«الشروق» تنشر شهادة الفريق عبدالمنعم خليل عن العملية 9000 للجيش المصرى فى اليمن (الأخيرة)

آخر تحديث: الإثنين 13 أبريل 2015 - 1:08 م بتوقيت القاهرة

كتب- خالد أبو بكر:

قواتنا واجهت صعوبات كان لها تأثير خطير على كفاءة الأفراد والمعدات والأسلحة

مسرح عمليات اليمن يختلف عن المسرح المألوف لنا من حيث العدو وطبيعة الأرض والطقس والسلاح

نجحنا فى التغلب على صعوبة سيطرة القائد المحلى على قواته فى قمم الجبال وفى الوديان

حاربنا الفقر والجهل والمرض والتخلف التقاليد البالية بجانب أنصار الملكية فى اليمن

عدم توافر خرائط ذات مقياس مناسب ودقيق توضح طبيعة الأرض واحدة من المشكلات الكبرى التى واجهناها

فى الجزء الأخير من شهادته على الحرب التى خاضتها مصر لمساندة الثورة فى اليمن (1962ــ 1967)، يقدم الفريق عبدالمنعم خليل، القائد المصرى اللامع، ورئيس عمليات القوات المصرية فى هذه الحرب خلاصة تجربته فى العمل على المسرح اليمنى بمنتهى الاحتراف.

وشدد فى هذا السياق على أن قواتنا قابلت صعوبات كثيرة منذ بداية الثورة اليمنية، كان لها تأثير خطير على كفاءة الأفراد والمعدات والأسلحة، وفى التدريب للحروب الأخرى التقليدية التى تختلف فى الأسلحة والمعدات والتكتيكات عما كنا نقابله فى مسرح عمليات اليمن، وكذلك تختلف فى طبيعة العدو الذى سنحاربه، والقيادة التى ستتولى توجيهه وإدارة معاركه ضدنا، واختلاف طبيعة الأرض ومناطق القتال وتغييرات الجو وعدم ملاءمة الأفراد والأسلحة والمعدات لهذا النوع من القتال إذا أردنا تسميته قتالا.

وكان بالطبع عامل الإلمام بطبيعة السكان وعادات الأهالى والقبائل المختلفة الطبائع والصفات وتأثير القات على صحة الرجال، خاصة من الجنود اليمنيين، وتفشى الأمية وكراهية العلم والمعلمين والمتعلمين وسوء الحالة الصحية للأهالى والفقر وغيرها.. كل هذه الأسباب مصاعب قابلتنا ولم نعمل لها حسابا فى أول الأمر.

الغادر زعيم قبائل "الخولان" فى لقائه بالقادة المصريين

  • الغادر زعيم قبائل "الخولان" فى لقائه بالقادة المصريين

 

أهم ما يميز هذا الجزء (الأخير) من هذه الشهادة المهمة عن حربنا فى اليمن ما أطلق عليه الدروس المستفادة من «العملية 9000»، والتى شرحها بأسلوب بسيط فى 14 نقطة.

كان الفريق خليل قد أنهى الحلقة الماضية بقوله إنه بعد أن فتح الطريق إلى الجوف، قد تم استدعاؤه لحضور مؤتمر (اجتماع) كبير للقادة فى صنعاء، ومن هنا يبدأ الجزء الأخير من هذه الشهادة تحت عنوان «حقيقة الروح المعنوية للقوات»: قائلا: «كان المؤتمر الكبير يضم مع المشير عامر السيد أنور السادات والفريق أول عبدالمحسن كامل مرتجى (تولى قيادة القوات المصرية فى اليمن سنة 1963 إلى 1965)، واللواء فتحى عبدالغنى، بالإضافة إلى قادة قطاعات القوات المصرية باليمن.

وطلب المشير من القادة الإجابة عن ثلاثة أسئلة هامة:

١ــ ما هو موقف الروح المعنوية للقوات فى منطقة كل قائد؟
٢ــ الموقف الحربى والعسكرى والكفاءة القتالية للقوات؟
٣ــ موقف القبائل اليمنية ومشاكلها؟

قام القادة كل فى دوره يجيب على أسئلة المشير واستفساراته والحقيقة كانت الاجابات تمثل صدمة نفسية لى، خاصة فيما يتعلق بالإجابة على السؤال الخاص بموقف الروح المعنوية للقوات، فالجميع أعلنوا ارتفاع المعنويات والاستعداد للقتال، أما إجابتى عندما جاء دورى فقد افقدت بها المشير هدوءه عندما قلت: إن الروح المعنوية لقواتى سيئة؛ فدق بيده بقوة على منضدة المؤتمرات قائلا لى «ازاى تقول الكلام ده؟ احنا بنقول ان قواتنا المسلحة أكبر قوة ضاربة فى الشرق الأوسط؟».

وكان ردى على سيادته فى هدوء «إذا كنت سيادتك زعلان بلاش اتكلم بصراحة!» وبسرعة رد على قائلا فى هدوء «لا لا اتكلم يا منعم بصراحة قول...».

ويومها تكلمت بصفتى قائدا للمظلات وقائدا لمنطقة (الجبل الأحمر ــ اسحر)، وقد سمح لى بأن أصدقه القول عن أسباب ردى على تساؤله عن الاستفسار الأول الخاص بالروح المعنوية، والذى أجبت فيه أنها سيئة وسببت هذا الهياج، قلت بثقة وأنا جالس على مقعدى بناء على تعليماته «هناك عدة أسباب رئيسية أثرت وتؤثر على الروح المعنوية لقواتى جعلتنى أصفها بالسيئة أولها:

ــ طبيعة العدو الذى نقاتله وتميزه بالغدر والخيانة وكيف نعرف العدو من الصديق؟

ــ طبيعة الأرض وصعوبة التحرك عليها خاصة المنطقة الجبلية التى نيعش بها الآن، وكثرة الأحجار الصخرية بها، وتأثيرها الخطير على أحذية الجنود التى تنزع نعالها من مشوار واحد إلى قمة الجبل.. فتصاب أقدام الجنود من الصخور والأحجار وتدمى أصابعهم، كما أنهم يعانون الكثير أثناء الصعود حاملين المياه والتعيينات والأسلحة والذخائر!

ــ عدم توافر المياه وطول المسافة وخطورتها إلى موارد المياه فى الوادى، ومتاعب الحصول عليها احتمالات تلوثها بفعل العدو.

ــ صعوبة وصول اللحوم والخضراوات الطازجة من صنعاء إلى الموقع، وإذا وصلت فمعظمها يصل تالفا، ولا يحصل عليها إلا المواقع القريبة من أرض الهبوط التى مهدتها للطائرات «الأليوشن» أو للطائرات الهليكوبتر لمصاعب ومتاعب النقل وطول المسافات إلى المواقع.

ــ صعوبة وصول الترفيه سواء الصحف والمجلات أو البريد وهو الأهم، والوسيلة الوحيدة هنا للاتصال هى الراديو، علاوة على أن اذاعة القاهرة لا تصل هنا إلا نادرا.. وبالطبع مشكلة اجازات الجنود ونقلهم من وإلى مطار صنعاء لقضاء اجازاتهم بالوطن مشكلة معقدة ولا حل لها عندى.

ــ اختلاف حالات الطقس فى المكان أو الموقع الواحد، ففى أعلى الجبال نعانى شدة البرودة ليلا ونعانى من دوامات الأتربة الصاعدة إلى أعلى والحاملة لكل أتربة وأوساخ اليمن.. وفى الوديان حرارة شديدة وفى الجبال برودة قاسية وهذا يتطلب وفرة من البطاطين والملابس الصوفية للجنود وملابس أخرى خفيفة نهارا.. أما الأمطار والصواعق والسيول فلن اتكلم عنها فمشاكلها يتعرض لها الجميع ويصعب التغلب عليها، وأرى صرف ضلع خيمة لكل جندى وضابط للإيواء وهى غير متوفرة كغيرها من المهمات الضرورية.

وحتى المتوفر منها نوعه ردىء أو قديم أو تالف، وهنا حدثت مناقشات كثيرة فى جميع هذه النقاط التى أثيرت، وبالطبع كان هناك هجوم ولوم على القادة والضباط والجنود، لماذا لم تطلبوا؟ أو يقال لقد تم صرف مهمات كثيرة ولكن اهمالكم يسبب تفلها! ولكن المشير عامر دافع عنا وأمر بحلول لهذه المشكلات.

  • عبدالحكيم عامر ينظر لخرائط العمليات باليمن

 

وخلال هذه المناقشات قلت للمشير إننى رغم هذا فقد تغلبت على بعض هذه المشكلات؛ فمثلا مشكلة اللحوم الطازجة، أصدرت أوامرى بشراء عجول وخراف حية لجنودى من الريالات التى معى ومخصصة للقبائل والمشايخ لإعلان ولائهم الظاهرى وقت قبض الريالات فقط؛ فجنودى أولى وأفضل! وهنا سمعت همسا وأصواتا تقول «والله يا منعم جدع» وآخرون يقولون «يبقى تتحاكم يا منعم».

وانتهى المؤتمر والتف حول معظم قادة القطاعات والقادة من الزملاء يقولون «والله نفسنا كنا نقول الكلام اللى قلته.. ولكن احنا ما نقدرش نقول طبعا يا عم.. أنت مسنود والمشير بيحبك».

وقابلنى الفريق أول مرتجى وقال لى «المشير عامر مبسوط منك يا منعم وبيقول ان عندك شجاعة أدبية وبيقول يا ريت باقى القادة يكونوا زيك»، والحمد لله على هذه النعمة.

ولم أحاكم إلى الآن فى موضوع ريالات القبائل.. ولكنى كسبت الثقة والتقدير ودافعت عن رجالى حتى يمكننى أن أرد على تساؤلاتهم، لماذا نحارب هنا؟

 

بعض المصاعب والمتاعب

 

فقد قابلت قواتنا صعوبات كثيرة منذ بداية الثورة اليمنية، ولقد كان لها تأثير خطير على كفاءة الأفراد والمعدات والأسلحة وفى اعداد القوى والتدريب للحروب الأخرى التقليدية التى تختلف فى الأسلحة والمعدات والتكتيكات عما كنا نقابله فى مسرح عمليات اليمن، وكذا تختلف فى العدو الذى سنحاربه، والقيادة التى ستتولى توجيهه وإدارة معاركه ضدنا.. واختلاف طبيعة الأرض ومناطق القتال وتغييرات الجو وعدم ملاءمة الفرد ولا الأسلحة ولا المعدات لهذا النوع من القتال إذا أردنا تسميته قتالا.

وكان بالطبع عامل الإلمام بطبيعة السكان وعادات الأهالى والقبائل المختلفة الطبائع والصفات وتأثير القات على صحة الرجال، خاصة من الجنود اليمنيين وموضوع الخطاط (إغارة كل قبيلة على الأخرى وسبى نسائها ونهب مقدراتها) وخطورته ونتائجه الوخيمة على الأخلاق والمجتمع، وتفشى الأمية وكراهية العلم والمعلمين والمتعلمين وسوء الحالة الصحية للأهالى والفقر وغيرها.. كل هذه الأسباب مصاعب قابلتنا ولم نعمل لها حسابا فى أول الأمر.

والحمد لله فقد قامت القوات المصرية باليمن تعاونها كل أجهزة الدولة المصرية فى التغلب على كل هذه الصعاب ماديا ومعنويا، وحاربنا عنهم الفقر والجهل والمرض والتخلف ومقاومة التقاليد البالية القديمة العفنة، واليوم يشهد تقدم اليمن الشقيق على هذا المجهود الكبير الذى قامت به قواتنا فى اليمن ليس فقط فى حماية ثورتها، ولكن فى محاربة التخلف حتى وصلت جمهورية اليمن الشمالى إلى ما وصلت إليه الآن من تقدم وازدهار وحضارة (وقت كتابة هذا الكتاب).

 

• فداء الأرواح بالذهب

 

قامت الثورة فى اليمن فى ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ ولم تعلن كل قبائل اليمن ولاءها للثورة فى أول أيامها، وكانت الجبهة الشرقية من اليمن مملكة خاصة لقبائل خولان القوية والتى يتزعمها الشيخ الغادر.. وطلب المشير عبدالله السلال (قائد الثورة اليمنية) من القيادة المصرية فى اليمن ضرورة اخضاع هذه القبيلة القوية للثورة، والسيطرة على المنطقة الشرقية من اليمن، فهى مفتاح حضارة اليمن خاصة منطقة مأرب التاريخية حيث توجد آثار مملكة سبأ القديمة وسد مأرب، كما كانت توجد فى منطقة صرواح آثار الحضارة اليمية القديمة.

وتحركت قوة برية ومعها بعض الدبابات والعربات المدرعة تدعيما لقوة من الصاعقة كلفت بالتقدم إلى جيحانة، ثم رأس العرقوب وصرواح ومأرب وكان يقودها الرائد حسن عبدالغنى من الصاعقة، وفى نفس الوقت تم إسقاط قوة من المظلات فى سماء صرواح بغرض تأمينها واحتلالها حتى تصل لها القوة البرية عن طريق رأس العرقوب وللأسف هبطت عناصر المظلات فى مناطق جبال صرواح وتاهت فى ظلمة هذه المرتفعات فلم تكن الخرائط الموجودة مع قائدها توضح شيئا عن حقيقة الأرض حولهم، وتشتت الجمع على هذه الأرض العجيبة، ولم نتلق أى إشارات لاسلكية أو أخبارا عنهم طيلة فترة طويلة مؤلمة.

وحتى القول (الرتل) البرى وقع فى كمين خطير عند منطقة وعرة تسمى رأس العرقوب وفقدنا الكثير من الأرواح، وبالطبع عدد كبير من السيارات والمصفحات واضطرت القوة للارتداد إلى منطقة جيحانة، ورغم فشل هذه المحاولة فى التقدم إلى صرواح فقد تم تكوين قوة أخرى أكبر تتكون من عناصر مشاة وصاعقة ودبابات لفتح طريق رأس العرقوب والتقدم إلى صرواح ومأرب.

ولم تنجح هذه القوة أيضا فى التغلب على الكمائن القوية الخاضعة لسلطان الغادر «ملك خولان»، وهكذا ظلت جبهة الخولان قوية صامدة معادية للثورة اليمنية رغم ما انفق من أموال وريالات اليمن الفضية لحل الموضوع سلميا وإعلان الجمهرة، أى الولاء للجمهورية اليمنية.

وقامت لجنة من اللواء عثمان نصار واللواء أحمد المسيرى والعميد محمد محمود قاسم المسئول عن القبائل اليمنية فى القيادة المصرية، واستطاعت اللجنة مقابلة الغادر فى منطقة نفوذه فى العرقوب حيث دارت مفاوضات طويلة مملة وركب الغادر رأسه وأراد ان يظهر قوته، وطلب ان يحضر لمفاوضته الرئيس جمال عبدالناصر شخصيا والمشير عامر، وكان الرئيس جمال عبدالناصر قد وصل إلى اليمن واجتمع مع جميع زعماء القبائل إلا الغادر الذى أصر على إعلان التمرد ضد المشير السلال أساسا، ولقد خيم الغضب على المشير السلال وكذا المشير عامر وقررا أن يستخدما القوة ضد هذا الغادر، فأصدر المشير عامر تعليماته بوضع الخطة الكفيلة بإخضاع قبائل الخولان وزعيمها الغادر بقوة السلاح.

وفعلا تم تخطيط العملية بحضور رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الفريق فريد سلامة، والفريق عبدالمحسن مرتجى قائد القوات المصرية باليمن ومجموعة عمليات القيادة، وتم تخصيص القوات المكونة أساسا من لواءين من المشاة تعززهما الدبابات والمدفعية وعناصر المهندسين وتعاونها قوة جوية من المقاتلات والقاذفات الخفيفة، وتمت مناقشة الخطة، وأصبحت جاهزة للعرض على المشير عامر الذى كان موجودا فى هذا الوقت باليمن.

          • الفريق عبدالمنعم خليل مع السلال وعامر

 

وللحقيقة والتاريخ لم يكن أحد من المخططين لهذه الخطة وأنا منهم على اقتناع بنجاح هذه الخطة التى ستكلفنا الكثير من الأرواح؛ نظرا لوعورة المنطقة وكثرة الكهوف بها وشدة بأس رجال القبائل الشرقية وعنادهم ضد الثورة.. كما أن هذه القوات النظامية ذات التسليح التقليدى لن تكون كفاءتها القتالية عالية فى مثل هذا النوع من القتال.

كل هذا جعلنا نأمل أن يرد الله المشير عامر عن غضبه ويهديه إلى قبول حل هذه المشكلة سلميا، ولكن احدا من الموجودين لا يستطيع أن يقول للمشير عامر هذا.. فألهمنى الله سبحانه وتعالى ان أعرض عليهم اقتراحا بمحاولة منى مع المشير عامر للكف عن هذا الانتقام الذى سيكلفنا الكثير من أرواح رجال أبرياء فوافقوا، وصعدت إلى المشير عامر فى مكتبه بالدور العلوى من القيادة، وقد لمست على وجهه لمحة من الإجهاد مع التفكير العميق، وأحسست أنه كان بحاجة إلى شخص يتحدث معه أو يقول له رأيه بصراحة، فأخبرته بحقيقة الموقف وان كل من اشترك فى وضع هذه الخطة غير مقتنع بنجاحها، وأن فداء هذه الأرواح الغالية بكل ما نملك من ذهب لهو ثمن رخيص، فوافق فى الحال على الغاء الخطة، ونزلت إلى حيث كان القادة حيث بشرتهم بانفراج الأزمة والحمد لله.

 

• الدروس المستفادة من العملية 9000

 

١ــ إن طبيعة الحرب فى اليمن لم تكن غزوا بل كانت لمعاونة شعب عربى شقيق، وكان على حكومة اليمن فى عهد الثورة وعلى القوات المصرية التى تقدمت لتحمل أمانة حماية هذه الثورة ان تتقابل مع مجتمع قبلى تحكمه الخرافات والخلافات والانقسامات، ولذا سارت معارك السلاح جنبا إلى جنب مع معارك التوعية ومحاولة اشعار الانسان اليمنى بمدى التخلف الذى يعيش فيه، والسعى إلى نقله إلى ميدان الكفاح فى سبيل حياة أفضل لتغيير هذا القطاع من المجتمع العربى، ولقد قامت القوات المصرية بتنفيذ المهام المكلفة بها لمساندة ثورة اليمن عسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.

٢ــ قاتلت القوات المصرية على مسرح عمليات اليمن تحت ظروف لم يسبق لها مثيل بالنسبة لأسلوب تدريبها فى مصر وأهمها الحرب الجبلية واسلوب قتال العصابات والكمائن الجبلية.

٣ــ عدم توافر خرائط ذات مقياس مناسب ودقيق توضح طبيعة الأرض، وطرق الاقتراب والدروب والمسالك الجبلية، وكثر الاعتماد على الأدلاء (جمع دليل) من أهالى المنطقة، وبالطبع لا يمكن معرفة الموالى للثورة منهم من عدمه.

٤ــ ان تسليح القوات المسلحة التى اشتركت فى عمليات اليمن لم تكن بالمرونة الكافية لمجابهة القتال فى هذه المناطق، الأمر الذى استدعى تطويرها وعمل ابتكارات فى التسليح والمركبات وأنواع الذخائر.

٥ــ صعوبة السيطرة على المناطق المتسعة فى اليمن أو تنظيم التعاون بين الوحدات بها.

٦ــ صعوبة الإمداد بالمياه والطعام بصفة مستمرة فى عدد من المناطق الوعرة أو التى فى قمم الجبال، مما أدى إلى إدخال ابتكارات غير نمطية فى أساليب الامداد.

٧ــ طبيعة الجو وكثرة الأمطار واختلاف درجات الحرارة والرطوبة وتيارات الاتربة المرتفعة إلى أعلى، وشدة الحرارة فى مناطق وشدة البرودة فى نفس المناطق المرتفعة منها، أثر كثيرا على معنويات الرجال وصحتم ووقايتهم وكان لابد من ابتكار ملابس معينة ومهمات تعاون الجندى ضد هذه الصعاب.

٨ــ نجح اسلوب التوعية والتوجيه المعنوى وزيارات الشباب اليمنى إلى مصر ومشاهدة التقدم الملموس بها، وفى عودتهم نقلوا الكثير من حياة التقدم الاجتماعى إلى اليمن.

٩ــ قيام القوات المصرية بتعليم الصغار مبادئ القراءة والكتابة ومبادئ الدين الحنيف، مما ساعد كثيرا على النهوض بدعائم نهضة اليمن المستقبلة.

١٠ــ نجحت قوافل المعاونة الصحية للأهالى وعلاجهم والرعاية بهم.

١١ــ اضطرتنا الظروف إلى إجراء كثير من التحركات للجنود سيرا على الأقدام مع تحميل الأسلحة والذخائر على الدواب من بغال وحمير، وهذا أعطى الجنود قدرة على الصبر والاحتمال والصمود.

١٢ــ من الصعاب التى واجهتنا فى مناطق اليمن، صعوبة سيطرة القائد المحلى على قواته فى قمم الجبال وفى الوديان، وبعد المسافات بينها، مما اضطرنا إلى استخدام اللاسلكى والتأثير المنظور بالصوت أو بالبيارق (الأعلام) أو بالإضاءة بالبطاريات والمصابيح ليلا.

١٣ــ ظهرت أهمية المهندسين فى أعمال شق الطرق وتمهيد أراضى هبوط الطائرات العمودية أو طائرات النقل، وانشاء وإدارة نقط توزيع المياه وحفر الآبار فى عدد كبير من مناطق اليمن.

١٤ــ ومن أبرز الدروس التى اكتسبتها قواتنا فى اليمن، هو الاهتمام باللياقة البدنية للفرد المقاتل حتى يمكنه تحمل متاعب الحياة فى هذه الظروف الصعبة.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved