«الشروق» فى مسقط رأس عائلة رامى مالك بالمنيا

آخر تحديث: الإثنين 14 يناير 2019 - 8:34 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ ماهر عبدالصبور:

أهالى عزبة فلتاؤوس يلقبونه بالهرم المصرى.. ويسمون أبناءهم «رامى» تيمنا بنجاحه
ابن عمه: زار مصر منذ 6 سنوات عقب وفاة والده ومازال يمتلك أراضى وشقة سكنية فى قريته
أحد أهالى القرية: نشعر بسعادة بالغة منذ سمعنا عن شهرة ونجاح «ابننا» رامى مالك

بعد أن لفت أنظار العالم إليه، وحقق نجاحات فنية لم يحققها نجوم مصريون منذ رحيل عمر الشريف، استطاع رامى مالك الممثل الأمريكى من أصل مصرى تحقيق بارقة أمل جديدة بعد نجاحه فى الحصول على جولدن جلوب كأفضل ممثل عام 2018 وهى الجائزة التى تمهد أى ممثل وفنان عالمى للحصول على أكبر التكريمات وأعظمها مكانة فى مجال الفن وهى «الأوسكار». وبينما يحقق رامى مالك مجدا عالميا، تشعر قرية أو بالأحق عزبة مصرية تابعة لمركز سمالوط شمال المنيا بالفخر والاعتزاز كونه ينتمى إليها، وجذوره مازالت مغروسة فى أرضها.
«الشروق» انتقلت إلى عزبة فلتاؤوس التابعة لقرية الطيبة، التى أصبحت أشهر قرى الصعيد لانتماء «الفرعون المصرى الجديد» رامى مالك إليها، للوقوف على تفاصيل حياته والحديث مع أقاربه الذين مازالوا يمكثون بها ويرعون ميراثه عن والده.
اسمه بالكامل «رامى سعيد مخالى عبدالملك فلتاؤوس»، يصفه أهالى القرية بمحمد صلاح الفن، ويؤكدون على فخرهم واعتزازهم به
بعد أن أصبحت أخباره محط اهتمام العالم، ويتابعه أبناء قريته عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعى ويهتمون بأخباره وصوره، من داخل منازل القرية القديمة التى يسكن بها نحو 27 ألف نسمة مقسمين على 6 أسر تقريبا، وسميت عزبة «فلتاؤوس» على اسم جد الفنان الشاب، يعمل معظم شبابها بالخارج أو يلجأون للهجرة بحثا عن العمل وكسب الرزق. تبعد العزبة عن سمالوط نحو 12 كيلومترا، يحيط بطريقها البحر اليوسفى، لا توجد بها مدارس، وتتلقى جميع خدماتها الطبية والخدمية من قرية الطيبة، وهى أكبر قرى مركز سمالوط البالغ عددها 54 قرية.
يقول زين فكرى لبيب، أحد رموز قرية الطيبة، وصديق والد رامى مالك، إن سمالوط والمنيا ومصر والعالم العربى، أصبح لهم نجم ساطع فى سماء أمريكا، ومحط أنظار وحديث العالم، وهو أمر ليس بجديد على مركز سمالوط الذى به أعظم آثار فى العالم، مثل دير السيدة العذراء الذى تم بناؤه عام 328 ميلاديا، وهى أم قسطنطين الأول، وأيضا منطقة البابين الفرعونية وتقع بقرية بنى خالد، ويرجع تاريخها إلى ما يقرب من 4 آلاف سنه قبل الميلاد، ويعتقد أن بعض الأحجار التى بنيت بها الأهرامات نقلت من هذه المنطقة، ومن أهم الآثار بها معبد حتحور، والمسجد العتيق، وهو من أقدم مساجد محافظة المنيا، ويقع جنوب مدينة سمالوط، وقد بنى فى عام 978 ميلادية، ويسمى بأسماء عديدة منها مسجد الشيخ الجنيدى والمسجد ذو المئذنة المائلة، وكل هذه الآثار كان والد رامى يعشقها، وزرناها سويا، وكان والده يتمنى أن يكون له هرمه الخاص الذى يشاهده العالم ويفتخر به، وقد تحققت أمنيته، فى «رامى» الذى حقق نجومية كبيرة بعد وفاة والده بسنوات، وسجل تاريخا يضاف لتاريخ العمالقة العرب فى العالم.
وتحدث صديق الوالد عن أسرة رامى مالك، وارتباطها بطبيعة ريف مصر، وأن حياتهم وهجرتهم إلى أمريكا لم تبعدهم عن أحبائهم وأصدقائهم، والدليل على ذلك بقاء شقتهم الخاصة، ومنزل الأسرة حتى الآن رغم مرور عشرات السنين على هجرتهم، إلا أن التواصل مازال موجودا ودائما.
أما عصام فوزى مخالى، ابن عم الممثل الشاب، فقال إن رامى ولد بأمريكا بعدما هاجرت أسرة عمه عام 1979، بقرار من عمه الراحل الذى عمل فى مجال السياحة بعد ميلاد ابنته الكبرى جاسمين طبيبة الطوارئ، فبعد أن تخرج فى كلية التجارة حقق نجاحات كبيرة فى مجال عمله وحصل على جوائز متعددة من الشركان التى عمل بها سواء فى مصر أو أمريكا، ولكنه انتقل برفقة زوجته نيللى عبدالملك وهى من أبناء القاهرة للهجرة إلى أمريكا والإقامة بمدينة لوس أنجلوس حتى توفى الابن الأوسط لأسرته عام 2008، مؤكدا أن رامى ورث الصبر على تحقيق النجاح من والده.
واستطرد عصام مخالى قائلا، إن عمه أنجب ولدين توءم سماهما «رامى وسامى» عام 1981 بمدينة لوس أنجلوس، وكان يطمح أن يمتهن التوءم مهنة الطب أو المحاماة، ولكن رامى اختار دراسة الفن والمسرح، والتحق بجامعة إيفانسفيل فى إنديانا التى حصل منها على بكالوريوس فى المسرح، بينما عمل سامى مدرسا بإحدى المدارس الأمريكية.
فيما أكد رامى ليندس، ابن عمه الآخر، أن آخر رحلة لرامى فى مصر كانت منذ 6 سنوات، زار خلالها القاهرة، ومكث فترة صغيرة بعد وفاة والده، كما زار عزبة فلتاؤوس بصحبة والدته وأشقائه عام 1994، وكان رامى وسامى فى مرحلة الدراسة الثانوية، مؤكدا أن رامى وأشقاءه عاشقون للأكلات المصرية، وخاصة الملوخية وحياة الريف، وهو ما أكده رامى فى حوار سابق مع مجلة جى كيو، الذى أوضح فيه أنه يفتخر بمصريته دائما، وحرص والداه على غرز الهوية المصرية به، مشيرا إلى أنه زار القاهرة فى مرحلة المراهقة، وشعر خلالها أنه ليس غريبا عنها، فهو مغرم بالثقافة المصرية، وهويته متوطدة بها، حيث حرصت والدته على نشأته على الثقافة المصرية وسماع الموسيقى الشرقية، وقال إنه اعتاد مشاهدة الأفلام العربية ويحب عمر الشريف ويستمع لأم كلثوم، وبالرغم من أنه يعيش تجربة مختلفة فى أمريكا فقلبه مع مصر.
وتوقع «ليندس» أن يفوز رامى مالك بأوسكار أفضل ممثل هذا العام، ليرفع اسم مصر عاليا، مثلما سبقه عمر الشريف إلى العالمية، مؤكدا أن ابن عمه يتمنى زيارة مصر ولكن الشهرة العالمية والعمل يمنعانه من ذلك، ولكنه عاشق لتراب مصر، ويعتز بجنسيته المصرية.
وأكد ليندس على حب رامى مالك للغة العربية واللهجة المصرية، وأنه تحدث معه منذ فترة قريبة عبر الهاتف، كما يظهر فى كثير من المحطات العالمية متحدثا بالعربية التى أحبها من والديه، ويعرف معالم بلده، ومازال يمتلك بالعزبة أراضى يعتنى بها عمه، وشقة سكنية كانت تقطن بها أسرته قبل هجرته.
وروى ابن عم رامى مالك ذكرى معه عن بداية عمله بالسينما، فى آخر زيارة له بمصر، جلس مع أقاربه وتكلم معهم عن بداية مشواره الفنى، وقيامه بأدوار بسيطة فى التمثيل الجماعى أو ما نطلق عليه فى مصر «كومبارس»، فشكك أقاربه فى روايته، ولكن حبه واتقانه للعمل وصبره على الأدوار الصغيرة والبسيطة فى الأفلام التى كانت أحيانا مجرد «بسمة، أو مشاركة حركية، أو جملة صغيرة» التى كنا نتعجب من احتماله لها ونحثه على ترك المجال الذى لا يحقق فيه نجومية، ولكنه بهذا الصبر أصبح فنانا ناجحا ذا شهرة عالمية.
وقال العم أيوب اسكندر، 54 عاما، أحد أهالى عزبة فلتاؤوس، إن القرية غمرتها حالة من السعادة منذ سماع أخبار شهرة ونجاح «ابننا رامى» كما يصفه، مؤكدا أن هناك 6 أطفال ولدوا وسموا باسمه بعد هذه الشهرة تيمنا بنجاحه.
بدأ رامى مالك، مشواره الفنى قبل 14 سنة، بدور صغير فى مسلسل Gilmore Girls، ثم شارك بدور صغير فى فيلم Night at the Museum عام 2006، قبل أن يلفت الأنظار بقوة فى مسلسل «مستر روبوت ــ Mr Robot»، الذى فاز عنه بجائزة الإيمى كأفضل ممثل عام 2016، وأفضل ممثل من اختيار النقاد، واستمر تألق «مالك» دون أن ينطفئ نجمه، ليسند إليه تجسيد شخصية أسطورة الروك فريدى ميركورى، فى فيلم «قصيدة بوهيمية ــ Bohemian Rhapsody»، ونال عنه جائزة جولدن جلوب أفضل ممثل لعام 2018، فى خطوة وصفها النقاد الأمريكيون بأنها تمهد له الطريق للحصول على الأوسكار.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved