القمة الأمريكية الأفريقية.. جون أفريك: محاولة من بايدن لجذب الأفارقة مع تزايد النفوذ الصيني والروسي
آخر تحديث: الإثنين 12 ديسمبر 2022 - 7:48 م بتوقيت القاهرة
هايدي صبري
اعتبرت مجلة "جون أفريك الفرنسية أن القمة الأمريكية الأفريقية محاولة من الرئيس الأمريكي جو بايدن لجذب الأفارقة.
وقالت المجلة الفرنسية في تقرير لها إنه "من المتوقع أن يصل حوالي 50 رئيس دولة أو حكومة إلى واشنطن لعقد محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف على مدى 3 أيام".
ولفتت المجلة الفرنسية إلى أن تلك القمة أكثر من مجرد لفتة من واشنطن تجاه العواصم الأفريقية"، موضحة أن تلك القمة بمثابة رد فعل أمريكي على خيبات الأمل الفرنسية الأخيرة في القارة، على حد تعبيرها.
وتهدف القمة إلى التذكير بـ"أهمية العلاقات الأمريكية الأفريقية وزيادة التعاون بشأن الأولويات العالمية المشتركة"، وفقًا لبيان صادر عن البيت الأبيض.
وأشارت المجلة الفرنسية إلى أن الرئيس الأمريكي ورئيس الاتحاد الأفريقي ورؤساء الدول الـ 49 الذين سيحضرون القمة، سيتناولون مجموعة من الموضوعات تتراوح من احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى تأثير "كوفيد-19" على أفريقيا، دون نسيان تقوية العلاقات مع أبناء القارة".
ولفتت المجلة الفرنسية إلى أن القضية الأمنية ستكون أيضًا موضوعًا رئيسيًا لهذا الاجتماع، والذي استبعدت منه "بوركينا فاسو وغينيا والسودان ومالي"، وهي 4 دول معلقة عضويتها في الاتحاد الإفريقي.
وتساءلت المجلة الفرنسية، قائلة: "بينما يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرحلة إلى الجابون في ربيع عام 2023، هل الاهتمام القوي المتجدد للولايات المتحدة بأفريقيا يستجيب لقضية ثنائية مع فرنسا؟".
وأضافت "جون أفريك" أنه "في الوقت الذي تتزايد فيه المشاعر المعادية للفرنسيين في إفريقيا، تحاول أمريكا القيام بعملية ساحرة في القارة"، لافتة إلى أن الجولة الأفريقية التي قام بها ماكرون في يوليو الماضي، جاءت بعد أيام قليلة، من زيارة رسمية لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، على الرغم من زيارة الوفدين لدول مختلفة.
وتابعت: "مع ذلك، فإن هذا التوافق في موعد الزيارتين يوضح اهتمام فرنسا والولايات المتحدة بالقارة الأفريقية، في ظل تزايد النفوذ الروسي والصيني".
ولفتت المجلة الفرنسية إلى أنه "بينما تعقد فرنسا القمم الفرنسية الأفريقية باستمرار منذ عام 1973 (عقدت آخر قمة في أكتوبر 2021 في مونبلييه)، فإن قمة قادة إفريقيا والولايات المتحدة ما زالت في نسختها الثانية فقط".
ووفقاً للمجلة الفرنسية فإن القمة الأمريكية الأفريقية الأولى جرت قبل ثماني سنوات في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، بعد جولته في إفريقيا عام 2013.
وأوضحت أنه "في ذلك الوقت، عندما أعلن أوباما عن عقد قمة أمريكية أفريقية، أصر على فكرة "الشراكة المتجذرة" في المسؤولية والاحترام المتبادلين.
وفي العام التالي، التقى وفد من 50 رئيس دولة أفريقية في واشنطن لمناقشة الأمن والاقتصاد في القارة الأفريقية، كما أضيف الوضع العسكري في منطقة الساحل وكذلك فيروس إيبولا إلى برنامج هذه القمة، بحسب المجلة الفرنسية.
وأشارت "جون أفريك" إلى أن إفريقيا كانت دائمًا منطقة نفوذ للقوى الغربية المختلفة، خاصة عندما تكون القارة في خضم الحرب"، موضحة أنه "القمة الأولى الأمريكية الأفريقية قد عقدت بعد أيام قليلة من إطلاق عملية برخان في منطقة الساحل، في أغسطس 2014".
وتابعت: "وبعد ثماني سنوات، يبدو أن هذه القمة الجديدة تغلق فصل التدخل العسكري الفرنسي في مالي".
واعتبرت مجلة "جون أفريك أن "القمة الأمريكية الأفريقية تمثل رد فعل أكثر من كونها فعلاً من جانب الإدارة الأمريكية".
ونوهت بأن واشنطن تدرك أن انسحاب فرنسا من مالي سمح لروسيا بموطئ قدم في منطقة الساحل بشكل علني عبر مجموعة فاجنر شبه العسكرية، على حد قولها.
ودللت المجلة الفرنسية على ذلك، بالمظاهرات المؤيدة لروسيا التي تشهدها في مدينة (بانجي) بجمهورية أفريقيا الوسطى، لافتة إلى موقفها الدعم لموسكو بشأن الحرب في أوكرانيا.
وأضافت "جون أفريك" أنه "بينما ترفض بعض الدول الأفريقية إظهار دعمها المطلق لروسيا، فإن البعض الآخر يتوخى الحذر في إدانته لها.
وفي 2 مارس الماضي، امتنعت غالبية الدول الأفريقية عن التصويت على قرار الأمم المتحدة الذي يطالب روسيا بوقف استخدام القوة ضد أوكرانيا.