«تدليك الطفل والعناق».. أشياء لحماية طفلك من الأمراض النفسية مستقبلا

آخر تحديث: الخميس 13 فبراير 2020 - 1:32 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

يعاني الآباء نتيجة للضغوط الاقتصادية والاجتماعية، وشكل الحياة السريع، من مشاكل واضطرابات قد تؤثر على تربية أطفالهم، وشخصية الطفل نتيجة لتعامل الآباء بسلوكيات غير سليمة، ويوجد الكثير من البحوث التي سلطت الضوء على العلاقة بين تعامل الآباء مع الأبناء في فترة الطفولة وتأثير ذلك على صحة وسعادة الطفل في المستقبل.

ونشر موقع "MOTHERLY" تقريراً عن أهمية المودة والحب في حياة الأطفال وتأثيره على مستقبلهم.

ويدعم العلم فكرة أهمية الدفء والمودة التي يعبر عنها الآباء لأولادهم وتأثيرها ونتائجها الإيجابية مدى الحياة لهؤلاء الأطفال، ووفقًا لمنظمة "تشايلد تريندز" الرائدة في مجال الأبحاث غير الربحية في الولايات المتحدة والتي تركز على تحسين حياة وآفاق الأطفال والشباب وعائلاتهم، قد تم ربط احترام الذات العالي، وتحسين الأداء الأكاديمي، وتحسين التواصل بين الوالدين والطفل، وعدد أقل من المشكلات النفسية والسلوكية بهذا النوع من المودة.

ومن ناحية أخرى يعاني الأطفال الذين ليس لديهم آباء حنونين من انخفاض احترام الذات والشعور بمزيد من العزلة والعدائية والعدوانية تجاه المجتمع، وتسلط عددا من الدراسات الحديثة الضوء على العلاقة بين المودة التي يظهرها الآباء وسعادة الأطفال ونجاحهم.

ففي عام 2010 وجد الباحثون في كلية الطب بجامعة ديوك الأمريكية، أن الأطفال الذين يمنحون علاقة حميمة ومليئة بالحنان في فترة الطفولة يصبحون أكثر سعادة ومرونة وأقل قلقًا، وشملت الدراسة حوالي 500 شخص تمت متابعتهم عندما كانوا أطفالًا في مرحلة الرضاعة وحتى الثلاثينيات من العمر.

وصنف علماء النفس في هذه الدراسة، مستوى المودة بين الأم ورضيعها على مقياس من 1 إلى 5، وأظهر ما يقرب من 10% من الأمهات كان لديهن مستويات منخفضة من المودة، وأظهرت 85% كمية طبيعية من المودة، وحوالي 6% أظهرن مستويات عالية من المودة.

وبعد مرور 30 عامًا، تم إجراء مقابلة مع هؤلاء الأفراد حول صحتهم النفسية، ولاحظ الباحثون أن الشباب الذين يعانون من توتر أو قلق أو أعراض نفسية سيئة، مثل الحزن والاكتئاب، هم من كانت أمهاتهن يظهرن مستوى أقل من المودة والحب تجاه أطفالهن.

وخلص الباحثون المشاركون في هذه الدراسة، إلى أن هرمون الأوكسيتوسين قد يكون مسؤولاً عن هذا التأثير، والأوكسيتوسين مادة كيميائية في المخ تصدر خلال الأوقات التي يشعر فيها الشخص بالحب والاتصال بالآخر، ولقد ثبت أنه يساعد الوالدين على الارتباط مع أطفالهم، مما يضيف شعورًا بالثقة والدعم بينهما.

وفي دراسة أخرى أجريت عام 2013، في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وجدت أن الحب والمودة من أحد الوالدين يمكن أن يجعل الأطفال أكثر سعادة عاطفيًا وأقل قلقًا، والعكس فإن إساءة معاملة الأطفال يؤثر على الأطفال عقليا وجسديا.

وفي عام 2015 أظهرت دراسة من جامعة نوتردام الأمريكية، أن الأطفال الذين يتلقون عاطفة وحب من والديهم كانوا أكثر سعادة، وكان حجم عينة البحث أكثر من 600 بالغ، وأظهر البالغون الذين تلقوا المزيد من المودة في مرحلة الطفولة يعانون من نسبة أقل من الاكتئاب والقلق، أما أولئك الذين لم يتلقوا حب في صغرهم، عانوا من مشاكل نفسية ولديهم قدرة أقل للارتباط بالآخرين.

ووفقاً لمقال نشر في مجلة "Scientific American" فإن الأطفال الذين يعيشون في بيئة محرومة من العطف والحب مثل دار الأيتام، لديهم مستويات أعلى من هرمون الكورتيزول المسبب للإجهاد، من أولئك الذين يعيشون مع والديهم.

وتُظهر العديد من الدراسات حول آثار التدليك على الأطفال والنتائج الإيجابية لهذا التواصل الجسدي، ويعد التدليك وسيلة جيدة للاتصال بين الآباء والأبناء بداية من سن الطفولة، وهو مرحلة هامة تحتاج لهذا التصرف العاطفي.

* كيف يمكنك تحقيق المزيد من الحب مع أطفالك؟

1- تأكد أنك تلمس يد طفلك وتشعره بالحب من اللحظة التي تحضره فيها إلى المنزل من المستشفى.
2- اقض الكثير من اللحظات الثمينة التي تداعب طفلك كي تتمكن بشرتك من لمس بشرته.
3- مارس أنشطة ممتعة مثل الرقص معا أو إنشاء ألعاب فيها تواصل بينكما.
4- احرص على معانقة أطفالك يومياً.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved