لقاح كورونا ليس الأول.. سباقات حسمها الروس أمام الأمريكيين

آخر تحديث: الخميس 13 أغسطس 2020 - 3:39 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

أعلنت روسيا، نجاح لقاح لعلاج الإصابة بفيروس كورونا المستجد لتأخذ مكانها كأول دولة تتوصل إلى لقاح وتضع نفسها بالصدارة أمام الولايات المتحدة الأمريكية.

ولكنها تلك ليست المرة الأولى التى يفاجئ بها الروس الأمريكيين بحسم سباقات متنوعة فى مجالات الطب والفضاء والطاقة النووية.

وتستعرض «الشروق»، أبرز الاختراعات التى نجح الروس بالتوصل إليها قبل أن يفعل الأمريكيين ذلك بينما بلغت تلك المنافسات أوجها إبان الحرب الباردة التي أراد فيها كل من الخصمين إثبات نفسه أمام العالم وزعزعة معنويات عدوه.

تطعيم الجمرة الخبيثة
تعد الجمرة الخبيثة من أخطر الأمراض التى قد يصاب بها الإنسان نظرا لقوة الجرثومة المسببة للمرض وهى الأنثراكس شديدة المقاومة للأجسام المضادة والمضادات الحيوية.

ودرس الاتحاد السوفيتي في ثلاثينيات القرن الماضي، لقاحا مقترحا للجمرة عند المواشى والذي كان من ابتكار العالم الفرنسى لويس باستور ليعمل السوفييت على تطويره لعلاج الإنسان في مختبر جورج إليافا بمنطقة تبليس الجورجية ليتوصل السوفييت إلى سلالات من ما يعرف بالموهنات الحية ذات المقاومة القوية والتي تستطيع القضاء على جراثيم الأنثراكس.

وبقيت روسيا، متصدرة باختراعها لذلك التطعيم لنحو 30 عاما قبل أن تتوصل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لتطعيمات أخرى للمرض ومع ذلك فكثير من الدراسات أكدت تفوق التطعيم السوفييتي عن بقية التطعيمات البريطانية والأمريكية.

السباق الفضائي والضربات السوفيتية المتوالية

بدأ السباق الفضائى بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في أوج الحرب الباردة نهاية الخمسينيات حين كان الأمريكيون متراخون فيما يخص الفضاء الخارجي كان الروس يخططون لضربة هى الأولى من نوعها والتى ستمثل دعايا قوية لقدرات الاتحاد السوفيتي.

وفى الرابع من أكتوبر عام 1957، حلق القمر الصناعي الأول في العالم سبوتنك 1 السوفيتي ليشكل صدمي هائلة للعالم بأسره ويثير ذعرا للأمريكيين الذين يعلمون بوجود جسم مصنع سوفيتي يحلق فوق رؤوسهم.

وتسبب إطلاق "سبوتنك 1" في أزمة أمريكية عرفت لاحقا بأزمة سبوتنك والتي أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية فيها مليار دولار وأنشأت وكالة ناسا للفضاء لمواكبة ما وصل إليه السوفييت.

ولم يترك السوفيت ضربتهم الأولى دون توابع فلم يكد يمر شهر على إطلاق سبوتنيك حتى أطلق السوفييت أول حيوان للفضاء الخارجى وهى الكلبة لايكا على متن الصاروخ سبوتنك 2 لتخرج الكلبة بنجاح للفضاء الخارجى ولكنها ماتت من شدة الإجهاد.

فكر الأمريكيون بعد ذلك بتغيير وجهتهم للتفكير بإرسال أول مسبار لسطح القمر وإعطاء السوفييت درسا قاسيا ولكن بالحقيقة من فعل ذلك كان السوفييت فى عام 1959 حين هبط أول مسبار وكان سوفيتيا على الوجه الآخر للقمر بل وعلى القمر بأكمله.

ولم يتوقف السوفييت عند ذلك بل قاموا في عام 1961 بإرسال يورى جاجرين أول بشرى يحلق فى الفضاء الخارجى على متن سفينة الفضاء فوستوك 1.

ورغم إرسال الأمريكيين بعض الرواد للفضاء الخارجى تبعا للسوفييت إلا أن السوفييت لم يتوقفوا عن كسر الأرقام بإرسال أول رائدة فضاء وهى فالانتينا تيرنشكوفا عام 1963 للفضاء.

وقام رائد الفضاء السوفييتى أليكسى ليونوف، بأول عملية مشى فى الفضاء عام 1965 والتى تمت بنجاح.

انتهى التفوق السوفييتى الفضائى بنهاية مؤسفة بوفاة مهندس الفضاء الروسى ومؤسس برنامج الفضاء السوفييتى سيرغى كوروليف عام 1966 والذى من بعده توقفت الإنجازات الروسية بمجال الفضاء.

الطاقة النووية السلمية والتفوق الروسى

بعد سرقة الروس لفكرة القنبلة الذرية وتجربة القنبلة خاصتها بنجاح عام 1949، قام الأمريكيون بتطوير فكرة الإندماج النووى لإصدار طاقة كبيرة على غرار عمليات الإندماج الواقعة بكوكب الشمس حين تندمج ذرات الهيدروجين ولكن أمريكا استخدمت تلك الطاقة لصنع القنبلة الهيدروجينية لإنتاج قدر طاقة يعادل ألف قنبلة مثل التى ألقيت على هيروشيما.

وأما بالنسبة للسوفييت فلم يتعذر عليهم سرقة الإبتكار الأمريكى وتجربة قمبلة هايدروجينية خاصة بهم خلال أعوام من اختراع القمبلة الأمريكية.

ولكن ما طوره الروس هو إمكانية استخدام الطاقة الإندماجية بشكل سلمى فيما يعرف بمفاعل توكاماك والذي يعمل على حصر البلازما من الهيدروجين وسط المفاعل والتحكم بحركتها عبر مجالات مغناطيسية والتى بمجرد عبور البلازما لها تتوقف عن الاندماج.

وقام بذلك الاختراع العالمين الروسيين إيجور تام وأندريه ساخاروف وبنيت أولى محطات التوكاماك عام 1958 على يد العالم الروسى ناتان يافلينسكى ولم تقدر الأجهزة الأمريكية المقترحة لعمل عمليات إندماجات سلمية على مجاراة الابتكار السوفيتي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved