ما بين «تشيرنوبل» و«سفرودفنسك».. العداء «الأمريكي-الروسي» مستمر

آخر تحديث: الثلاثاء 13 أغسطس 2019 - 9:46 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي:

ربما تنتظر روسيا كارثة جديدة تشبه «تشيرنوبل» التي وقعت في عام 1986، وخلفت وراءها ما يقرب من 63 قتيلا و2000 مصاب بالإشعاعات الضارة، بعد أن أعلنت وسائل إعلام روسية عن وقوع انفجار نووي، الخميس الماضي، في إحدى القواعد العسكرية في شمال روسيا، والتي كانت تختبر بداخلها صاروخا جديدا من شأنه أن يمحي منظومة دفاع حلف الناتو، مثلما صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في وقت سابق.

وبحسب وزارة الدفاع الروسية، سبب الانفجار حريقا هائلا خلف وراءه 5 قتلى على الأقل من خيرة علماء البحوث النووية في روسيا، خلال تجاربهم على الصاروخ الروسي الجديد "SSC-X-9"، بالإضافة إلى 15 مصابا.

وبعد الانفجار، قالت وزارة الدفاع الروسية إن مستويات الإشعاع لن تصل لحد مخيف، وأن الوضع تحت السيطرة.

لكن الولايات المتحدة كان لها رأي آخر، حيث قالت وسائل إعلام أمريكية إن الانفجار ضخم ومن شأنه أن يؤثر على مساحات واسعة، الأمر الذي سينذر بكارثة كبيرة تشبه تشيرنوبل، وهو ما ثبتت صحته فيما بعد عن وزارة الدفاع الروسية يوم الثلاثاء التي أفادت بأن مستويات الإشعاع الناجمة عن الانفجار ارتفعت من 4 إلى 16 مرة في مدينة سفرودفنسك حيث وقع الانفجار، وأنه من المحتمل تضرر بعض الدول الأوروبية ودول الشرق الأوسط بسببه.

وبعد الانفجار، نشأت محاولات ملتوية من أمريكا لإظهار روسيا في موضع ضعف عن طريق المقارنة بين نظم الدفاع الصاروخية والأمان لديها ولدى الولايات المتحدة في وسائل الإعلام الأمريكية.

وفور وقوع الحادث وقبل الإعلان عن تفاصيله من وزارة الدفاع الروسية، سارعت أمريكا لمعرفة سبب الانفجار الذي وصفته بـ"كارثة تشيرنوبل جديدة"، حيث استعانت قناة "سي إن إن" الأمريكية، بمسؤول أمريكي لكشف تفاصيل أكثر حول الانفجار، في تقريرها الصادر يوم 13 أغسطس الجاري.

وتجلى الموقف الأمريكي تجاه روسيا بعد الانفجار النووي بوضوح بعد تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال فور الحادث عبر تويتر: "الولايات المتحدة تعلم الكثير عن انفجار الصاروخ في روسيا ولدينا تكنولوجيا مماثلة، وإن كانت أكثر تطورا. لقد أثار انفجار الصاروخ الروسي المعطوب (سكاي فال) قلق الناس بشأن الهواء المحيط بالمنشأة وما بعدها. هذا ليس جيّداً!". وهو ما نفاه خبير أسلحة أمريكي بعدم امتلاك أمريكا صاروخ مماثل للروسي المنفجر.

وبالمقارنة بموقف الولايات المتحدة في كارثة تشيرنوبل التي حدثت في أوكرانيا عام 1986م، نجد أنها لعبت دور المهاجم، حيث أنتجت مسلسلا ضخما باسم "تشيرنوبل" تحمل فيه المسؤولية الكاملة لروسيا تجاه الحادث، فيما قالت روسيا إن الولايات المتحدة الأمريكية تقلب الحقائق.

ودخل القطبان القويان على الساحة العالمية في عداء مستمر منذ وقوع كارثة تشيرنوبل، حيث تمسكت أمريكا بروايتها، فيما قالت روسيا إن أمريكا هي من تسببت في وقوع الكارثة.

عواقب العداء الأمريكي الروسي لم تتوقف عند تلك الفترة، بل امتدت حتى عام 2019 الجاري، ففي يونيو الماضي، عكف التلفزيون الحكومي الروسي على إنتاج مسلسل لكارثة تشيرنوبل، أسوأ حادث نووي في التاريخ، ردا على مسلسل انتهى عرضه مؤخرا على الواقعة ذاتها بإنتاج أمريكي؛ حيث بدأت شبكة "HBO" الأمريكية في مايو الماضي، في بث مسلسل قصير عن كارثة تشيرنوبل، لكن الرواية الأمريكية للأحداث لم تعجب الروس على ما يبدو، مما دفع موسكو بالتحضير لمسلسل جديد يتناول كارثة تشيرنوبل من منظور روسي، ويشير إلى تورط الولايات المتحدة في الحادث.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved