سيناريو مذبحة بورسعيد فى 52 مشهدًا

آخر تحديث: الثلاثاء 14 فبراير 2012 - 11:50 ص بتوقيت القاهرة
محمد القاعود

سيذكر التاريخ أن مدينة بورسعيد شهدت أبشع كارثة فى تاريخ الرياضة المصرية عقب مباراة الأهلى مع المصرى حيث قام عدد كبير من البلطجية و«الموتورين» باقتحام الملعب عقب إطلاق الحكم فهيم عمر صافرته معلنا نهاية المباراة بفوز المصرى 3/1 دون أى مبرر للتعدى على لاعبى الأهلى وجهازهم الفنى، قبل أن تتجه نحو مدرجات الضيوف لتعتدى على جماهير الأهلى، ليسقط عشرات الضحايا ومئات المصابين، بخلاف المفقودين الذين لم يتم العثور عليهم حتى الآن.

 

وعقب الكارثة المروعة قرر سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة تجميد النشاط الكروى فى مصر لحين التحقيق فى ما حدث وملابساته وتوفير الضمانات الأمنية اللازمة لاستكمال المسابقة، وإلا سيتم إلغاؤها تماما، قبل أن يجبر زاهر ومجلس اتحاد الكرة على التنحى.

 

فيما قرر مجلس إدارة الأهلى تجميد النشاط الرياضى تماما لحين القصاص للضحايا، فى الوقت الذى تضامنت فيه أندية الدورى مع الأهلى وقررت تجميد نشاطها وعلى رأسها نادى الزمالك الذى كان أول من بادر بالإعلان عن تجميد نشاطه الكروى تماما وإعلان الحداد، وطالب بالغاء الدورى. ورفض الجهاز الفنى بقيادة حسن شحاتة استكمال مباراته أمام الإسماعيلى التى بدأت عقب مباراة «الكارثة» باستاد القاهرة بعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل 2/2 وذلك بعد معرفة أخبار ما حدث فى بورسعيد.

 

وفى بورسعيد تقدم مجلس إدارة المصرى برئاسة كامل أبوعلى باستقالته عقب الأحداث، حيث أكد أن ما حدث من أعمال شغب مدبرة من فئة مندسة وسط الجماهير، وأن جماهير بورسعيد بريئة مما حدث.

كما تقدم التوءم حسام وإبراهيم حسن باستقالتهما من تدريب المصرى احتجاجا على ما حدث وقررا اعتزال التدريب مجددا.

 

وأوقعت المذبحة 74 شهيدا بين الجماهير بخلاف مئات المصابين الذين قدر عددهم بحوالى ألف. المريب فى كارثة بورسعيد هو التخاذل الأمنى غير المبرر من البداية فى التعامل مع الانفلات الجماهيرى، الذى تكرر قبل وأثناء المباراة أكثر من مرة الأمر الذى كان ينذر بوقوع كارثة مروعة لكن أحدا لم يلتفت للأمر وكأنه لا يعنيهم من قريب أو بعيد، وهو ما كان عاملا مؤثرا ومحفزا للجماهير التى وجدت فرصة ذهبية لاقتناص صيدا سهلا مستسلما أمامه، حيث اقتحمت الملعب فى النهاية للفتك بالأهلى وجماهيره.

 

ومن خلال هذا الملف ترصد «الشروق» لحظة بلحظة سيناريو ما جرى قبل المباراة الكارثة وبعدها وحتى إطلاق مجلس الشعب لصافرة النهاية بإعلان تقرير لجنته.

 

 

1- مبادرة التوءم وترحيب الأهلى

 

قبل المباراة خرجت دعوات من الأهلى والمصرى للتهدئة وبادر حسام حسن المدير الفنى للمصرى وتوءمه إبراهيم مدير الكرة بمطالبة جمهور المصرى بحسن استقبال الضيوف، ولقيت الدعوة قبولا لدى الأهلى وخرج سيد عبدالحفيظ مدير الكرة يثمن مبادرة التوءم وطالب ألتراس الأهلى بالالتزام بالروح الرياضية فى التشجيع واعتقد الجميع أن الأجواء ستكون هادئة، لكنه كان الهدوء الذى يسبق الإعصار.

 

 

2- الأتوبيسات رفضت التحرك بسبب التأمين

 

صباح يوم المباراة فوجئ ألتراس الأهلى برفض الأتوبيسات التحرك من القاهرة إلا بعد تسديد مبلغ مليون ونصف المليون جنيه كتأمين خشية تعرضها للاعتداء من جماهير بورسعيد، ويبدو أن أصحاب الأتوبيسات كانوا يشمون رائحة الغدر لذلك رفضوا التحرك.

 

 

3- قطار الألتراس تعرض للرشق بالحجارة فى الزقازيق ولم يتوقف فى الإسماعيلية 

 

اضطر ألتراس الأهلى لاستقلال أتوبيسات أخرى وبعضهم سافر عن طريق القطار، إلا أن الجزء الذى استقل القطار فوجئ بتعرضه للضرب بالحجارة فى مدينة الزقازيق، ولم يتوقف القطار فى مدينة الإسماعيلية كما كان مقررا حيث خشى السائق من وجود «كمين» فى انتظار مشجعى الأهلى لذلك سار دون توقف. وقبل مدينة بورسعيد بحوالى 30 كيلو مترا توقف القطار فجأة، ليطلب الأمن من الجماهير النزول وركوب الأتوبيسات والتوجه بها إلى استاد بورسعيد.

 

 

4- إعلام التحريض ضمن المتهمين

 

يعد الإعلام المحرض والمثير للفتن أحد الأضلاع الفاعلة والمساهمة فى حدوث مجزرة بورسعيد من خلال محاولة تحريض الجماهير وإثارة الفتنة فيما بينها.

 

 

5- استقبال خاص بالحجارة

 

حظى جمهور الأهلى باستقبال سيئ من جماهير بورسعيد الذى قام بقذف الأتوبيس بالحجارة ناهيك عن الشتائم البشعة، والتوعد بالقتل، الأمر الذى لم يخطر ببال أحد أن يتحول إلى حقيقة عقب انتهاء المباراة، فيما وقف أفراد الأمن يشاهدون ما يحدث دون التدخل بحزم لمنع المعتدين.

 

 

6- الأمن يسهل دخول الأسلحة البيضاء والشوم والجنازير

 

الغريب والمريب هو موقف الأمن الذى يعد المتهم الرئيسى فى المذبحة بل هو ضلع فاعل مشارك فى الجريمة عندما قام بتسهيل دخول الأسلحة البيضاء إلى الملعب بجانب الجنازير والعصى، وهو ما يوحى بأن الجريمة تم تدبيرها بإحكام، رغم التوتر الشديد فى الأجواء قبل المباراة، وظهر ذلك واضحا فى العديد من اللقطات.

 

 

7- صواريخ وشماريخ أثناء الإحماء

 

استقبل جمهور بورسعيد لاعبى الأهلى وجماهيره كأسوأ ما يكون عندما هتفوا ضد الجهاز واللاعبين والجمهور، وكان الغريب حقا أن يقوم جمهور المصرى بضرب لاعبى الأهلى أثناء الإحماء قبل المباراة بالصواريخ والشماريخ التى كادت تصيبهم بالفعل، دون أن يتحرك أحد سواء من الأمن أو من مسئولى الاستاد.

 

 

8- بلطجية فى الملعب بين الشوطين فى حماية «الشرطة»

 

استمر الانفلات الأمنى، واقتحام الجماهير والبلطجية لأرض الملعب عقب انتهاء الشوط الأول، وبقى الأمن ساكنا متفرجا، وربما مرحبا بما يحدث انتظارا للمذبحة الكبرى عقب نهاية المباراة.

 

وشهد عدد من لاعبى المصرى ومنهم الحارس أمير عبدالحميد ومحمود عبدالحكيم وكريم ذكرى بأن عددا من البلطجية ومتعاطى المخدرات شوهدوا يتجولون بحرية داخل الملعب بل وذهب بعضهم إلى دكة بدلاء المصرى بحثا عن الطعام وقام أحدهم بسحب عدد من زجاجات المياه من الـ«أيس بوكس» الخاص بفريق المصرى دون أن يتدخل الأمن لحماية اللاعبين.

 

 

9- فهيم «مش فاهم»

 

يتحمل الحكم فهيم عمر جزءا كبيرا من المسئولية عما حدث فى كارثة بورسعيد بسبب عجزه عن إخلاء الملعب بعد تعدد حالات نزول الجماهير والصبية للمستطيل الأخضر قبل وأثناء المباراة، وكان أقل ما يمكن لفهيم القيام به هو طلب إخلاء الملعب تماما من الجمهور قبل استكمال المباراة.

 

وتعرض فهيم لانتقادات شديدة باعتباره مسئولا عن حالة الفوضى العارمة التى شهدتها المباراة ولم يتدخل لفرض قراره على الجميع. الغريب أن «فهيم» الذى ظهر بعد الكارثة ببضعة أيام عبر قناة الأهلى متأثرا، وأكد أنه كان يخشى على حياته فى حالة اتخاذه قرارا بإلغاء المباراة لذلك فضل استكمالها رغم الفوضى الكبيرة التى شهدتها. الأكثر غرابة أن عبدالحميد رضوان مراقب المباراة المشئومة أكد أن «فهيم» كان بطلا لأنه استكمل المباراة، فلو أُلغيت، لحدثت كارثة حقيقية فى جميع أنحاء بورسعيد وليس فى ملعب المباراة فقط.

 

 

10- الأمن يكتفى «بالمشاهدة» ويثير الريبة والشك

 

بدأ الشوط الثانى، وفى المقابل بدأ العد التنازلى لانتهاء عمر 74 مشجعا فى عمر الزهور، وتعددت الاعتداءات على دكة بدلاء الأهلى وتعرض البرتغالى مانويل جوزيه المدير الفنى للأهلى بالقذف فى رأسه بزجاجات المياه، وتوجه إلى الحكم الذى تجاهل الأمر، مثلما تجاهل تعرض لاعبى الأهلى للضرب بالحجارة من جوانب مختلفة من الملعب، مفضلا إكمال المباراة، كل ذلك فيما اكتفى الأمن بالمشاهدة.

 

 الجماهير تحاول الاعتداء علي لاعبي الأهلي قبل المجزرة   (أ. ف. ب)

 

11- الأمن المركزى تبخر «فجأة» من أمام مدرجات الأهلى

 

وقعت الواقعة.. فبمجرد إطلاق الحكم فهيم عمر صافرة النهاية معلنا نهاية المباراة بفوز المصرى (وليس الأهلى) 3/1، اندفع مئات المجرمين والبلطجية بأقصى سرعة صوب لاعبى الأهلى الذين سارعوا بالفرار مستفيدين من لياقتهم البدنية العالية، فيما كاد سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بالأهلى يلقى مصرعه لولا شهامة إبراهيم حسن الذى حماه بجسده، فيما تعرض الحارس شريف إكرامى لإصابة قوية فى وجهه قبل أن يتم إنقاذه من جانب لاعبى المصرى.

 

الغريب والمريب فى الأمر حقا هو الاختفاء السريع لجنود الأمن المركزى من أمام مدرج المصرى فى إشارة لفتح الطريق كاملا أمام الجناة للفتك بجمهور الأهلى وحصاره داخل المدرج الذى تم إغلاقه بإحكام.

 

المريب أيضا فى مسألة التخاذل الأمنى ورود تحذيرات قبل ساعات من المباراة من جهات استخباراتية نقلت لمديرية أمن بورسعيد حول وجود مخطط يتم تنفيذه لإحداث فوضى وأعمال تخريبية فى المباراة، إلا أن مسئولى الأمن تعاملوا مع التحذيرات «بأذن من طين وأخرى من عجين» وكأن الأمر لا يعنيهم.

 

 

12- اختفاء جوزيه وشائعة اختطافه

 

بعدما تحول الملعب إلى ساحة قتال وسط رغبة محمومة فى قتل وتدمير كل ما هو أهلاوى اختفى البرتغالى العجوز مانويل جوزيه ولم يتمكن من اللحاق بلاعبيه إلى غرفة خلع الملابس، وسرت شائعة قوية حول خطفه من جانب بلطجية بورسعيد قبل أن يطمأن الجميع عليه حيث اتضح فيما بعد أن كامل أبوعلى رئيس النادى المصرى ساهم بشكل كبير فى إنقاذه وتأمينه بعيدا عن القتلة.

 

 

 مدير الأمن اكتفي بمشاهدة الاعتداء علي لاعبي الأهلي   (أ. ف. ب)

 

13- لحام البوابات «الحديث» يكشف المكيدة

 

بدأت الحقائق تتكشف شيئا فشيئا، وتظهر بوادر المؤامرة، فالأنباء القادمة من ملعب بورسعيد بدأت تتحدث عن سقوط قتيل واحد، لم تأت تأكيدات رسمية، فتكذيب هنا، وتأكيد هناك، حتى تم الإعلان عن سقوط أول ضحية داخل غرفة خلع ملابس الأهلى، ثم اثنين، فثلاثة، قبل أن يزداد العدد فجأة ويقفز إلى 40، حتى وصل الرقم إلى 74 فى كارثة غير مسبوقة بمصر وسط حالة من الذهول وعدم التصديق. وكشف اللحام الحديث لبوابات مدرج الأهلى عن وجود مؤامرة معدة مسبقا للإجهاز على جميع مشجعى الأهلى لا سيما من الألتراس حيث كان يتم قتلهم بصورة بشعة سواء من خلال الخنق أو الضرب بالسكاكين والسيوف والمطاوى وغيرها من أدوات القتل البشعة، والأكثر بشاعة كان إلقاء الضحايا قبل أن يلفظوا أنفاسم الأخيرة من ارتفاع يصل إلى ما يقارب العشرة أدوار.

 

 

14- استغاثات لاعبى الأهلى عبر الفضائيات

 

تعددت استغاثات اللاعبين والجهاز الفنى عبر القنوات الفضائية، وتبعهم مسئولو النادى فى محاولة لإجلاء المشجعين على وجه السرعة، قبل أن يسقط عدد أكبر من الضحايا وسط حالة من الانهيار التام للجميع من هول الصدمة والكارثة التى شاهدها الجميع بأعينهم.

 

 

15- مشرحة فى غرفة الملابس

 

فى تلك الأثناء تحولت غرفة خلع الملابس الخاصة بلاعبى الأهلى والطرقات المؤدية إليها إلى ما يشبه المشرحة بعدما زاد عدد جثث الضحايا بل وسقط كثير منهم بين أيدى لاعبى الأهلى وأعضاء الجهاز الفنى الذين قاموا بتلقين الضحايا الشهادة قبل الوفاة.

 

«غرفة خلع الملابس تحولت إلى غرفة للموتى»، هكذا تحدث أحمد ناجى مدرب حراس مرمى الأهلى، «هناك حالات وفاة بين مشجعى الفريق وآخرون مصابون بدرجات متفاوتة، بعضهم مصابا بكسور وجروح بليغة وحاول إيهاب على طبيب الفريق بذل أقصى ما لديه من جهد بمفرده لإنقاذ ما يمكن إنقاذه».

 

 

16- قتل «منظم» مع سبق الإصرار والترصد

 

وضح من خلال رواية شهود العيان والناجين من المذبحة أن أسلوب القتل تم بشكل ممنهج ومنظم ولم يأت بشكل عشوائى حيث ارتكز على الخنق والضرب بالأسلحة البيضاء فى الرقبة لإنهاء الحياة بأسرع وقت ممكن، فضلا عن إلقاء الضحايا وهم على قيد الحياة من مكان شديد الارتفاع. ما كشف التواطؤ والتخاذل والتقصير الأمنى هو ذلك الضابط الصغير الذى وقف بكل برود لا يخلو من البلاهة النابعة من رغبة فى التشفى والانتقام يصور واقعة اجتياح الملعب بكاميرا الموبايل الخاص به وهو يؤكد أن المؤامرة تم تدبيرها بإحكام.

 

المريب فى مذبحة بورسعيد هو غياب مدير أمن بورسعيد ومحافظها والقيادات الأمنية عن المباراة رغم أهميتها وحساسيتها من جانب جماهير بورسعيد التى توعدت الأهلى وجماهير الألتراس قبل الحضور إلى بورسعيد.

 

وجاءت أحداث بورسعيد لتنذر بانتشار حالة من الفوضى والانفلات الأمنى تمثلت فى سلسلة غير مسبوقة من هجمات السطو على بنوك ومكاتب صرافة فى توقيتات متزامنة ومتقاربة شهدتها البلاد مؤخرا.

 

 

17- حداد وإلغاء مباراة الزمالك والإسماعيلى

 

ما إن وصلت أخبار المذبحة إلى استاد القاهرة عقب انتهاء الشوط الأول من مباراة الزمالك والإسماعيلى وكانت النتيجة تشير إلى تعادل الفريقين 2/2 حتى قرر الجهازان الفنيان إلغاء المباراة بعد التأكد من سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا ووقف الجميع دقيقة حدادا ليتم إلغاء المباراة وقبلها تم إشعال النيران خلف المدرجات.

 

18- تحرك المجلس العسكرى بعد «خراب مالطة»

 

جاء تحرك المجلس العسكرى متأخرا للغاية أو بمعنى أدق «بعد خراب مالطة» حيث حدثت الكارثة غير المسبوقة فى تاريخ البلاد، وتم إرسال طائرتين حربيتين لإجلاء فريق الأهلى وعدد من الجماهير الذين نجوا من الموت بأعجوبة.

 

وفى وقت لاحق ظهرت قوات الجيش فى الصورة بعد أن التقى محافظ بورسعيد قائد الجيش الثالث وتداول معه الموقف بعد ارتفاع عدد الضحايا سواء القتلى أو الجرحى، قبل أن تنزل قوات الجيش إلى الميادين وإحياء بورسعيد منعا لاتساع رقعة العنف والقتل والتدمير.

 

 

19- استقالة التوءم وأبوعلى

 

سريعا أعلن التوءم حسام وإبراهيم حسن استقالتهما من تدريب المصرى عقب المذبحة وقررا عدم التدريب مجددا حتى يتم القبض على الجناة، فيما تقدم كامل أبوعلى رئيس النادى المصرى باستقالته مع أعضاء مجلسه احتجاجا على ما حدث.

 

 

20- المشير على رأس مستقبلى الأهلى

 

كان المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى على رأس مستقبلى فريق الأهلى فى ساعة مبكرة من صباح الخميس واجتمع باللاعبين فى حضور حسن حمدى رئيس النادى وأكد أنه أعطى أوامره بالقبض السريع على الجناة وتقديمهم للمحاكمة العاجلة. وقرر المشير إعلان حالة الحداد العام لثلاثة أيام، فى محاولة لامتصاص الغضب العارم بين جماهير الأهلى، وقال طنطاوى فى تصريحات مقتضبة أنه أمر بتشكيل لجنة تقصى حقائق، وطلب من النائب العام فتح تحقيق فورى فى الأحداث.

 

 

21- «مصر» فى محطة مصر

 

كان المشهد مهيبا فى محطة مصر حيث خرجت جموع غفيرة لاستقبال الناجين من المذبحة وبعضهم له أبناء وأقارب سعوا للاطمئنان عليهم وأنهم لم يكونوا فى عداد القتلى، وهتف الجميع مطالبين بالقصاص من الجناة.

 

شهدت محطة مصر فى الساعات الأولى من صباح الخميس تجمع أعداد غفيرة من أهالى جماهير الأهلى انتظارا لوصول قطار بورسعيد الذى يقل ذويهم بعد الأحداث الدموية التى صاحبت لقاء الأهلى والمصرى بالدورى.

 

وتوجهت مسيرة من النادى الأهلى عقب المباراة شارك فيها الآلاف من جماهير الألتراس وأقارب الضحايا مرددين هتافات للمطالبة بالقصاص للضحايا.

 

 

الأهالي والجماهير احتشدوا في محطة مصر لاستقبال الناجين من المذبحة والمصابين   (أ. ف. ب)

 

22- جلسة طارئة فى البرلمان وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء وحكمدار بورسعيد يشرح خطة التأمين

 

ناقش مجلس الشعب فى جلسة طارئة ضمت أعضاء لجنتى «الدفاع والأمن القومى» و«الشباب» بمجلس الشعب تداعيات أحداث مجزرة بورسعيد التى وقعت عقب مباراة الأهلى والمصرى باستاد بورسعيد والتى راح ضحيتها 74 شهيدا بخلاف مئات المصابين.

 

وبدأت الجلسة بكلمة من رئيس المجلس محمد سعد الكتاتنى الذى طلب من الأعضاء الوقوف دقيقة حدادا وقراءة الفاتحة على أرواح الضحايا.

 

وقال رئيس لجنة الشباب والرياضة فى المجلس أسامة ياسين إن اجتماعا مشتركا للجنة ولجنة الدفاع والأمن القومى سبق جلسة المجلس أوصى بإقالة وزير الداخلية وكذلك النائب العام عبدالمجيد محمود الذى قال إن إقالته تضمن إجراء تحقيقات نزيهة فى الأحداث. وأضاف أن اللجنتين توصيان أيضا بمحاكمة محافظ بورسعيد ومدير الأمن ومجلس إدارة النادى المصرى. وعرض اللواء محمود فتحى حكمدار محافظة بورسعيد الخطة الأمنية التى وضعتها مديرية الأمن بالمحافظة لتأمين المباراة ـ التى جرت بين فريقى الأهلى والمصرى البورسعيدى الأسبوع الماضى، على لجنة تقصى الحقائق التابعة لمجلس الشعب.

 

وصرح بأنه تم عقد اجتماع موسع يوم 19 يناير الماضى حضره قيادات المديرية لوضع النقاط الرئيسية بشأن تأمين المبارة، التى تضمنت الاتفاق على نزول جماهير الأهلى فى محطة قطار (الكاب) وهى محطة القطار التى تسبق بورسعيد بمحطة واحدة، وذلك لمنع حدوث احتكاكات بين جماهير الناديين فى حال نزولهم محطة القطار الأساسية فى بورسعيد.

 

وأضاف أنه تم توفير 22 أتوبيسا لنقل جماهير الأهلى إلى المدينة، ولكن تلك الأتوبيسات لم تكف، فتم الدفع بـ9 عربات نقل خاصة بجنود الأمن المركزى واستخدامها فى نقل مشجعى الأهلى.

 

 

23- الجنزورى لم يغير ملابسه

 

أثار كمال الجنزورى رئيس الوزراء جدلا واسعا عندما تحدث أمام البرلمان عن مذبحة بورسعيد، حيث أكد أنه لم يغير ملابسه بعدما حدثت الواقعة من أجل متابعة الأحداث وتطوراتها أولا بأول وهو ما اعتبره البعض أمرا غير مقبول، وذلك ردا على هجوم عدد كبير من النواب عليه والمطالبة بإقالته.

 

 

24- الوزير باع مدير الأمن

 

بعد تعرضه لاتهامات واسعة بالتقصير والتسبب بشكل مباشر فى الكارثة ومطالبة الكثيرين بإقالته، لم يجد محمد إبراهيم وزير الداخلية سوى التخلى عن مدير أمن بورسعيد وتحميله المسئولية الرئيسية وإعلانه عن اتخاذه قرارا بإقالته إحالته للتحقيق.

 

 

25- إقالة اتحاد الكرة ومحافظ بورسعيد ومدير الأمن

 

جاءت قرارت كمال الجنزورى رئيس الحكومة سريعة بإقالة سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة باعتباره مسئولا عن جزء كبير مما حدث، كما تمت إقالة محافظ بورسعيد ومدير الأمن وإحالتهم للمحاكمة. كما أمر النائب العام بالتحفظ على القيادات الأمنية فى بورسعيد والتحقيق معها.

ورغم قرارات رئيس الوزراء، إلا أنه تمسك بوزير الداخلية محمد إبراهيم رغم ما تعرض له من انتقادات، وهو ما دفع الكثيرين إلى المطالبة بتغيير الحكومة.

 

 

26- النائب العام فى بورسعيد والشهود بالإسماعيلية

 

توجه عبدالمجيد محمود النائب العام صباح اليوم التالى للمذبحة على استاد بورسعيد على رأس وفد من رجال النيابة لمعاينة مسرح الجريمة واصطحب معه عدد من الأطباء الشرعيين والخبراء الأمنيين للوقوف على ملابسات المذبحة والإمساك ببعض الخيوط التى قد تؤدى للقبض على الجناة.

 

فيما استمعت النيابة لشهود العيان فى تحقيقات جرت بمدينة الإسماعيلية خشية تعرض الشهود للأذى فى حالة الاستماع لأقوالهم فى بورسعيد.

 

 

27- مسرح الجريمة مزار سياحى

 

تحول استاد بورسعيد إلى ما يشبه المزار السياحى للجماهير التى حرصت على الدخول والتجول بحرية لمشاهدة مسرح الجريمة على الطبيعة حيث حرص الكثيرون على التوجه إلى «مدرج الموت» الذى وجد به جمهور الأهلى من أجل التقاط الصور التذكارية به.

 

 

 آثار الدم تبدو واضحة في مدرج (الموت) لجماهير الأهلي   (أ. ف. ب)

 

28- لاعبو الكرة فى «سفنكس»

 

دعا الإعلامى أحمد شوبير نائب رئيس اتحاد الكرة السابق إلى تنظيم وقفة احتجاجية فى اليوم التالى للمذبحة بميدان سفنكس بالمهندسين فى الثانية عشرة ظهرا بالملابس السوداء وشارك بها عشرات من نجوم الكرة والإعلام وطالبوا بالقصاص من الجناة.

 

 

29- الألتراس: مش إحنا اللى هاجمنا الوزارة

 

نفى جمهور ألتراس أهلاوى ما تردد حول ضلوع عدد كبير من أعضائه فى الهجوم على وزارة الداخلية ومحاولة اقتحامها بالقوة بعد المذبحة، وأصدروا بيانا على موقعهم الرسمى أكدوا فيه أن الموجودين فى محيط الوزارة لا ينتمون لهم بأى صفة، وأنهم تظاهروا سلميا للمطالبة بالقصاص للشهداء وابتعدوا عن مقر الوزارة.

 

 

30- اتهامات للفلول وأعضاء الحزب المنحل

 

أكد عدد من شهود العيان أن أعضاء بالحزب الوطنى «المنحل» وبعض الفلول هم من قاموا بالتحريض والتخطيط للمذبحة حيث قاموا بمنح البلطجية الذين قاموا بعمليات القتل مبالغ مالية من أجل إنجاز المهمة بنجاح وإحداث أكبر قدر من الفوضى والتخريب. الشهود أكدوا أن عضوا سابقا بمجلس الشعب ينتمى إلى الحزب المنحل قام بتأجير عشرات البلطجية ونقلهم إلى بورسعيد بمعاونة بعض قيادات من الشرطة الذين ساعدوه فى جلب هؤلاء القتلة من أماكن مختلفة وغالبيته من من قرية تدعى «الشبول» بالمنزلة، وأشرف بعض ضباط الشرطة على التخطيط لهؤلاء وتنظيم وتسهيل دخولهم لاستاد بورسعيد.

 

 

31- منع سمير زاهر من السفر بأمر النيابة

 

أصدر المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام قرارا بمنع سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة «المستقيل» من السفر باعتباره أحد المسئولين عن كارثة بورسعيد حتى تنتهى التحقيقات. وجاء اسم زاهر ضمن قائمة ضمت عدة مسئولين منهم محافظ بورسعيد اللواء أحمد عبدالله ومدير أمن المحافظة اللواء عصام الدين سمك بعد يومين فقط من أحداث مباراة المصرى والأهلى.

 

 

32- البرامج الرياضية «ركبت الموجة»

 

رغم أنها قائمة بشكل رئيسى على تحليل المباريات، إلا أن جميع البرامج الرياضية حولت اتجاهاتها سريعا لتتعاطف بالشكل المطلوب مع الحدث، وبعض البرامج مدت إرسالها حتى الساعات الأولى من الصباح.

 

الأمر لم يقتصر على البرامج الرياضية فقط، ولكن تعداه إلى باقى برامج الـ«توك شو» التى خصصت ساعات طويلة لمناقشة تداعيات جريمة بورسعيد.

 

 

33- سرادق عزاء وحداد بالأهلى

 

تحول النادى الأهلى إلى سرادق عزاء واستقبل المعزين على مدار ثلاثة ايام، كما أعلن النادى الحداد لمدة 40 يوما وحرصت أطياف مختلفة من الشعب المصرى على تقديم واجب العزاء، كما تقاطرت وفود من الدول العربية على مقر النادى الأهلى بالجزيرة للمواساة.

 

 

34- جثث مجهولة الهوية ومفقودون جارٍ البحث عنهم

 

لاتزال كثير من جثث ضحايا المذبحة مجهولة الهوية ولا تجد من يتعرف عليها، فيما لايزال البعض من جمهور الألتراس مختفيا ولا يعلم ذووهم مصيرهم حتى الآن ولايزال البحث جاريا عن هؤلاء. وقامت مستشفيات الحميات والأميرى والمبرة ببورسعيد بتسليم جثث ضحايا أحداث بورسعيد إلى ذويهم، فيما قررت مديرية الصحة إرسال الجثث المجهولة إلى مشرحة زينهم بالقاهرة.

 

 

35- أبوتريكة يثور ويرفض مقابلة المشير

 

رغم طبيعته الهادئة، خرج نجم الأهلى محمد أبوتريكة عن صمته وأعلن ثورة الغضب مدفوعا بالمشاهد الماساوية التى رأها بعينيه فى بورسعيد لدرجة أنه قام بتلقين عدد من المشجعين الشهادة قبل أن يفارقوا الحياة، وخرج أبوتريكة القاعدة وقاد مظاهرة للألتراس للمطالبة بالقصاص من الجناة مرددا معهم «يا نجيب حقهم.. يا نموت زيهم». ورفض أبوتريكة مقابلة المشير طنطاوى عقب العودة من بورسعيد، حيث تعمد ذلك اعتراضا منه على عدم توفير الحماية الكافية من جانب القوات المسلحة لجماهير ألتراس الأهلاوى فى بورسعيد وعدم التدخل بسرعة لإنقاذهم من بين أيدى القتلة، حيث حمل نجم الأهلى المجلس العسكرى المسئولية عما حدث.

 

 

36- العالم يعلن الحداد وينكس الأعلام

 

أعلنت جميع دول العالم حالة الحداد على ضحايا المذبحة وقرر الفيفا تنكيس أعلامه، وحرصت جميع المنتخبات والأندية التى خاضت مبارياتها بعد وقوع الكارثة على الوقوف دقيقة حداد على أرواح الضحايا وارتدوا شارات سوداء، لاسيما فى كأس الأمم الأفريقية والدورى الإسبانى والإنجليزى والألمانى والفرنسى والإيطالى.

 

 

37- عروض بالجملة لإقامة مباريات خيرية

 

تلقى النادى الأهلى العديد من العروض من مختلف أندية العالم لإقامة مباريات ودية لصالح ضحايا المذبحة فى الوقت والمكان الذى يحدده النادى الأهلى الذى أعلن الحداد لمدة أربعين يوما قبل ان ينظر فى أمر هذه العروض، إضافة لإعلان عدد من الندية استضافة مباريات الأهلى فى دورى أبطال أفريقيا.

 

 

38- المعلم يطالب بإلغاء الدورى

 

حرص حسن شحاتة المدير الفنى للزمالك على زيارة النادى الأهلى لتقديم واجب العزاء، حيث طالب بإلغاء نشاط مسابقة الدورى فى ظل عدم وجود الأمن الكافى لتأمين المباريات حتى لا تتكرر كارثة بورسعيد. وكشف شحاتة عن تفكيره فى الرحيل عن مصر بعد المجزرة البشعة التى راح ضحيتها العشرات من ألتراس الأهلى.

 

 

39- ألتراس أهلاوى: «أسفين يا شيكا»

 

جاءت مبادرة محمود عبدالرازق «شيكابالا» نجم الزمالك بالتبرع بمبلغ مليون ونصف المليون جنيه لصالح أسر ضحايا مذبحة بورسعيد لتذيب جبل الجليد الذى ارتفع بينه وبين جمهور الأهلى ليهتف الألتراس الأحمر كثيرا بحياة نجم الزمالك، وأنشأوا له صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بعنوان «أسفين يا شيكا» ليجمع اللاعب الفذ بين عشق الجمهور الأبيض وتقدير الألتراس الأحمر على وقوفه إلى جواره فى محنته الكبرى. وثمن ألتراس الأهلى غاليا زيارة نجم الزمالك لمقر ناديهم لتقديم واجب العزاء، كما جاء ظهوره شيكابالا «النادر» عبر قناة الأهلى الفضائية ليرفع كثيرا من أسهم الفتى الأسمر.

 

 

40- نصابون ومحتالون

 

كاد مسئولو الأهلى أن يقعوا ضحية لأحد النصابين والمحتالين ويدعى «عمار فؤاد» حيث خرج عبر الفضائيات يستجدى المواطنين للتبرع له باعتباره من قيادات الألتراس، إلا أن مجلس إدارة الأهلى سرعان ما اكتشف الخدعة، أصدر بيانا رسميا حذر من خلاله من التعامل مع هذا الشخص وأكد الأهلى أن التبرع يكون فقط عبر الحساب الذى تم الإعلان عنه من جانب الإدارة.

 

كما أصدر ألتراس الأهلى بيانا أكدوا فيه أن هذا الشخص لا يمت لهم بصلة وطالبوا من يستدل على شخصيته بإبلاغ الشرطة فورا.

 

 

41-  النية كانت مبيتة للمذبحة

 

أكد سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بالأهلى أن جمهور المصرى كان يُبيت النية لارتكاب الجريمة فى المباراة، سواء بالاعتداء على اللاعبين أو الجماهير مؤكدا أن جماهير المصرى انتلقت مباشرة بعد سماع صفارة الحكم إلى جماهير النادى الأهلى متناسين فرحتهم بالانتصار على النادى الأهلى.

 

وأكد أن تهاون أمن بورسعيد الذى لم يستطيع ردع جماهير المصرى، ولم يتدخل لحماية اللاعبين والجماهير كان سببا فى تفاقم الكارثة. وأشار مدير الكرة أن المسئولين عن استاد بورسعيد بإطفاء الأنوار فى ظل اندفاع جمهور المصرى نحو جماهير ألتراس الأهلى مؤكدا «جماهير فريقه ماتت من الخوف».

 

 

42-  الانتقام من الألتراس فى ذكرى موقعة الجمل

 

لم تكن مصادفة أن يتم الانتقام من ألتراس الأهلى فى يوم ذكرى موقعة الجمل، وربما أراد بعض الفاسدين فى جهاز الشرطة توصيل رسالة ولن تكون موجعة إلا عن طريق التراس الأهلى الذى ساهم بشكل كبير فى ثورة يناير لذلك كان الانتقام بشعا للغاية من خلال محاصرتهم وغلق البوابات عليهم لتركهم فريسة للمجرمين القتلة.

 

وترددت أنباء حول أن بعض قيادات وزارة الداخلية لديها «ثأر» مع الالتراس الذين ضلعوا فى مهاجمة مقار جهاز مباحث أمن الدولة المنحل، وهذا ما يظهر من خلال سقوط هذا العدد الكبير من القتلى، وتراخى قوات الأمن واللامبالاة أثناء الهجوم على جماهير الأهلى، ثم التراخى فى نقل المصابين إلى المستشفيات، ولم يبدأ التحرك إلا بعد استغاثات مسئولى الأهلى فى وسائل الإعلام المختلفة القنوات.

 

 

43- حكاية محمود سليمان

 

رغم كثرة الحكايات المأساوية للضحايا، إلا أن قصة محمود سليمان أحد مشجعى ألتراس أهلاوى تبدو مؤثرة للغاية، فكأنه كان يشعر بدنو أجله، وأنه ذاهب إلى بورسعيد على قدميه وفى كامل صحته، ليعود منها محمولا داخل كفنه.

 

وقبل أن يتوجه إلى نهايته، وضع محمود على حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» صورة سوداء وعليها شريط حداد، وكتب العبارة التالية «علشان لو مت ماتضيعوش وقت فى عمل صورة زى دى.. أهو جاهز أهوه».

 

ورغم أنه شعر بدنو أجله، لم يخش محمود من مواجهة الموت، بل سافر وشجع الأهلى حتى آخر لحظة فى عمره، فلم تكن إذا عبارة التشجيع حتى الموت يرددها جمهور الأهلى هباء أو من أجل الاستهلاك، لكنها حقيقة، قد تبدو مفجعة بعد ما حدث فى بورسعيد.. إنه الموت.. حبا فى الأهلى.

 

 

44- أبوالعربى يتظاهر

 

خرج الآلاف من جماهير بورسعيد فى مظاهرات حاشدة عقب المذبحة للتنديد بما حدث والتبرؤ من القتلة والبلطجية والمأجورين الذين شاركوا فى قتل جماهير الأهلى والاعتداء عليهم.

 

مطالبين بعدم الحكم على بورسعيد بـ«الإعدام» وأخذهم بذنب القتلة، ووصل الأمر إلى حد تحطيم أحد المطاعم الشهيرة المملوكة لأحد أعضاء الحزب الوطنى المنحل الذى طالته الاتهامات بالضلوع فى تدبير هذه الجريمة البشعة.

 

 

45- بورسعيد معزولة

 

عقب المذبحة أصبحت بورسعيد فى عزلة بعدما أخذ أهالى وشعب المدينة الباسلة بذنب القتلة الذين تورطوا فى اغتيال جماهير ألتراس الأهلى العزل وقتلهم بأبشع الطرق.

وسارع المجلس العسكرى بإرسال طائرات إغاثة تحمل أغذية وأدوية بعدما أحجم الجميع عن التوجه إلى المدينة الحرة بعد المذبحة.

 

 

46- تبرعات على الورق

 

سارع العديد من المؤسسات والأفراد للإعلان عن تبرعهم لصالح أسر الضحايا وقدرت التبرعات بملايين الجنيهات، إلا أن مسئولى الأهلى أكدوا أن التبرعات لم تتجاوز النصف مليون جنيه. وكان الأهلى قد فتح حسابا فى بنك مصر وقرر افتتاحه بالتبرع بمبلغ مليون جنيه وناشد من يرغب فى التبرع بوضع المبالغ فى هذا الحساب لتوزيعه على أهالى الضحايا.

 

وكان الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» قد اعلن التبرع بمبلغ 250 ألف دولار، والاتحاد الأفريقى «كاف» بمبلغ 150 ألف دولار، وأعلن نجم الزمالك محمود عبدالرازق شيكابالا عن تبرعه بمبلغ مليون جنيه، والبرتغالى مانويل جوزيه بملبغ 375 ألف جنيه، فيما لم يكشف الأمريكى بوب برادلى المدير الفنى للمنتخب عن المبلغ الذى سيتبرع به.

 

 

47- زيارات اللاعبين لأسر الشهداء

 

حرص عدد كبير من لاعبى الأهلى وعلى رأسهم محمد أبوتريكة ومحمد بركات وحسام وغالى ووائل جمعة وسيد معوض وحسام عاشور على القيام بزيارات خاصة لأسر الشهداء وتقديم التعازى لهم ومواساتهم فى مصابهم الأليم.

 

وأكد لاعبو الأهلى أنهم لن يتركون دماء الضحايا تضيع هباء، وتعهدوا بمساندة أهالى الضحايا ماديا ومعنويا حتى يحصلون على حقوقهم كاملة.

 

 

48- بلاتر بانتظار التقرير والفيفا مستعد للمساندة

 

أعرب جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) عن صدمته حيال أعمال الشغب التى أودت بحياة العشرات وإصابة حوالى ألف من جماهير ألتراس الأهلى  وقال بلاتر فى بيان نشر على موقع الفيفا: «أشعر بصدمة شديدة وحزن عميق بعد علمى أن عددا كبيرا من مشجعى كرة القدم قد لقوا حتفهم أو تعرضوا للإصابة هذا المساء بعد مباراة أقيمت فى مدينة بورسعيد بمصر».

 

وأعرب بلاتر عن تعازيه لجميع أسر الذين فقدوا حياتهم فى هذه الأحداث.

 

وأضاف فى بيانه: «إنه يوم أسود لكرة القدم. هذه الأحداث الكارثية تفوق الخيال ويجب ألا تحدث أبدا». وأعلن الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) أنه طلب الحصول على تقرير كامل عما حدث من أعمال شغب فى بورسعيد بمصر مما تسبب فى سقوط أكثر من 70 قتيلا أمس الأربعاء.

 

وقال الفيفا فى بيان بموقعه على الإنترنت «طلب الفيفا من المسئولين المصريين تقريرا كاملا عن الوقائع من أجل تقييم ما حدث». وأضاف «الفيفا عرض دعمه الكامل للاتحاد المصرى لكرة القدم وسيدعمه فى أى مساندة يحتاجها بخصوص هذه المأساة».

 

 

49- جوزيه نجا من الموت بأعجوبة

 

وصف مانويل جوزيه المدير الفنى للأهلى ما حدث فى بورسعيد بأنه يفوق الوصف، وبعيد كل البعد عن الرياضة وهو تكرار لما حدث فى الاسماعيلية من قبل مع الفارق. وأضاف أن البقاء فى مصر فى الوقت الحالى أمر مستحيل خاصة بعدما رأى جماهير الأهلى تموت أمامه. وأشار إلى أنه نجا بحياته على الرغم من تعرضه للضرب والركل فى جميع أنحاء جسده.

 

ووصف جوزيه مباراة الأهلى مع المصرى بأنها معركة حربية، وأضاف «أشعر بحزن شديد بعدما رأيت لحظات قاسية لا أجد مبررا لها».

 

وتساءل المدرب البرتغالى العجوز «لا أعرف سبب الإثارة التى انتابت الجماهير ويبدو أن هناك خلفيات لا أعرفها يعانى منها الأهلى عندما يلعب فى بورسعيد.. على ما يبدو أن كرة النار كبرت حتى طالت الجميع» على حد قوله.

 

وأوضح جوزيه أن ما حدث لا يمت للرياضة ولا للأخلاق بل أنه حقد وكراهية تسيطر على الجماهير وهو ما أدى إلى هذه الكارثة.

 

 

50- شائعات وتأكيدات

 

خرج العديد من الشائعات حول عدد من لاعبى الأهلى عقب المذبحة، حيث انتشرت أنباء على نطاق واسع حول سفر عبدالله السعيد لأمريكا بعدما فرض على نفسه سياجا من العزلة، إضافة إلى تأكد سفر عماد متعب ومحمد ناجى «جدو» لأندونيسيا للاستجمام.

 

 

51- لجنة تقصى الحقائق تدين الأمن

 

أكد أعضاء لجنة تقصى الحقائق بأن عددا كبيرا من شهود العيان أخبروهم بأن عمليات الدخول والخروج إلى الملعب كانت سهلة جدا، ولم يكن هناك أى فرد أمن يمنعهم، بالإضافة إلى أن الكردونات الأمنية التى يصنعها أفراد الأمن عادة خلال المباريات لم تكن موجودة.

 

ومن جانبه، نفى المفتش بهى الدين زغلول مفتش الأمن الوطنى بالمحافظة ـ أمام اللجنة ـ علاقته بالأحداث، وقال لأعضاء اللجنة مبررا ذلك بأن القرار رقم 445 لسنة 2011 المتعلق بتشكيل جهاز الأمن الوطنى وطبيعة اختصاصاته تتضمن جمع معلومات عن أحداث الإرهاب والتفجير والتخريب. مشيرا إلى أن مدير الأمن المقال عقد اجتماعا بكل القطاعات فى المديرية دون دعوة الأمن الوطنى للحضور.

 

 

52- نواب بورسعيد يؤكدون أنها مؤامرة على الثورة

 

أكد البدرى فرغلى أحد نواب بورسعيد فى مجلس الشعب أن المذبحة «مخطط إجرامى تقوم به الثورة المضادة لضرب الثورة... الأمن كان فى إجازة... الأمن ترك البلطجية يدخلون الملعب بجميع أنواع الأسلحة الصغيرة البيضاء والشوم».

 

كما طالب النائب البورسعيدى محمد جاد بإقالة الحكومة كلها وتحميل المجلس العسكرى المسئولية. كما قال النائب علاء البهائى إن العادة جرت على أن تتحول منطقة الملعب فى بورسعيد إلى ثكنة عسكرية من قوات الجيش والشرطة مع كل مباراة «فلماذا لم يكن هناك أمن أمس؟».

 

وقال النائب أكرم الشاعر وهو يمثل بورسعيد أيضا: «توجد أياد فى وزارة الداخلية ملطخة بدماء الشهداء». وأمر النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، بالتحفظ على مدير أمن بورسعيد. وأمر أيضا بالتحفظ على مدير المباحث الجنائية ببورسعيد.

 

ويُشار إلى أن «قرار التحفُّظ» هو «قرار قانونى احترازى تحسبا لمحاولة المتحفظ عليه الهروب من جُرم ارتكبه أو خشية الاعتداء عليه من جانب أشخاص قام هو بالاعتداء عليهم».

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved