قوات أمريكية فى سوريا تتعرض لقصف تركى.. و«البنتاجون» يحذر أنقرة

آخر تحديث: السبت 12 أكتوبر 2019 - 8:21 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ محمد هشام ووكالات:

ــ وزير الدفاع التركى: استهدفنا موقعا يبعد ألف متر عن نقطة المراقبة الأمريكية.. وروسيا تعطل مشروعا أمريكيا بمجلس الأمن يطلب وقف الهجوم
ــ انفجار سيارة ملغومة قرب سجن يضم عناصر «داعش» فى الحسكة... ونزوح أكثر من 190 ألف مدنى مع تواصل العدوان التركى

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، أمس، تعرض جنود أمريكيين لإطلاق نار مدفعى من مواقع تركية قرب الحدود السورية الشمالية، فى وقت اشتدت فيه وتيرة القصف التركى لبلدات وقرى تقع شمالى سوريا، بعد ساعات على تعطيل روسيا مسودة بيان أمريكى لمجلس الأمن الدولى يطلب من أنقرة وقف عمليتها العسكرية.
وقال المتحدث باسم البنتاجون، الكابتن بروك ديوالت أن جنودا أمريكيين تعرضوا لإطلاق نار مدفعى من مواقع تركية قرب الحدود السورية الشمالية، محذرا من أن الولايات المتحدة جاهزة للرد على أى اعتداء بـ«عمل دفاعى فورى».
وأكد ديوالت بأن انفجارا وقع على بعد مئات الأمتار من موقع أمريكى قرب بلدة عين العرب (كوبانى)، وفى منطقة يعرف الأتراك أن جنودا أمريكيين يتواجدون فيها»، مشيرا إلى عدم وقوع إصابات بين الجنود الأمريكيين، وأن «القوات الأمريكية لم تنسحب من كوبانى».
وقال المتحدث باسم البنتاجون إن «الولايات المتحدة تبقى على موقفها بمعارضة الخطوة العسكرية التركية فى سوريا، وخاصة العمليات التركية خارج منطقة الآلية الأمنية وفى مناطق يعرف الأتراك بأن هناك قوات أمريكية متواجدة فيها»، مضيفا أن «الولايات المتحدة تطلب بأن تتجنب تركيا الأفعال التى قد تؤدى إلى عمل دفاعى فورى».
من جهته، قال وزير الدفاع التركى خلوصى آكار إنه لم يحدث أى إطلاق نار على نقطة المراقبة الأمريكية، وإنما على مرتفعات تبعد عن النقطة 1000 متر، أطلقت نيران وقذائف هاون على مخفر حدودى تركى.
وأوضح آكار خلال تفقده فى مركز قيادة العمليات على الشريط الحدودى مع سوريا أن القوات التركية ردت على مصدر النيران فى إطار الدفاع المشروع عن النفس، وقبل الرد اتخذت جميع التدابير للحيلولة دون تعرض القوات الأمريكية لضرر.
وأشار وزير الدفاع التركى إلى أن القوات التركية أوقفت إطلاق النار احترازيا بعد تواصل الجانب الأمريكى معها، مؤكدا أن «ضرب قوات الولايات المتحدة والتحالف الدولى غير وارد على الإطلاق، وهناك أصلا تنسيق متواصل مع الأمريكيين».
كما اشتدت وتيرة القصف التركى لبلدتى تل أبيض وعين عيسى، فيما ذكرت تقارير تركية أن قوات من الجيش التركى وصلت إلى الطريق الدولى الواصل بين مدينتى منبج والقامشلى شرقى سوريا.
واندلعت اشتباكات خلال الليل على طول الحدود من عين ديوار على الحدود العراقية حتى عين العرب على بعد أكثر من 400 كيلومتر غربا.
وقال مروان قامشلو المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن القتال يدور على طول الحدود.
من جهته، أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان، بسقوط 74 قتيلا من قوات سوريا الديمقراطية منذ بدء العملية العسكرية التركية فى الأراضى السورية الأربعاء الماضى.
بدورها، وأفادت «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا»، فى بيان أن عملية العسكرية التركية فى المنطقة تسببت فى نزوح أكثر من 190 ألف مدنى حتى الآن، موضحة أنه حدثت موجات نزوح كبيرة جدا تسببت فى إفراغ مدن بكاملها من سكانها.
وأشارت إلى أن النزوح ناتج عن الاستهداف العشوائى من قبل الجيش التركى لمدن وبلدات شمال وشرق سوريا والاستهتار بحياة المدنيين، فى ظل غياب شبه تام للاستجابة الإنسانية بعدما أوقفت المنظمات الدولية أنشطتها وسحبت موظفيها الأساسيين.
إلى ذلك، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، أمس، عن انفجار سيارة مفخخة قرب سجن يضم عناصر تنظيم «داعش»، فى مدينة الحسكة، تزامنا مع استمرار الهجوم التركى على المنطقة.
ويأتى هجوم الحسكة بعد تفجير مشابه فى القامشلى تسبب بمقتل 6 أشخاص بينهم مدنيون، تبناه تنظيم «داعش».
وفى نيويورك، أفادت مصادر دبلوماسية بقيام روسيا بتعطيل مسودة بيان أمريكى لمجلس الأمن الدولى يطلب من أنقرة وقف عمليتها العسكرية فى سوريا.
وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين لوكالة الصحافة الفرنسية إن موسكو عطلت إجراءات تبنى النص الذى كان يفترض أن يتم عند الساعة 19,00 بتوقيت جرينتش. وذكر دبلوماسى طلب عدم الكشف عن اسمه أن الصين حذت حذو روسيا وعطلت الإجراءات أيضا.
وكانت مسودة البيان تكتفى فى صيغتها الأصلية بالطلب من تركيا العودة إلى الطرق الدبلوماسية بدلا من استخدام وسائل عسكرية. لكن تم تشديد الصيغة بعد ملاحظات قدمتها دول أعضاء فى مجلس الأمن فى الساعات الـ24 الأخيرة.
ويطلب النص النهائى الذى تم طرحه من تركيا «وقف عمليتها العسكرية واستخدام القنوات الدبلوماسية بالكامل لمعالجة مخاوفها الأمنية».
كما يؤكد النص «القلق العميق (لمجلس الأمن) فى مواجهة العملية العسكرية التركية وتداعياتها وخصوصا ببعديها الإنسانى والأمنى» وتطالب مسودة البيان أيضا كل الأطراف بحماية المدنيين والسماح بإيصال مساعدات إنسانية بشكل دائم فى سوريا.
ويحذر النص من إعادة تنظيم «داعش» الإرهابى تشكيل صفوفه ويؤكد أن عوة اللاجئين إلى سوريا، وهى أحد أهداف أنقرة، لا يمكن أن تتم إلا بأمان وعلى أساس طوعى.
ويرى مراقبون أن الموقف الروسى مدفوع برغبة فى تعزيز نفوذها ولعب دور الوسيط فى الصراع، واتباع نهج براجماتى فى التعامل مع تركيا.
ويرى فاديم ماكارينكو، رئيس قسم الدراسات الإقليمية فى جامعة موسكو أن روسيا ليس لديها مصالح عملية فى المنطقة التى يسيطر عليها الأكراد، ولا تحتاج للتدخل العسكرى هناك، مشيرا إلى أن «احتياطيات النفط قليلة هناك بعكس (وضع أكراد العراق)».
من جهته، أوضح مدير معهد الاقتصاد المعاصر، نيكيتا ايساييف، أن العلاقات مع تركيا مهمة للغاية بالنسبة لروسيا كونها محورا رئيسيا لمرور خطوط نقل الغاز»، مرجحا أن تكتفى روسيا بدعوة من خلال مجلس الأمن إلى وقف تصعيد النزاع وتسعى للعب دور الوسيط»، وفقا لصحيفة «موسكو تايمز» الروسية.
وتابع: «فى هذه الحالة ستعزز روسيا نفوذها فى الشرق الأوسط من وجهة النظر السياسية والاقتصادية على حد سواء».
كما يرى مراقبون أن الموقف الراهن يعزز جهود الوساطة الروسية بين الأكراد ودمشق، ما قد يفضى لتفاهمات بين الطرفين تقضى بانسحاب قوات «قسد» من المناطق الحدودية وتسليمها للجيش السورى.
فى غضون ذلك، أكدت تركيا على أنها سترد بالمثل على أية عقوبات أمريكية محتملة ضدها على خلفية العملية العسكرية فى سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامى أقصوى فى بيان إن «تركيا تحارب تنظيمات إرهابية تشكل تهديدا على أمنها القومى، وهذا الكفاح سيستمر بحزم، ولا ينبغى لأحد أن يشك فى أننا سنرد بالمثل على أى خطوة تتخذ ضد بلادنا فى إطار المعاملة بالمثل»، على حد قوله. وكان وزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوتشين قد أعلن فى مؤتمر صحفى أمس الأول، أن ترامب سيوقع مرسوما يخول الوزارة فرض عقوبات جديدة كبيرة جدا على تركيا، لكن دون تطبيقها حاليا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved