كاملا هاريس.. صعود سريع بالسياسة الأمريكية وخلافات مع بايدن قبل اختيارها نائبة له

آخر تحديث: الخميس 13 أغسطس 2020 - 5:37 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

اختار المرشّح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن، السيناتورة عن كاليفورينا كامالا هاريس لتولي منصب نائبته في الانتخابات المقرر عقدها نوفمبر المقبل، وكتب بايدن في تغريدة له: "يشرفني أن أعلن أنني اخترت كامالا هاريس المدافعة الشرسة عن الضعفاء وأحد أفضل من عملوا في الخدمة العامة نائبة لي".

كامالا هاريس ذات 55 عاما أول امرأة صاحبة بشرة سمراء تخوض الانتخابات على منصب رئاسي كبير في تاريخ الولايات المتحدة، وكانت عضو مجلس الشيوخ عن كاليفورنيا، وسعت للترشح بانتخابات الرئاسة قبل أن تتخلى عن محاولتها وتؤيد بايدن.

أصول ليست أمريكية

ولدت هاريس في أوكلاند، في كاليفورنيا، لأبوين مهاجرين، جاء والدها من جامايكا ليصبح اقتصاديًا بارزًا في جامعة ستانفورد، وكانت والدتها باحثة في مجال مرض السرطان وهي مهاجرة من الهند، وفق ما جاء في موقع "إن بي سي نيوز" الأمريكي.

انفصل والداها عندما كانت صغيرة وقامت والدتها بتربيتها، لكن والدتها كانت تعلم أن بناتها سيُنظر إليهن على أنهن من السود وربما يواجهن تصرفات عنصرية.

وكتبت هاريس في مذكراتها بعنوان "الحقائق التي نحتفظ بها" لعام 2019: "لقد فهمت والدتي جيدًا أنها كانت تربي ابنتين سوداوين، وكانت تعلم أن وطنها المتبنى سيرى مايا وأنا فتيات سوداوات، وصممت في تربيتها لنا على التأكد من أننا سنصبح نساء ذوات بشرة سمراء واثقات وفخورات بأنفسهن".

بعد تخرجها مباشرة من كلية الحقوق واجتياز امتحان المحاماة، أصبحت هاريس مدعيا عامًا أولاً في مقاطعة ألاميدا، ثم في سان فرانسيسكو.

وأقامت صداقات قوية مع المتبرعين والسياسيين الأثرياء في سان فرانسيسكو الذين ساعدوا في دفع صعودها السياسي السريع، وتفوقت على مرشحين ديموقراطيين في كاليفورنيا وفازت بمقعد مفتوح نادر في مجلس الشيوخ.

وتم انتخابها لمجلس الشيوخ في نفس الفترة التي فاز فيها دونالد ترامب برئاسة الجمهورية في 2016، لكنها ركزت اهتمامها بنموذج باراك أوباما ونصيحة بعض المستشارين الذين اقترحوا عليها ألا تنتظر وتخاطر بضياع لحظة الترشح للرئاسة، وهو ما أقدمت عليه بالفعل في ترشيحات عام 2020، ولكنها لم تتمكن من الفوز بعدد كبير من أصوات الناخبين، الذين على الجانب الآخر ساعدوا في رفع بايدن إلى الترشيح.

هاريس أصغر من بايدن بـ 22 عاما، كما أن أصوله تختلف عنها، فهو مواليد سكرانتون، في بنسلفانيا عام 1942، وعاش هناك لمدة عشر سنوات قبل أن ينتقل مع عائلته إلى ديلاوير، أصبح محاميا في عام 1969، وانتخب لمجلس مقاطعة نيو كاسل في عام 1970. انتخب أول مرة لمجلس الشيوخ في عام 1972، وأصبح سادس أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة.

أعيد انتخاب بايدن إلى مجلس الشيوخ ست مرات، وكان رابع أكبر عضو في مجلس الشيوخ عندما استقال ليتولى منصب نائب الرئيس في عام 2009، ولديه تاريخ سياسي طويل.

نائبة له اليوم ومهاجمة له في الماضي

في يونيو عام 2019، تعرض جو بايدن لاستجواب من السناتور كامالا هاريس، وذلك بعد أقل من أسبوعين من تعرض بايدن لانتقادات لاذعة بسبب تاريخه في إلغاء الفصل العنصري، وتفاخره ببناء علاقات مع سياسيين لهم تاريخ عنصري.

ففي السبعينيات وأوائل الثمانينيات، قاد بايدن كتلة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين الذين منعوا استخدام الأموال الفيدرالية لفرض إلغاء الفصل العنصري، كتب بايدن أيضًا تعديلاً في عام 1975 كان من شأنه أن يكون له تأثير في حماية الفصول الدراسية المنفصلة داخل المدارس من خلال حظر الحكومة الفيدرالية من استخدام أموالها كوسيلة ضغط لفرض التكامل.

قالت هاريس لبايدن وقت الاستجواب: "لا أعتقد أنك عنصري لكنك استاءت في ربط نفسك بأشخاص بنو سمعتهم وحياتهم المهنية على الفصل العنصري في هذا البلد".

وقد وجه بايدن لهاريس انتقادات لاذعة أثناء الاستجواب، مشيرًا إلى الفرق بينهما، وأنه كان يعمل محاميًا عامًا، بينما كانت هي لاتزال مدعية عامة.

يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر عن دهشته نحو اختيار جو بايدن، وقال: " لقد فوجئت قليلاً بأنه اختارها، إنها أدت بشكل سيئ للغاية في الانتخابات التمهيدية".

وانتقدها ترامب بسبب التعليقات السابقة التي أدلت بها حول بايدن ووصفها بأنها اختيار سيئ، وأنها لم تكن تحترم بايدن خلال الانتخابات التميهيدية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved