جندي بريطاني سابق يعبر أخطر المضائق البحرية لجذب أنظار العالم!

آخر تحديث: السبت 12 أكتوبر 2019 - 1:14 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

يشتهر مضيق "باب المندب" -الذي يقع بين البحر الأحمر والمحيط الهندي- بخطورته الشديدة، ليس لحالة البحر؛ بل لامتلائه بالقراصنة والجماعات الإرهابية المنتشرة بين اليمن وإريتريا والصومال، لكن جندي سابق بالجيش الملكي البريطاني قرر أن يبحر وحيدا، ليس للمتعة ولكن لجذب أنظار العالم لما يعانيه شعوب تلك البلدان من ويلات الحروب، ومن ثم جمع التبرعات لدعمهم.

واستعرضت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تفاصيل رحلة الجندي السابق، جوردون وايلي، الخطيرة عبر مضيق "باب المندب".

خدم "وايلي" في فرقة هوزارس العسكرية البريطانية بين عامي 2000 و2009، ولكنه بعد تقاعده قرر أن يخوض بعض المغامرات الشيقة التي تحمل أهدافا إنسانية في الأغلب، رغم ما فيها من مخاطر، فقد حضر "وايلي" من قبل ماراثونات خيرية في كل من أفغانستان والصومال والعراق، التي تعد بيئات عدائية بالطبع له؛ كجندي بريطاني سابق.

وقال "وايلي" إن كل من وزارة الخارجية البريطانية ومكتب الكومنولث حذراه من القيام بتلك المغامرة؛ حيث لا يستطيع أي شخص أن يعبر المضيق دون سلاح بسبب انتشار القراصنة والإرهابيين، ولكن "وايلي" لم يعبأ بالمخاطر.

وأوضح "وايلي" عن استعداده لتجنب المشاكل، أنه قضى 10 أيام في أريتريا قبل عبوره المضيق، حيث قام خلال تلك الفترة بدراسة الوضع المروري للسفن التجارية وسفن الصيد بالمضيق، وكذلك حالة الموج وتقلبات الطقس، وبالطبع الوضع الأمني في البلاد المحيطة كاليمن، التي أشار إلى أن اتفاقية وقف إطلاق النار كانت فرصة ذهبية له لإتمام رحلته.

وأضاف "وايلي" أنه استخدم جهاز راديو من نوع "في إتش إف" لمتابعة اتصالات السفن التجارية في المضيق، حيث أزعجه كثيرا سماع تحذيرات من سفن عدائية في المضيق بشكل متكرر.

وكذلك تابع "وايلي" صحيفة "جراي بيج" الإنجليزية التابعة للمخابرات البريطانية، والتي بدورها زودته بالوضع الأمني والحركات المقلقة في المضيق.

وعن إعداده تدريبيا للرحلة، قال "وايلي" إنه تدرب على الإبحار لمدة عام، قبل الرحلة، على يد البطلين الأولومبيين البريطانيين أليكس جريجوري وجيمز فود.

وقبل الرحلة، سافر جوردون بالسيارة مع طاقم صغير من أريتريا لجيبوتي لمدة 17 ساعة، قبل أن يمكث في معسكر "كور أنجار" الجيبوتي، حيث اضطر للبقاء هناك 4 أيام جراء تعرضه لوعكة صحية وإسهال وقيء متواصلين؛ حيث كان يتغذى على الأسماك فقط.

وفي مساء 3 أكتوبر الماضي، قرر جوردون أن يبحر وحيدا بدون سلاح عبر المياه، حيث أوضح عن خطورة الأمر، أنه من المعلوم أن القراصنة يجوبون المضيق ليلا بلانشاتهم على سرعات بين الـ30 والـ40 عقدة دون إضاءة الكشافات؛ لمفاجأة الضحية.

وتابع جوردون أنه قابل العديد من اللانشات المسلحة أثناء إبحاره؛ ما أثار قلقه، لكنه سرعان ما علم أنهم خفر السواحل الجيبوتيين ومهمتهم تعزيز الأمن.

وأضاف جوردون أنه كان يحاول الابتعاد دائما عن سفن الصيد، حيث قال: "ليس كل الصيادين قراصنة، ولكن كل القراصنة صيادين".

وأشار "وايلي" إلى أن رحلته من جيبوتي لليمن كانت سهلة، ولكن طريق العودة كان صعبا؛ إذ كانت ساعات النهار في درجة حرارة تبلغ 38 مئوية، والتي سببت له حروقا في الذراع بالكامل، وحالة من الجفاف والعطش.

وعن لحظة وصوله لخط النهاية في رأس صيان الجيبوتي بعد قرابة الـ14 ساعة من الإبحار، قال "وايلي": "كانت لحظة سحرية حينما وصلت ووجدت أسرابا من أسماك قرش الثور ترحب بي في هدوء.. كانت نهاية تخطيط دام عامين وتدريب لعام آخر.. هذا الأمر أصعب ما قمت به".

وأضاف جوردون: "الأهم، هو أن ألفت نظر العالم لكل أولئك الأشخاص الذين يقتلون في صراع اليمن.. الأطفال الذين يعانون الحرب هم الأبرياء الذين يدفعون الثمن، وعلى العالم أن يبذل المزيد من أجلهم".

ومولت مغامرة جوردون كل من حملات التبرع لبناء مدرسة للأطفال اللاجئين في جيبوتي، ودعم حملات التبرع لفرانت لاين شيلدرن، وإبليبسي أكشن، وسيفيررز يو كيه.

وجدير بالذكر أن القارب الذي استخدمه جندي الجيش البريطاني السابق من صناعة رونوش البريطانية، وهو مخصص لخوض المغامرات، وتم إهداءه لجوردون.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved