«اختفاء» للكاتب هشام مطر تصدر عن دار الشروق باللغة العربية

آخر تحديث: الجمعة 13 يوليه 2012 - 3:15 م بتوقيت القاهرة
بوابة الشروق

صدر للراوائى الليبى هشام مطر أخيرا رواية «اختفاء»، ويقدم فيها من خلال أبطال روايته تأملاته فى كيفية مواصلة الإنسان للحياة بعد اختفاء أقرب أحبائه عنها، وذلك من خلال تجربة نورى الذى اختفى والده بشكل غامض ومفاجئ فى شتاء عام 1972 وسعيه مع منى زوجة والده للبحث عنه، وهو ما يجعلهما يكتشفان تفاصيل كثيرة ومدهشة كانا يجهلانها عنه.

 

كتب مطر الرواية باللغة الإنجليزية بعنوان Anatomy of a Disappearance، وقامت دار «الشروق» بتقديم نسختها العربية التى قام بترجمتها محمد عبدالنبى.

 

صدرت النسخة الإنجليزية العام الماضى، وأراد هشام مطر من خلال هذه الرواية أن يتأمل فى تأثير الخسارة والفقدان. أهتم بما يحدث للناس كنتيجة للكبت والظلم وكيف يغيرهم العنف. الاختفاء حالة خاصة من الخسارة، فعندما يموت شخص يتملكنا الحزن ولكن يصبح لدينا يقين النهاية. أما عند اختفاء أحد فلا وجود للنهاية. الاختفاء فى هنا ليس اختفاء إنسان فقط بل اختفاء أشياء أخرى ومنها ضياع الإحساس بوجود وطن حقيقى. يشعر بهذا الكثير من المنفيين والمغتربين بل حتى من لم يتعرضوا للنفى. يختفى الوطن حين لا يوفر الأمان والراحة لمواطنيه.

 

الناقد الدكتور شعبان بشر قال عن الرواية: «يمكن اعتبار رواية هشام مطر تعبيرا عن الخوف الوجودى المرتبط بالسلطة، التى ابتلعت كل مفاصل الحياة وأدخلت المجتمع ضمن صيرورة وجودية تعبر عن حالة خوف جارف من الاختفاء الذى صاحب نعيق الانقلابيين منذ العام 1969م، السلطة والقومية والقاهرة ولندن ارتبطت بكل الباحثين والهاربين من رهاب الاختفاء القسرى والموت السرمدى، لعبة الزمن الرمادى صاحبت العديد من الروايات الليبية».

 

ونقرأ من الرواية: «نورى ولد صغير، عندما توفيت والدته بدا له أن فراغ الموت الغريب الذى تركته والدته لا يملؤه شىء، كان الولد الصغير يعيش مع والده فى شقة بالقاهرة مليئة بأسى الفراق الموجع، حتى قابلوا منى وهى تجلس بجانب حوض السباحة بفندق ماجدة وهى ترتدى بدلة السباحة، وعندما شاهدها نورى شعر بأن الكون قد تلاشى، ولكن والد نورى وقع فى حب منى الفتاة المصرية من أب انجليزى، وتزوجها.

 

تقلب الفتى ضمن مشاعر الرغبة فى الاختفاء، حيث تم إرساله إلى مدرسة إنجليزية بعد زواج والده، وكانت تتشكل لديه رغبة غريبة مخفية متمثلة فى تمنيه الاختفاء لوالده حتى يتمكن من التواصل مع منى، وكانت هذه الرغبة المقموعة مستغربة لطفل صغير لم يصل لمرحلة البلوغ، وتحققت رغبة الطفل بعدما تعرض والده لعملية خطف سياسى واختفى قسريا خارج حدود المكان المعلوم، وظل الطفل يبحث عن والده بمساعدة منى، ولكنه ظل أسير تلك الليلة المشئومة التى خطف فيها والده، وكلما تكشفت الحقائق تلاشت الحميمية الأبوية وزادت مساحة الزمن الرمادى، وبعد تخرجه من مدرسة لندن ظل الشاب نورى أسير إحساس الندم والصمت المرتبط باختفاء والده».

 

ولد هشام مطر فى نيويورك لأبوين ليبيين، وأمضى طفولته بين طرابلس والقاهرة، ويعيش الآن فى لندن ونيويورك حيث يعمل مندوبا فى كلية بارنارد جامعة كولومبيا،ومن أبرز أعماله «فى بلد الرجال» التى اختيرت فى القائمة القصيرة لجائزة «مان بوكر» وجائزة «الجارديان للكتاب الأول» فى بريطانيا، وجائزة «حلقة نقاد الكتاب الوطنى» فى أمريكا علاوة على نيلها عددا من الجوائز الأدبية الدولية وترجمت إلى 28 لغة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved