انطلقت القمة الأمريكية- الإفريقية الثانية في واشنطن، بحضور قادة من جميع أنحاء القارة الإفريقية، وتستمر لمدة 3 أيام فى الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر 2022، ويشارك فيها نحو 50 وفدا رفيع المستوى يمثلون بلدانا إفريقية، في أول قمة من نوعها تعقدها الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن.
يقول كريستوفر إيزيكي، مدير المركز الإفريقي للدراسات في الولايات المتحدة جامعة بريتوريا، إن هناك أولويات يجب التركيز عليها خلال هذه القمة، أولها عضوية الاتحاد الإفريقي في مجموعة G20 لأكبر اقتصادات العالم؛ لأنه من المهم لإفريقيا أن تكون ممثلة في المحادثات الدولية التي تتعلق بالاقتصاد العالمي والديمقراطية والحوكمة وتغير المناخ والصحة والأمن، وثانيًا يجب على القادة الأفارقة الاستمرار في الضغط من أجل الحصول على مقعدين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وذلك بحسب مقال نشر له في موقع "ذا كونفيرزيشن".
وأضاف أنه من المهم الضغط من أجل عضوية منطقة المحيطين الهندي والهادئ للبلدان الإفريقية المطلة على المحيط الهندي، "هذا موضوع للقمة لأن الولايات المتحدة لاعب محوري في المنطقة، يمكن أن يساعد في معالجة استبعاد إفريقيا من هذا الجهاز المهم متعدد الأطراف لصنع القرار، وهو مكان ناشئ للنمو الاقتصادي العالمي".
وأشار إلى استخلاص الدعم للمواقف الإفريقية المشتركة التي اتخذت بالفعل بشأن تغير المناخ وتحول الطاقة واسترداد الأصول من التدفقات المالية غير المشروعة من القارة، ودمج المساواة بين الجنسين في إجراءات تغير المناخ، ومن المهم أيضا البناء على القمة الأولى، التي عُقدت في ظل رئاسة باراك أوباما عام 2014.
في قمة عام 2014، اقترح الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، استثمارات بقيمة 20 مليار دولار في الكهرباء، و7 مليارات دولار في التمويل الحكومي لتشجيع الصادرات والاستثمارات الأمريكية في إفريقيا، وإنفاق سنوي قدره 110 ملايين دولار لمساعدة البلدان الإفريقية على تطوير قوات حفظ السلام. كما تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات الفنية، وتشمل الاتفاقية الإطارية للاستثمار مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، ما يوفر آلية تنسيق لقضايا التجارة والاستثمار.
ودعا أوباما، الكونجرس الأمريكي، إلى تمديد وتحسين قانون النمو والفرص في إفريقيا "أغوا"، الذي يوفر وصولا معفى من الرسوم الجمركية إلى سلع دول إفريقية معينة إلى الولايات المتحدة، كما أعلن عن استثمار جديد بقيمة 110 ملايين دولار أمريكي سنويًا لمدة 3 إلى 5 سنوات لتدريب الجنود الأفارقة لمحاربة الإرهاب والتمرد من خلال برنامج شراكة الاستجابة السريعة.
وعلى حد قول إيزيكي، لقد استفادت إفريقيا بالفعل من عدد من هذه المبادرات، على الرغم من عدم تنفيذ العديد منها، على سبيل المثال في مجال توليد الطاقة وتوزيعها، أصبح مشروع "Power Africa" منصة محسّنة لإضاءة إفريقيا، كانت مهمتها الأصلية هي إضافة 30 ألف ميجاوات من توليد الكهرباء الأكثر نظافة وموثوقية لتوصيل 590 مليون شخص في إفريقيا، حتى الآن تم توليد 6,501 ميجاوات لتزويد 165.4 مليون شخص بالطاقة لأول مرة.