ليالى رمضان فى إريتريا.. كثير من القهوة وقليل من المشاحنات

آخر تحديث: الأربعاء 13 يونيو 2018 - 9:04 م بتوقيت القاهرة

كتبت ــ شدى طنطاوى:

«سحورك يا صايم ونعمتك يا دايم.. الله وليك ومحمد نبيك.. قوم يا نائم سحورك يا صايم».. هكذا ينشد المتطوعون من الشباب وهم يطوفون فى شوارع أسمرة، والضواحى التى يسكنها المسلمون فى أنحاء دولة إريتريا التى يشكل المسلمون نحو نصف سكانها، ولا يسبق هذا المشهد الرمضانى فى إريتريا، سوى ذلك النشاط الذى يدب بين صفوف المسلمين فور استطلاع هلال الشهر الفضيل، حيث يسارعون لاستقباله فى بيت كبير العائلة، ويتبادلون التهانى، ويتناولون وجبة السحور معا، التى غالبا ما تكون عبارة عن (عصيدة) مضاف لها (الدلخ)، وهى شطة معدة محليا.

ويقول رضوان محمد، الطالب فى جامعة الأزهر، والمقيم فى مدينة البعوث الإسلامية لـ«الشروق» أن أهم ما يتميز به شهر رمضان فى إريتريا هو حرص المسلمين على إصلاح ذات البين وإنهاء الخصومات بين الأشقاء والأصدقاء، وحتى العشائر والقبائل التى غالبا ما تكون بينها نزاعات حول المرعى والماء.

ويضيف رضوان محمد: «لا يقتصر عمل المسحراتية على إيقاظ الناس، بل لابد وأن يتناولون طعام السحور عند آخر أسرة وصلوا إليها، وتجد الأسر تتبارى فى إعداد السحور لهذه المجموعة، وتتمنى أن تكون محطتهم الأخيرة عندهم.. ولا تتميز الليالى فقط بجولات المسحراتية، وإنما هناك ما نطلق عليه (السمرة) وهى جلسات مسائية يجتمع فيها الأهل والأصدقاء، كما أن النساء والجارات يجتمعن لتحضير الدلخ، وهى الشطة الحارة، بالإضافة إلى جلسات القهوة.. فللإرتيريين طقوس ما بعد الإفطار، بحيث يقدم الشاى والقشر والقهوة، التى يتم تحميصها وطحنها، وإضافة الزنجبيل والهيل إليها، وتوضع فى إناء خاص يسمى (جبنة) مصنوعة من الفخار، وتوضع على الفحم حتى الغليان، وتجهز طاولة خاصة بها، يوضع عليها الفناجين والسكرية والمبخرة».

وتابع: «تكتظ المساجد بالمسلمين رجالا ونساء، ويكون لكل مسجد جدول يحدده المشايخ الذين يقدمون الدروس الدينية، إلى جانب حلقات الذكر ودروس تحفيظ القرآن، بعد صلاتى الظهر والعصر.. ولنا فى إريتريا طقوس خاصة تتعلق بوداع شهر رمضان، ويبدأ ذلك من منتصف الشهر الكريم، حيث يتجمع المسلمون كل ليلة فى مسجد معين، ويقومون بأداء المدائح والأدعية حتى نهاية رمضان، علاوة على أداء صلاة التهجد فى العشر الأواخر، ويخصون ليلة القدر بالقيام والدعاء والابتهال لله سبحانه وتعالى».

وقال رضوان: «البخور من الطقوس الأساسية مع الجبنة، ويقدم معها (حمباشا)، وهو خبز مصنوع من الطحين والسكر والخميرة والسمن البلدى، وتتزين بخطوط هندسية والأسرة تلتف حول الجبنة التى يتم تناولها على ثلاث مراحل، بعد كل مرحلة توضع على الفحم، حيث الفنجان الأول يسمى (الأول)، والفنجان الثانى يسمى (البركة)، والفنجان الثالث يسمى (الخضر)».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved