الجيش الوطنى الليبى يعلن السيطرة الجوية على طرابلس
آخر تحديث: الجمعة 13 ديسمبر 2019 - 2:32 م بتوقيت القاهرة
مروة محمد ووكالات
ــ المسمارى: دخلنا إلى أحياء رئيسية فى العاصمة ودمرنا عشرات «الدرونز» التركية.. والبحرية الليبية: أغلقنا الممر البحرى أمام سفن أنقرة
ــ خبراء إيطاليون لـ«الشروق»: التوترات فى صفوف «ميليشيات الوفاق» زادت من فرص تقدم الجيش الليبى
غداة إعلان قائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر ساعة الصفر لدخول قلب العاصمة طرابلس لتحريرها من الميليشيات، أكد المتحدث باسم الجيش الليبى اللواء أحمد المسمارى، اليوم، سيطرة الجيش جويا على العاصمة، قائلا: «لدينا سيطرة جوية ومدفعية كاملة على العدو فى طرابلس».
وأضاف المسمارى، فى اتصال مع قناة «العربية»: «قواتنا نفذت عمليات نوعية ضد أهداف لكتائب حكومة الوفاق فى طرابلس»، مشددا على أن «نداء القائد العام للجيش الليبى خليفة حفتر للميليشيات من أجل إلقاء السلاح هو الأخير».
وأشار المسمارى إلى أن «وحدات الجيش بدأت بالتقدم نحو العاصمة وأن بعض المساندين فى الداخل بدأوا القيام بعمليات نوعية ضد الميليشيات داخل طرابلس»، موضحا أن «المعركة التى أعلنت ما زالت فى بدايتها» وأن «حكومة الوفاق لديها ميليشيات غير متجانسة ولن تصمد أمام القوات المسلحة فى كل مراحل هذه المعركة».
كما أكد المسمارى أن قوات الجيش تتقدم بثبات نحو قلب العاصمة طرابلس من جميع المحاور المؤدية لها. وقال المسمارى، خلال مداخلة هاتفية مع شبكة «سكاى نيوز عربية» الإخبارية: إن الجيش الليبى يتعامل مع القوات التركية المتواجدة فى ليبيا لمساندة حكومة السراج، مشيرا إلى نجاح الجيش فى تدمير عشرات الطائرات التركية بدون طيار «درونز»، التى تستخدم ضده.
وذكر المسمارى أن قوات الجيش دخلت إلى مناطق وأحياء رئيسية فى العاصمة طرابلس، فيما دعا المسلحين إلى إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم، قائلا: «نحن نضمن سلامتهم».
كان قائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر، أعلن، مساء أمس الخميس، بدء المعركة الحاسمة والتقدم نحو طرابلس، ودعا الوحدات المتقدمة إلى الالتزام بقواعد الاشتباك.
وأعلن حفتر «ساعة الصفر» لجميع الوحدات العسكرية فى طرابلس، قائلا: «اليوم نعلن المعركة الحاسمة والتقدم نحو قلب العاصمة»، مضيفا: «دقت ساعة الصفر، ساعة الاقتحام الكاسح الواسع التى يترقبها كل ليبى حر شريف، وأهلنا فى طرابلس بفارغ الصبر».
وتعهد حفتر فى كلمته بـ«منح المسلحين فى طرابلس الأمان مقابل إلقاء السلاح». وأوصى قوات الجيش باحترام حرمات البيوت، مشيرا إلى أن «الجيش الليبى منتصر لا محالة فى معركة طرابلس».
وفى أعقاب ذلك، أعلنت «شعبة الإعلام الحربى» التابعة للجيش الليبى، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، أن «11 مسلحا تابعا لقوات الوفاق سلموا أنفسهم للوحدات العسكرية بالقوات المسلحة بمحور صلاح الدين».
كما أعلنت الشعبة أنها بسطت سيطرتها على مقر كلية ضباط الشرطة فى منطقة صلاح الدين، كما سيطرت على «امتداد الطريق الرئيس بمنطقة الساعدية وصولا إلى منطقة التوغار».
إلى ذلك، قال مصدر فى الإدارة الأمريكية إنه لا يستبعد دخول الجيش الليبى إلى العاصمة طرابلس بعد إعلان المشير حفتر انطلاق المعركة الحاسمة. وأعرب المصدر الأمريكى الذى طلب عدم كشف هويته، خلال تصريح لقناة «الحرة» الأمريكية، عن تحفظه عن الإدلاء بموقف وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إزاء تصريحات حفتر، مضيفا أن الساعات والأيام المقبلة ستكشف مسار اتجاهات الأمور فى ليبيا.
فى المقابل، أكد رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج أنه «لا ساعة صفر» لشن هجوم على العاصمة، بحسب بوابة «الوسط» الليبية. وأضاف السراج، فى كلمة موجهة إلى الليبيين، اليوم الجمعة: «إنه لا سيطرة أو اقتحام، فلا ساعة صفر سوى صفر الأوهام» على حد تعبيره، داعيا الجميع إلى الالتفاف حول «دولة القانون والمؤسسات»، على حد قوله.
فى غضون ذلك، أفادت مصادر لقناتى «العربية» و«الحدث» أن حكومة الوفاق وتحديدا رئيسها فايز السراج محمى حاليا من قبل عناصر متعددة الجنسيات بالإضافة إلى عناصر من قوات تركية تقوم بحمايته داخل طرابلس. كما أشارت المصادر إلى أنه سيتم إغلاق المجال الجوى فى ليبيا لمنع دخول طائرات تركية، ولمنع هروب أفراد حكومة الوفاق أو أى ميليشيات مسلحة لخارج ليبيا.
من جهته، قال رئيس أركان البحرية فى الجيش الليبى، اللواء فرج المهدوى: إن ليبيا واليونان اتفقتا على سد الممر البحرى الرابط بين جزيرة «كريت» اليونانية والحدود البحرية الشرقية لليبيا، أمام السفن التركية، خاصة القادمة إلى غرب ليبيا والمحملة بالآليات والأسلحة والدواعش.
وأضاف المهدوى، فى تصريحات لموقع «العربية.نت» الإخبارى، أمس، أن «هناك تنسيقا كبيرا بين اليونان وليبيا من أجل مراقبة حركة السفن التركية، وسيتم التدخل من الطرف اليونانى لاحتجاز أى سفينة تركية تخترق السواحل اليونانية، ومن طرفنا لضربها وإغراقها إذا ما حاولت تخطى المياه الليبية للاستكشاف والتنقيب عن النفط أو الوصول إلى موانئ غرب ليبيا لإيصال الأسلحة للمليشيات، خاصة ميناء مصراتة».
وفى سياق متصل، اجتمع رئيس مجلس النواب الليبى، المستشار عقيلة صالح، فى أثينا مع كونستانتينوس تاسولاس، رئيس البرلمان اليونانى، بحضور وزير الخارجية نيكوس ديندياس.
وجاءت زيارة صالح لأثينا بدعوة من نظيره اليونانى، على خلفية توقيع تركيا أخيرا مذكرة للحدود البحرية مع حكومة الوفاق الليبية. ووصف رئيس البرلمان اليونانى زيارة نظيره الليبى بأنها مهمة، مشددا على أن موقف بلاده من هذه المسألة لا لبس فيه ومدعوم قانونيا.
فيما أعرب وزير الخارجية اليونانى نيكوس دندياس، عن ارتياحه من تصريحات عقيلة صالح الرافضة للمذكرة الموقعة بين أنقرة وحكومة الوفاق، وتأكيده أنها باطلة ولا معنى لها، وفقا لموقع «روسيا اليوم» الإخبارى.
وشدد دندياس على أن المذكرة البحرية بين الحكومة التركية وحكومة الوفاق الليبية «غير قابلة للتطبيق وتزعزع استقرار المنطقة، وهى تهدد السلام والاستقرار فى شرق البحر المتوسط».
وتعليقا على التطورات الأخيرة فى ليبيا، قال أمبرتو بروفاتسيو، الخبير الإيطالى المتخصص فى الشأن الليبى لدى كلية «دفاع الناتو» فى العاصمة روما، فى تصريحات لـ«الشروق» اليوم، إن إطالة أمد العمليات العسكرية، وظهور التوترات فى صفوف الميليشيات التى تدعم حكومة الوفاق الليبية، زادت من فرص الجيش الليبى فى التقدم نحو طرابلس بشكل كبير.
من جهتها، قالت ميكيلا ميركورى، أستاذة التاريخ المعاصر فى جامعة «ماتشيراتا» الإيطالية: «بالطبع، يريد المشير حفتر تكثيف عملياته لمنع تركيا من إرسال أسلحه إلى ليبيا»، مشيرة، فى تصريحات لـ«الشروق» اليوم، إلى أن الحرب الآن فى ليبيا تدور بين تركيا من جانب وحفتر وحلفائه من جانب آخر.