الطيب وتواضروس يقودان حملة لإعادة بناء الأخلاق من الكنائس والمساجد

آخر تحديث: الثلاثاء 14 فبراير 2017 - 9:36 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ خالد موسى وأحمد بدراوى:

- شيخ الأزهر وبابا الإسكندرية يدشنان حملة «بأخلاقنا تتغير حياتنا».. ويدعوان المؤسسات الكبرى لمواجهة تحديات استعادة القيم

- الطيب: مصر بلد كتب لها البقاء والخلود وشعبها فى رباط ليوم القيامة.. تواضروس: لابد من احترام الرموز وأولها الأب والأم ورجل الدين

دشن شيخ الجامع الأزهر، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثانى، بطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس اليوم، حملة «بأخلاقنا.. تتغير حياتنا»، وذلك من مقر مشيخة الأزهر الشريف، بحضور الشاعر والكاتب فاروق جويدة، والفنان محمد صبحى، والشيخ عباس شومان، وكيل مشيخة الأزهر الشريف، ومحمد عبدالسلام مستشار شيخ الأزهر، والقس إنجيلوس اسحق، سكرتيرالبابا، والقس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الأرثوذكسية.

ورحب الطيب بالحاضرين، وفى مقدمتهم البابا تواضروس الثانى، والسفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة.

وذكر بيان للكنيسة، أن الجلسة التشاورية استهدفت وضع خطوات عملية لإعادة بناء القيم الإنسانية والأخلاقية فى المجتمع المصرى، عبر فعاليات متعددة للنشء.

ومن المقرر أن تتحرك الحملة، من خلال منابر المساجد والكنائس ووسائل الاعلام بجميع أنواعها وكذلك المدارس والجامعات.

وطالب الطيب المؤسسات الكبرى بالقيام بدورها لمواجهة تحديات استعادة القيم والأخلاق فى المجتمع المصرى، فى الوقت الذى أكد فيه البابا تواضروس على ضرورة وضع منظومة خماسية لاستعادة القيم الأخلاقية، ترتكز على الأسرة والمدرسة أو الجامعة والمسجد أو الكنيسة والأصدقاء والإعلام.

وقال شيخ الأزهر ــ فى كلمته خلال الاجتماع ــ «إن مصر بلد كتب لها البقاء والخلود كما أكد ذلك القرآن والسنة النبوية، وأن شعبها فى رباط ليوم القيامة مستعرضا الحروب والظروف التى مرت بها مصر منذ فترات طويلة وتعرضها لظروف اقتصادية مختلفة عانى فيها الشعب المصرى».

وأكد أن حرب الإرهاب، التى راح ضحيتها خيرة شباب مصر والتى مازالت مستمرة حتى الآن، أكبر تحد للشعب المصرى، مضيفا: «أن شعب مصر أصيل صلب المعدن فولاذى التكوين، وبدا ذلك فى الثورتين الأخيرتين بعد تجاوز مخطط خطير، فصمد شعب مصر متوكلا على الله واثقا بإرادته، وذلك ينبع من قيم شعب مصر وتراثه الحضارى والدينى والتاريخى»، معربا عن القلق من تأكل القيم النبيلة جراء ما تعرض له الشعب، مما أدى لتراجع بعض القيم.

وطالب شيخ الأزهر بتعاون المسئولين كل فى مجاله لتوفير الشروط التى تبعث الشباب علما وعملا ومسئولية وتضحية وتدفع به لآفاق التقدم، وبث الأمل وتعميق الانتماء من أجل استدامة القيم الأخلاقية والحضارية.

وأشار شيخ الأزهر إلى أن نخبة متميزة ستناقش خلال الاجتماع التشاورى بروح الفريق، سبل التعرف على أقرب الطرق لبعث القيم الأخلاقية والحضارية فى نفوس الشعب من أجل مصر وشعبها، واصفا اللقاء بأنه خطوة أولى لتحقيق حلم دار فى ذهنه وقداسة البابا للتفكير فى هموم الوطن.

بدوره، طالب البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى كلمته، بمنظومة خماسية لاستعادة القيم الأخلاقية ترتكز على الأسرة والمدرسة أو الجامعة والمسجد أو الكنيسة والأصدقاء والإعلام من أجل إنشاء إنسان صالح وبناء تربية صحيحة، مطالبا الجميع بالعمل لتصحيح تلك المنظومة الخماسية، المهمة وأهم فروعها الأسرة التى تبدأ فى غرس وتأصيل القيم فى الأشخاص.

وشدد البابا تواضروس على الحاجة لاحترام الطفل وشخصيته وتوفير الحب الكافى له لمواجهة أى متغير وتقبل كل خير، حيث إن الطفل أغلى مادة خام على أرض مصر، ولذلك لابد من الاهتمام بالطفولة، لافتا إلى ضرورة احترام المرأة منذ الصغر والتكوين والتعليم لأنها نصف المجتمع والمسئولة عن التربية والتأصيل، كما أن لها مكانة كصانعة للرجال، فضلا عن ضرورة احترامها فى كل مراحل الحياة لدورها المهم فى إعداد الأجيال.

كما طالب باحترام الرموز فى المجتمع، وأولها الأب والأم فى البيت، ورجل الدين فى المؤسسة الدينية، والمدرس فى المؤسسة التعليمية، رافضا أى عمل فنى يسىء إلى تلك الرموز أو السخرية منها، بالإضافة إلى احترام رموز البطولة فى القديم والحديث وبعيدا عن صراعات السياسة.

وانتقد تواضروس توجه بعض الأعمال الفنية للتركيز على البحث عن المال فقط مما يضر بالقيم التى هى أهم من المال، داعيا إلى وضعية خاصة لكليات التربية فى مصر بأن تخرج من فكرة المجموع للالتحاق بها، مطالبا أيضا بضرورة خضوع الطالب بها لمعايير خاصة فى الاختيار من النواحى الاجتماعية والنفسية والعلمية، حيث إن ذلك هو مفتاح حل مشكلة تراجع القيم، فضلا عن الاهتمام بالمدربين فى المرحلة الابتدائية.

وأعرب عن أمله فى التوصل لطروحات عملية لاستعادة القيم والقامة الروحية الإنسانية لمجتمعنا وإظهار الفضائل والقيم التى تعلمناها عبر الأجيال، فضلا عن وضع رؤى لكيفية إصلاح القيم التى تميز مصر.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved