اللواء أسامة المندوه: المستفيدون من الخطة الأمريكية للسلام ليسوا كثر.. ولم أتفاجأ ببنودها باستثناء واحد

آخر تحديث: الخميس 13 فبراير 2020 - 5:57 ص بتوقيت القاهرة

لو استمع العرب لكلام السادات لما وصل الوضع إلى ما هو عليه الآن في فلسطين
لا أحد يملك سوى الانحناء أمام الدور المصري بالنسبة للقضية الفلسطينية خلال الـ70 عامًا الماضية
الخاسر الحقيقي في خطة السلام الأمريكية هي القضية الفلسطينية.. والمستفيدون ليسوا كُثر
ترامب كان «يغازل» الصوت اليهودي أثناء عرض الخطة الأمريكية للسلام
لم يستطع أي رئيس أمريكي اتخاذ خطوة أو طرح مبادرة علنية بشأن المسار الفلسطيني الإسرائيلي إلا «ترامب».. والوحيد الذي كان عنيفًا في التعامل مع إسرائيل بوش الأب
لم أتفاجأ بكافة البنود التي نصت عليها الخطة الأمريكية باستثناء نقطة واحدة
شكرًا لترامب لأن القضية الفلسطينية كانت نائمة.. أحضر حجرًا ورماه في المياه الراكدة فأصدرت صوتًا
هديل هلال

وجه اللواء أسامه المندوه، قائد الاستطلاع بحرب السادس من أكتوبر، ووكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، التحية لشهداء مصر في الحروب الخمسة التي خاضتها منذ عام 1948 إلى عام 1973 والمتعلقة بالحروب العربية الإسرائيلية، في مستهل حديثه عن فلسطين والمشكلة الفلسطينية والحروب العربية الإسرائيلية.

وتوجه «المندوه»، خلال لقاء لبرنامج «90 دقيقة»، المذاع عبر فضائية «المحور»، مساء الأربعاء، بتحية للرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، بسبب طرحه ومحاولاته لجذب الأطراف العربية من أجل العودة مع مصر والانضمام إلى المسيرة، موضحًا أنه إذا كان العرب قد استمعوا لكلام «السادات» لما وصل الوضع إلى ما هو عليه الآن، ببلوغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية 750 ألف مستوطن، مقارنة بـ18 ألف أثناء وجود الرئيس السادات في مينا هاوس.

وأشار إلى أن دعوة «السادات» للعرب أردا بها إنهاء حجة إسرائيل الخاصة بالأمن والخطر القادم من الجبهة الشرقية؛ سوريا والعراق، وهو ما خططت به الولايات المتحدة وإسرائيل لتدمير الجبهة فيما بعد، بعد اختفاء صدام حسين، ولملمة سوريا لحالها مع الأوضاع التي تعانيها الآن، متوجهًا بتحية للشعب المصري الذي تحمل منذ عام 1948 حتى عام 1973، وضحى بالغالي والنفيس لدعم القوات المسلحة حتى تقف وتواجه الخطر القادم من الشرق.

وأوضح وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق أنه اشترك في حربين من الخمسة حروب التي خاضتها مصر في مسيرة الحروب العربية الإسرائيلية، وتسجيله في كتابه «خلف خطوط العدو» الصفحة المضيئة في الحروب الخمسة وهي؛ حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر العظيم، مشيرًا إلى أنه لا أحد يملك سوى الانحناء أمام الدور المصري بالنسبة للقضية الفلسطينية، خلال الـ70 عامًا الماضية، حيث؛ أعاد نصر أكتوبر الكرامة للمواطن المصري والعربي والجندي المصري، ومثل استعادة للأرض المحتلة، وأجبر إسرائيل على قبول ما كانت ترفضه قبل الحرب.

وتابع أن «قناعة مصر بعدم انسحاب إسرائيل من سيناء دون قتال يرجع إلى تلكؤ إسرائيل في تنفيذ مبادرة (روجرز) التي طالبت بوقف إطلاق النار أثناء حرب الاستنزاف، وتنفيذ قرار (242)، والانسحاب لحدود ما قبل يونيو 1967»، لافتًا إلى أن الحرب كانت المدخل لتحرير الأرض واستعادة الكرامة، وعدم دعوة مصر للحرب وإنما تحريك القضية من حالة الجمود التي كانت فيها.

وقبل البدء في الحديث عن خطة السلام الأمريكية، طالب بالعودة للحديث عن وقوف نتنياهو بالكنيست الإسرائيلي، بتاريخ 16/5/2011، الذي عبر فيه عن موقفه وموقف حكومته بشأن القضية الفلسطينية في ستة أمور وهي: ضرورة اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية، وأن يكون الاتفاق مع الفلسطينيين مخالصة نهائية، وحل مشكلة اللاجئين خارج حدود إسرائيل، واستغراق وقت في الاتفاق على الدولة الفلسطينية بحيث تكون غير ضارة بأمن إسرائيل ودولة منزوعة السلاح، مؤكدًا على أن الهدف الصهيوني الثابت هو «وجود دولة يهودية بها نقاء عرقي».

ولفت «المندوه» إلى أنه «لم يذكر أي مسؤول إسرائيلي كلمة الشعب الفلسطيني بالإنجليزية، واستخدام كلمة الفلسطينيين، وأن الوحيد الذي ذكر كلمة (الشعب) رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إسحق رابين، في اتفاق أوسلو، في إطار الاعتراف المتبادل بمنظمة التحرير الفلسطيني كمنظمة ممثلة للشعب الفلسطيني»، ذاكرًا أن الخاسر الحقيقي في خطة السلام الأمريكية هي القضية الفلسطينية، وأن المستفيدين ليسوا كُثر.

وقال إن خطة السلام الأمريكية طُرحت في الوقت الحالي لأمرين؛ أولهما أن عام 2020 عام الانتخابات الأمريكية، وامتلاك «ترامب» العديد من أصوات اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية، الأعلى نسبة من نسبة تصويت المواطن الأمريكي العادي، فضلًا عن دعم منظمات اليهود الأمريكية لأي ناخب للرئاسة الأمريكية، منوهًا أن «ترامب كان يغازل الصوت اليهودي أثناء عرض الخطة، ويعدد كافة الخطوات والإجراءات التي فعلها لليهود»، وفقًا لتعبيره.

وذكر أنه كمراقب ودارس للمجتمع الإسرائيلي وكيفية عمل الانتخابات، نظر إلى دعوة «ترامب» لزعيم حزب أزرق أبيض، بيني جانتس، إلى البيت الأبيض قبل إعلان الخطة، بأنها «قسم للكعكة» ما بين نتنياهو وجانتس، وإثبات لعدم انحياز الرئيس الأمريكي لطرف على حساب الآخر من أجل؛ كسب كافة أصوات اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية، واصفًا الانتخابات الإسرائيلية بـ«المعقدة» بسبب تواجد 13 عضوًا عربيًا بالكنيست، منعوا نتنياهو من تشكيل الحكومة، ومنعوا الحزبين الكبيرين من تشكيل حكومة ائتلافية.

وتابع وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق: «إذا شكلوا حكومة ائتلافية فإن أكبر كتلة لأعضاء الكنيست العربي، وزعيم المعارضة سيكون عضو كنيست عربي، ويفرض القانون على رئيس الحكومة بأن يُطلع رئيس المعارضة على كافة الخطوات التي يقوم بها، ولا يمكن لأي رئيس وزراء إسرائيلي التجاوب مع هذا الاتجاه».

وأضاف أن «إسرائيل تمتلك كتلة سكنية مقلقة متشكلة في عرب إسرائيل، الذين تمسكوا بالأرض أيام النكبة ولم يخرجوا، بسبب إنجاب هذه الفئة نحو خمسة أفراد في المتوسط، وتسببهم في يوم الأرض بمشاكل لا معنى لها، فضلًا عن زيادة أعدادها كأعضاء بالكنيست الإسرائيلي، منوهًا أن تحقيق مبدأ «دولة يهودية ذات نقاء عرقي» لدى الإسرائيليين يتطلب عدم وجود جامع أو كنيسة، وإنما المعبد اليهودي فقط.

وبالنظر إلى الرئاسات الأمريكية المتعاقبة طوال الأعوام الماضية، ذكر أنه لم يستطع أي رئيس أمريكي اتخاذ خطوة أو طرح مبادرة علنية بشأن المسار الفلسطيني الإسرائيلي إلا «ترامب»، واشتمال التوجيهات الماضية على إدارة الأزمة دون التدخل في حلها، والعمل على التهدئة بحيث لا تتفاقم، قائلًا إن: «الوحيد الذي كان عنيفًا في التعامل مع إسرائيل بوش الأب، ووزير خارجيته جيمس بيكر، لمجموعة من الظروف المتمثلة في ضغط الولايات المتحدة الأمريكية على إسرائيل عبر ضمانات القروض التي طلبتها الأخيرة لتحقيق الهجرة السوفيتية إلى البلاد، وعدم رغبة الولايات المتحدة في تدخل إسرائيل في الأوضاع أثناء تحرير الكويت لضمان اكتمال الائتلاف مع العرب».

وأكد «المندوه» أن الحل الوحيد للمشكلة الفلسطينية الإسرائيلية هو الجلوس على طاولة المفاوضات، معربًا عن عدم تفاجئه بكافة البنود التي نصت عليها الخطة الأمريكية، باستثناء نقطة واحدة وهي قبول «نتنياهو» بدولة فلسطينية، استنادًا لحواراته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي والتي أعرب فيها عن عدم اعترافه بالمشكلة الفلسطينية أو امتلاك الفلسطينيين لحقوق، واقتصار مشكلة الفلسطينيين على المشكلة الاقتصادية.

وعما أشار إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي في الخط الأمريكية بحل مشكلة اللاجئين خارج حدود إسرائيل، فسر أن «نتنياهو» كان يقصد استيعاب اللاجئين في الأردن بها، وفي لبنان بها أيضًا، متوجهًا بالشكر للرئيس الأمريكي: «شكرًا لترامب لأن القضية الفلسطينية كانت نائمة، بسبب الانشغال بالعراق وليبيا وسوريا، أحضر حجرًا ورماه في المياه الراكدة فأصدرت صوتًا، وحرك الدول العربية من أجل إجراء جلسة وانعقاد جلسة بمجلس الأمن والناس بدأت الحديث عن الرباعية الدولية بدلًا من الراعي الأساسي».

وشدد على ثبات ووضوح الموقف المصري بالنسبة للقضية الفلسطينية، بأحقية الفلسطينيين في دولتهم المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وتسخير مصر كل مواردها وإمكانياتها في هذا الاتجاه، مردفًا عن حديثه مع شمعون بيريز: «قالي إننا دفعنا ثمن معاهدة السلام ولم نحصل على العديد، وإنه عندما وقعت مصر معاهدة السلام مع إسرائيل، كانت اتفاقية التجارة الحرة معروضة ببلاش، أما عند توقيعها مع الولايات المتحدة الأمريكية عام 1990 كان هناك كلام حول حقوق الإنسان والمرأة لم يكن له تواجد في عام 1979، وإننا علقنا أنفسنا بمشكلة حلها ليس في أيدينا».

وعن كتابه «مقاتل في معركة السلام»، أشار «المندوه» إلى أنه مازال في طور الإعداد ويوضح حجم التضحيات التي قدمتها مصر، مضيفًا عن كتابه «خلف خطوط العدو»: «الكتاب عبارة عن قصة بطولة في حرب أكتوبر 1973، كانت مهمة مدتها تسعة أيام على مسافة 100 كم من خط القناة، بدأتها في السادس من أكتوبر، ومن المفترض فيها أن تصل القوات إلى المضايق ثم انتهاء المهمة، لكن عند اهتزاز القوات السورية على الجولان، كان قرار تطوير الهجوم مفاجئًا ولم نستطع الوصول إلى المضايق، ما أدى إلى استمرار المهمة ستة أشهر كاملة، الكتاب ملئ بأحداث سياسية عديدة، منذ فترة تخرجي من الكلية الحربية 1967 وحتى الانتهاء من حرب أكتوبر 1973، كتنحي جمال عبد الناصر ووفاته، وتولي السادات الحكم وصدور قرار الحرب».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved