دراسات علمية تفسر الآثار السحرية للمطر في المساعدة على النوم العميق

آخر تحديث: الثلاثاء 12 أكتوبر 2021 - 3:04 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

أيقظ شوارع القاهرة الساكنة ليلة الأمس من غفوتها، هزيم الرعد المميز المتبوع بزخات من المطر الخفيف ولكن ذلك لم يحل بين الكثيرين والشعور برغبة في النعاس والنوم العميق وشعور غامر بالانتعاش والطمأنينة ولم يكن ذلك مجرد حنين لأيام الخريف التي حجبتها أشهر الصيف الحار إذ تفسر الدراسات المتنوعة العلاقة بين هطول المطر وأصوات الرعد مع تحسن النوم والشعور بالراحة.

وتستعرض "الشروق" الأسباب المذكورة في الأبحاث العلمية للشعور بالاسترخاء أوقات هطول الأمطار:

• الضوضاء الوردية والبنية
تنتشر بين الناس في الآونة الأخيرة ظاهرة الاستماع لمقاطع أصوات طبيعية كالمطر والموج للتركيز في الدراسة أو للتغلب على الأرق ويسمي ذلك النوع من الضوضاء بالضوضاء الوردية، وهي ذات الترددات غير المنتظمة بعكس الضوضاء البيضاء الصادرة عن مكيف أو مروحة.

وتعد الطبيعة مصدر للضوضاء الوردية مثل الأمطار، والضوضاء البنية الأكثر عمقا فيكون مصدرها الرعد أو الشلالات.

ولمعرفة آثار الضوضاء الوردية فقد قام باحثون علميون في دراسة منشورة بدورية علم الأعصاب البشري بتجربة تعريض فريق من المراهقين للضوضاء الوردية في أثناء النوم العميق بليلة وعدم تعرضهم لها بالليلة الأخرى فتبين تحسن قدرتهم الذهنية في الصباح التالي للتعرض للضوضاء الوردية أكثر بـ3 مرات من الصفاء الذهني لديهم حال عدم تعرضهم لها.

وفي دراسة أخرى، في دورية البيلوجيا النظرية عام 2012 تبين أن للضوضاء الوردية دور في تهدئة نشاط الدماغ ما يساعد على التغلب على الأرق.

وأما الضوضاء البنية في الرعد فلم تتوافر دراسات قوية عنها ولكن الأطباء النفسيون يأكدون على فوائدها للأشخاص الذين يفضلونها.

• رائحة المطر وتحفيز المشاعر الإيجابية
ونقل موقع "هيلث لاين" الأمريكي عن براين برونو مؤسس مركز "تي إم إس" للعلاج النفسي، إن أول من يستقبل الرائحة المصاحبة للمطر من الأنف هو البصلة الشمية والمرتبطة مباشرة باللوزة والحصين في الدماغ وهما المسؤولان عن المشاعر.

ويرتبط هطول المطر بذكريات متنوعة من الطفولة للكثيرين ما يعلل سر العلاقة بين رائحة المطر وتحفيز المشاعر الإيجابية.

• يتفاعل مع الدم
يؤدي تساقط كميات كبيرة من قطرات المياه متلاحقة في المطر لتحرير ما يعرف بالأيونات السلبية والتى تصدر أيضا مع أمواج البحر والتي ذكرت بعض الدراسات القليلة بوجود آثار نفسية إيجابية لدى دخولها جسم الإنسان عن طريق الشم.

وبحسب دراسة لجامعة ويزليان الأمريكية عام 2005، بأن مجموعة من الأفراد عينة الدراسة بعد 5 أسابيع من تعرضهم لجرعات من الأيونات السالبة تمكنوا من التغلب على الاكتآب الموسمي الذي كانوا يعانونه قبيل مشاركتهم بالدراسة.

ورغم عدم التثبت من سبب تأثير الأيونات السالبة على تحسين حالة المصابين بالاكتئاب إلا أن نتائج دراسة صينية عام 2014، تعطي السبب إذ أوضحت قدرة الأيونات السالبة على التفاعل مع الدم ما دل عليه تأثر معدلات الكلسترول في دماء أشخاص مبحوثين ضمن إحدى التجارب لدى تعرضهم للأيونات السالبة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved