نيويورك تايمز: القمة الأمريكية الإفريقية محاولة لجذب زعماء القارة السمراء
آخر تحديث: الثلاثاء 13 ديسمبر 2022 - 3:18 م بتوقيت القاهرة
سارة أحمد
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية، أن دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لزعماء قارة أفريقيا، لواشنطن في قمة أمريكية أفريقية، هي محاولة لجذب الزعماء الأفارقة.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أن زعماء القارة الإفريقية التي نما نفوذها الجيوسياسي بشكل كبير في العقد الماضي، تم تكريمهم في منتجع ساحلي بروسيا، وفي الصين تناولوا العشاء مع الرئيس شي جين بينج وتلقوا وعودا باستثمارات بقيمة 60 مليار دولار، وفي تركيا حصلوا على دعم للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والآن يتوجهون إلى واشنطن لحضور قمة كبرى يستضيفها الرئيس بايدن وهي أحدث حملة دبلوماسية من قبل قوة أجنبية كبرى تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع إفريقيا.
وأضافت الصحيفة أن الصراع الدولي لخلق مصالح عسكرية وتجارية ودبلوماسية مع أفريقيا، والتي تهيمن عليه الصين لفترة طويلة، توسع ليشمل قوى أخرى مثل روسيا وتركيا والإمارات في السنوات الأخيرة.
وقال المحللون السياسيون إن الولايات المتحدة غالبا ما تتخلف في هذه المنافسة الشديدة، وتأمل إدارة بايدن في عكس هذا الاتجاه من خلال القمة الأمريكية الأفريقية.
ورأت مديرة قسم أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، موريثي موتيجا أن "الولايات المتحدة اعتادت على النظر إلى إفريقيا على أنها مشكلة يجب حلها، لكن منافسيها ينظرون إلى إفريقيا على أنها مكان لخلق الفرص، وهذا هو سبب تقدمهم"، مضيفة: "من غير الواضح ما إذا كان هذا المؤتمر سيغير ذلك".
من جهته، قال الرئيس السنغالي، ورئيس الاتحاد الأفريقي ماكي سال، في مقابلة في داكار يوم الخميس الماضي: "عندما نتحدث، غالبا ما لا يتم الاستماع إلينا، أو لا نحظى بالاهتمام"، مضيفا: "هذا ما نريد تغييره. ولا أحد يقول لنا لا، لا تعمل مع فلان، واعمل معنا فقط. نريد العمل مع الجميع".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى تغير كثير من الأمور منذ القمة الأمريكية الأفريقية الأولى، التي استضافها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في عام 2014، حيث استمرت التجارة الصينية مع إفريقيا في النمو - سجلت رقما قياسيا العام الماضي بلغ 261 مليار دولار-، في المقابل، تضاءلت التجارة الأمريكية مع إفريقيا إلى 64 مليار دولار - مجرد 1.1% من التجارة العالمية للولايات المتحدة-.
وأضافت الصحيفة الأمريكية: "برزت روسيا كأكبر تاجر أسلحة في القارة وأصبحت قوة عبر رقعة من القارة من خلال استخدامها لمرتزقة من مجموعة فاجنر (منظمة روسية شبه عسكرية) لدعم أنظمة هشة، غالبا مقابل معادن ثمينة".
وتابعت الصحيفة: "قامت تركيا ببناء العشرات من السفارات الجديدة في القارة الإفريقية، وكانت الشركات التركية في حالة اندفاع، حيث قامت ببناء المطارات والمساجد والمستشفيات والملاعب الرياضية، حتى في مناطق الصراع غير المتوقعة مثل الصومال"، ومضت قائلة: "كما قامت الإمارات ببناء موانئ على البحر الأحمر".
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن القضايا التي أعاقت تقدم أفريقيا لفترة طويلة، بما في ذلك الفقر والصراع والمجاعات المهددة والفساد لا تزال مستمرة، لكن القارة تتمتع أيضا بالعديد من نقاط القوة الجديدة التي تجذب القوى الأجنبية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع انخفاض معدلات المواليد في أماكن أخرى، فمن المتوقع أن يتضاعف عدد سكان إفريقيا بحلول عام 2050، وتمثل القارة ربع سكان العالم، كما ستكون هناك حاجة لاحتياطيات إفريقيا الضخمة من المعادن النادرة لتشغيل السيارات الكهربائية في المستقبل.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن القمة ستضم سلسلة من الصفقات التجارية بين الشركات الأفريقية والأمريكية، ومبادرة لتعزيز "الاقتصاد الرقمي" للقارة، كما سيعلن بايدن الدعم الأمريكي لمقعد الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين، وكذلك لتمثيل أفريقي أكبر في المؤسسات العالمية مثل صندوق النقد الدولي.
وقالت "نيويورك تايمز" إن هناك قليل من الدلائل على أن بايدن يعتزم إطلاق مبادرة سياسية مميزة مثل الإدارات الأمريكية السابقة.