائق القديمة إلى العثور على عدد لا حصر له من الأعمال المسرحية والروائية النادرة وصل إلى أكثر من 200 عمل، منها التحقيق الذى أجراه وكيل النيابة المثقف محمد نور مع الأديب طه حسين.
قدم كاتب المهمشين، خلال مسيرته الأدبية الثرية العديد من الروايات والقصص القصيرة وكتب النقد، وصلت إلى 70 كتابا، نذكر منها: «زهرة الخشخاش، صحراء المماليك، صهاريج اللؤلؤ، عدل المسامير، إسطاسية، أغنية للقمر الغائب، الأوباش، السنيورة، الوتد، بغلة العرش، ثلاثية الأمالى: أولنا ولد، وثانينا الكومى، وثالثنا الورق، وكالة عطية، فرعان من الصبار، صالح هيصة»، وغيرها من المؤلفات الصادرة عن دار الشروق، بالإضافة إلى رصيده الكبير فى الأعمال الأدبية من روايات وقصص قصيرة وكتب نقدية ودراسات أدبية، كما ترك خيرى شلبى إرثًا سينمائيًا وتلفزيونيًا كبيرًا نذكر منه: مسلسلى «الوتد» و«الكومى»، بالإضافة إلى أفلام «سارق الفرح» للمخرج نادر جلال، و«الشطار» مع المخرج داود عبدالسيد.
وابتدع خيرى شلبى فى الصحافة المصرية لونا من الكتابة الأدبية وهو فن البورتريه، حيث يرسم القلم صورة دقيقة لوجه من الوجوه تترسم ملامحه الخارجية والداخلية، إضافة إلى التكريس الفنى للنموذج المراد إبرازه، وقدم فى فن البورتريه مائتين وخمسين شخصية من نجوم مصر فى جميع المجالات الأدبية والفنية والسياسية والعلمية والرياضية.
وعلى الرغم من أن خيرى شلبى، هو صاحب مقولة: «نفيت نفسى من الجوائز ففى الغالب يفوز بالسباق غير الفرسان» إلى أنه كان صاحب الحظ الأوفر فى الجوائز بين كُتاب جيله، إذ فاز بجائزة الدولة التشجيعية فى الآداب عام 1981، وهو العام ذاته الذى حصل فيه على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى. كما فاز بجائزة نجيب محفوظ عن روايته «وكالة عطية» عام 2003، كما حصل عن روايته «صهاريج اللؤلؤ» على جائزة أفضل كتاب عربى من معرض القاهرة للكتاب 2002. وفاز بجائزة الدولة التقديرية عام 2005