عالمة موسيقى الشعوب سلوى الشوان في حوار لـ الشروق: وضعت البرتغال على خريطة العالم الفني

آخر تحديث: الأربعاء 15 مارس 2023 - 12:17 ص بتوقيت القاهرة

حوار: أمجد مصطفى

الحياة في مصر أصبحت سريعة وسعيدة بحالة البناء التي تشهدها مصر حاليا

ذهبت إلى سيوة مع فريق باحثين لإهدائهم عمل عمره قرن، وفوجئت بعدم وجود مكان مناسب لحفظ العمل

بدون مبالغة وبكل تواضع أنا باحثة عالمية.. وأبحاثي في الجامعات العالمية تؤكد هذا

رفضت الاستمرار مع البيانو حتى لا أكون نسخة من آلاف العازفين

أستعد لإصدار كتاب عن الموسيقى المصرية.. وأبحث عن ناشر مصري

حزينة لأن الأوبرا تتجاهل والدي.. ومكتبة الأوركسترا تحتاج إلى تنظيم

هناك شخصيات مصرية ذات تأثير على الساحة الفنية العالمية، هذه النوعية من الشخصيات لابد أن نترك السيرة الذاتية لها، هي من تتحدث عنها، من تلك الشخصيات الدكتورة سلوى الشوان أستاذ علم موسيقى الشعوب، وابنة الموسيقى الكبير عزيز الشوان، خرجت من مصر بعد التخرج من كونسرفتوار القاهرة إلى أمريكا لدراسة البيانو وهناك اكتشفت أن هناك علم اسمه موسيقى الشعوب فقررت أن تتفرغ له، وتترك البيانو.

التقيتها في زيارتها الأخيرة للقاهرة وسألتها عن أسباب تلك الزيارة، قالت: أنا مثل كل الباحثين الجادين، مهتمة بالموسيقى بشكل عام، خاصة موسيقى الشعوب التى تخصصت فيها، وحاليا أكتب، أحضر كتاب عن الموسيقى فى مصر بين الثلاثينات والسبعينات، يتضمن تفاعل الموسيقى العربية مع الموسيقى الغربية، وإبراز الهوية المصرية في موسيقانا، وكذلك على المستوى الدولية.

وإلى نص الحوار:

                محرر الشروق مع الدكتورة سلوى الشوان

**لماذا بدأت من مرحلة الثلاثينات؟

لأن أول مؤتمر للموسيقى عقد عام 1932، وحدث به مناقشات مهمة جدا،عن تعريف التراث، وكيف نحافظ عليه والمقام، وضم المؤتمر وقتها باحثين من أوروبا، ودول عربية ومن تركيا.

موضوع التراث ظل معنا حتى اليوم، والسبعينات لأنها بداية التغيرات وآخر فترة الرئيس عبد الناصر، وكان وقتها الوزير ثروت عكاشة قد وضع خطة ثقافية، ومازال موجود تأثيرها، في صورة أكاديمية الفنون، الأوركسترا السيمفوني، فرقة أم كلثوم، فرقة الأوبرا، فرقة البالية، كل هذا وضع حجر الزاوية فيه ثروت عكاشة.

يهمني أيضا إبراز دور الجاليات الاجنبية لأن مصر كانت تضم أجانب بعضهم ما زال موجود حتى الآن، أنا شخصيا تعلمت البيانو على يد المايسترو ايتورى بوليزى، جاء إلى مصر فى الثلاثينات، عاش بها ومات بها، ومثله أساتذة كثيرين عند تأسيس الكونسرفتوار، تم الاستعانة بهم ولهم دورمهم في التعليم الموسيقى، لذلك لابد أن أشملهم في رؤيتي.

عند بداية العمل على الكتاب كنت أتصور أن الأجانب والمصريين نوعين معزولين عن بعضهما، لكنني وجدت مثلا المايسترو نويرة درس مع ميناتو الموسيقى الغربية إلى جانب دراسته العربية، ودرس الاثنين، وهذا التفاعل يهمني تأثير الأجانب كان واضح فى التعليم سواء الأكاديمية كما ذكرت أو استعانة المصريين بهم للتدريس لأبنائهم في المنازل.

**هل تتذكري أسماء بعينها كان لها تأثير؟

كثير جدا، أول عميد للمعهد بعد أبو بكر خيرت كان شيزاري نورديو أستاذ بيانو إيطالي، كان معه بوليزي ظل لمدة عامين، وهناك ميناتو، ميشيل سيكارو، ايتو ري بوليزي، ديلو سترولوجو، وكذلك عميد من جورجيا اسمه ايركلي بيردزي عايشت كل هؤلاء.

**هل أنتِ خريجة كونسرفتوار القاهرة؟

نعم دفعة 1970 مع رمزي يسي وحسن شرارة.

**خلال زيارتك الحالية قمت بزيارة لمدينة سيوة؟

هذا صحيح.

**هل الأمر متعلق بالكتاب أم أمر مختلف؟

الأمر بعيد عن الكتاب، لكن المتفق بينهما هو التراث، حيث إن هناك باحثة المانية اسمها برجيتا شيفر، جاءت إلى مصر فى العشرينات من القرن الماضى اى من مائة عام تقريبا، وعاشت في الإسكندرية والدها كان يعمل بها، ثم درست في برلين، ولها عمل ميداني في سيوة سنة 1932 و1933، سجلت موسيقات من سيوة، طبعا سجلت الأعمال على طريقة ذلك العصر، ما قبل الإسطوانات، وهذه التسجلات موجودة فى متحف برلين حتى الآن، وتم نقل هذه الأعمال بطريقة حديثة"ديجيتال".

وهنا قرر المتحف وبعض الباحثين إعادة هذا العمل إلى أصحابه، وأيضا اكتشاف المصادرو جذور العمل، وهل نفس الأعمال التي سجلتها مازالت متداولة وعايشة بين الناس هناك، ورصد ردة فعل الناس أثناء سماع تلك الأعمال الآن.

**هل كانت الرحلة قاصرة عليك أم معك فريق عمل؟

كان معي فريق عمل، باحثة ايطالية تعمل فى المانيا، وهي باحثة في لغة اهل سيوة وهي تسافر إلى سيوة منذ 11 سنة، وتجيد لغتهم هي التي فتحت الأبواب لنا؛ لأن دخول مثل تلك الأماكن يستغرق وقت طويل؛ نظرا لطبعية البيئة هناك، أيضا كان معنا باحث ألماني ماتيس باتزيرني، دورة إعادة التسجلات وقمنا بالاتصال بمعهد الفنون الشعبية بالقاهرة للحضور، كنا فريق عمل بحثي، أيضا كانت هناك مصورة.

**ما هو انطباعك عن الزيارة؟

كانت فرصة جيدة للتعرف على العادات والتقاليد هناك، وحضرت حفل زفاف، وسجلت أكثر من عمل غنائى من التراث، كانت هناك جلسات مع الأهالي؛ للتعرف على أمور كثيرة، لاحظنا أن بعضهم يتذكر الألحان التي أحضرناها معنا والتي تعود إلى الثلاثينات.

**خلال الزيارة هل تم اكتشاف أعمال جديدة؟

الزيارة استغرقت أسبوعين، وتفهمنا الحياة الموسيقية هناك إلى أي مرحلة وصلت، وأغاني الأفراح توضح ماذا يسمع الشباب الآن، واكتشفت أنهم يستمعون إلى أعمال فنية ليبية، وأعمال أخرى قديمة خاصة السيدات الكبار في السن، وأغلبها لها علاقة بالحياة اليومية هناك، والأمور الاجتماعية سواء كان يهمنا أن نفهم كل شيء؛ لأن الباحثة الألمانية لم تترك النصوص لا بالسيوي أو العربي، لكنها تركت خلاصة موضوع الأغنية، لكننا عثرنا على النصوص وفترة غنائها، وتحدثنا مع بعض كبار السن عن مدى تذكرهم لتلك الأغانى، ووجدنا عددا كبيرا يتذكر.. سوف نكتب ذلك فى عدة مقالات في مجلات علمية.

لاحظت هناك وجود فرق شعبية فى الرحلات التي تخرج للصحراء "زردة"، عندهم آلات شعبية مثل" المقرونة"، والطبلة مختلفة عندهم.

**هل كانت الزيارة بدعوة من جهة ما؟

الجهة التي تمتلك الأعمال المسجلة في المانيا كانت تريد إعادة الأعمال إلى أصلها، كل المتاحف حول العالم لديها رغبة لإعادة كل المقتنيات إلى أصحابها وبلادها الأصلية.

**إلى أي جهة تم تسليم العمل في سيوة؟

هناك بيت ثقافة يتبع قصر ثقافة مطروح، لكنه بلا امكانيات، وأيضا هناك متحف بلا إمكانيات، لكننا وجدنا مكتبة أهدينا إليها العمل، وفي القاهرة أهدينا نسخة لمركز الفنون الشعبية.

**هل ما زلت تشغلي منصب مدير المجلس الدولي للموسيقى التقليدية؟

انتُخبت لدورتين كل دورة 6 سنوات وثاني دورة انتهت في 2020، وحاليا أنا باحثة في معهد موسيقى الشعوب في البرتغال، تركت أيضا رئاسته حتى أتفرغ لأبحاثي وعملي الميداني.

**أبحاثك غالبا في الموسيقى العربية.. هل الأمر متعلق بالكتاب فقط؟

بالطبع هذا جزء من الحكاية، لكني أبحث في الموسيقى العربية منذ سنوات، وأهتم أيضا بالموسيقى البرتغالية، وكذلك في شمال إسبانيا.

**هل يستهدف الكتاب الرصد فقط؟

نعم، إلى جانب ذلك سوف أتحدث عن دور والدي في الموسيقى المصرية، وكذلك نظرتي لما يحدث، ومحاولة إحياء التراث في الموسيقى العربية خاصة فترة 1967 وما بعدها من القرن الماضي، حيث أنشأت فرقة الموسيقى العربية، وأنا عايشت هذه الفترة، وسوف أتناول الموسيقى العربية فى الأوبرا أيضا وخارجها، واخترت الأوبرا لأن بها تقريبا خمسة فرق للموسيقى العربية.

**هل العالم الأوروبي مهتم بالجذور؟

هذا صحيح، لكنهم لا يتجاهلوا أي ظاهرة جديدة، هناك مثلا زملاء يجرون بحوثا عن أغاني المهرجانات في مصر حاليا، وهناك بحوث عن الفن الشعبي، لكنني أتحفظ على المهرجانات؛ لذلك اهتمامي بالموسيقى التي أحبها.

**هل قمت استمعتي لأغاني المهرجانات؟

بحكم عملي وزيارتي لمصر، استمعت لها، لكنها لم تستهويني، لم أشعر معها بأي ألفة.

**عندما تريدين الاستماع إلى الغناء العربي أثناء تواجدك في أوروبا.. إلى أي الأصوات تستمعين؟

استمع إلى محمد عبد الوهاب، أم كلثوم، ليلى مراد، أسمهان، عبد الحليم، خاصة أعمالهم القديمة.

** هل يهتم الباحثون الأجانب بدراسة الموسيقى العربية؟

نعم، هناك عدد كبير من الباحثين الأجانب يبحثون في موسيقانا، فهناك باحث اسمه مايكل ستوكس يجري بحث مهم عن عبد الحليم حافظ، هم يبحثون في قضايا مهمة أثرت على موسيقانا، هناك مايكل فريش كوب متزوج من مصرية، هو امريكي يعيش في كندا، يبحث عن الطرق الصوفية وأغانيها، وقراءة القرآن وكيف اختلفت طرق التلاوة. هناك بحوث كثرة مهتمة بنا وبموسيقانا.

**لكن اهتمامك ينصب على الموسيقى العربية أكثر؟

الموسيقى العربية إلى جانب الموسيقى العالمية في مصر، والخطة الثقافية التي وضعها ثروت عكاشة، والتي مازالت تؤتي ثمارها،فى حياتنا الموسيقية، كيف كان المجتمع المصري يضم جاليات أجنبية، بعضها شارك في الحياة الفنية.

وأول معهد للموسيقى كان في 5 شارع شامبليون، اسمه معهد تيجرمان الأجنبي الذي جاء إلى مصر في الثلاثينات، هذا المعهد تخرج منه الكثيرون.

قبل الكونسرفتوار كانت مصر تمتلك معاهد خاصة كثيرة، وأنا أدرس هذا الموضوع أيضا، لكن للأسف المصادر صعبة، وأحاول من خلال الصحف وبعض الناس.

**هل هناك قلة في المعلومات عن الشخصيات المصرية الموسيقية وغيرها؟

أكيد، أنا حاليا أبحث عن معلومات حول عبد الحليم نويرة، وللأسف وجدتها قليلة جدا.

**ما أسبابها في رأيك؟

جزء متعلق بعدم اهتمام الشخص نفسة بتوثيق تاريخه، وعدم وجود أرشيف وعدم الاهتمام بإنشاء مثل هذا الأرشيف القومي حتى نحافظ على هذه الأشياء، تخيل أنني هنا في القاهرة ووجدت صعوبات في دخول مكتبة الأوبرا والاطلاع على البرامج؟

أنا أحترم النظام، لكن لا بد أن تكون هناك تسهيلات، صعب علي أن أعيش هنا لمدة سنة للاطلاع؛ لأنني لدى أسرة وعائلة وحياتي العلمية، لدي أبحاثي الأخرى، كل يوم يمر دون الوصول للمصدر يعد كارثة.

**عدم وجود الأرشيف أو المتاحف فقط هى الأسباب أم هناك عوامل أخرى؟

الأرشيف مهم، أيضا التسجيلات الصوتية مع بعض الأشخاص مهمة جدا؛ لعدم وجود مادة موجودة وأحيانا وأنا أسجل مع الأشخاص اكتشف امور غير مدونة في أي مكان، وهذا يعني أن هناك معلومات كثيرة مهدرة، وتحتاج إلى إعادة البحث فيها.

حتى التسجيل مع الأشخاص قد تواجهه صعوبات لعدم القدرة للوصول الى ابناء او أحفاد كبار الموسيقيين. البعض غير مدرك لأهمية تلك الأبحاث والتوثيق، فهو عمل جاد وليس نزهة، أنا لا أهدر وقت أحد، ولا أريد أن أهدر وقتي، أنا باحثة محترفة؛ لذلك أحرص على أن يكون المصدر موثوق به، وتكون المعلومة صحيحة.

**هل سيصدر كتابك باللغة العربية؟

في الحقيقة سوف يصدر باللغة الإنجليزية، لكني أبحث عن ناشر مصري؛ حتى تكون لدينا مراجع مهمة عن تراثنا العربي.

**ماذا عن دراستك بمعهد الكونسرفتوار بمصر ثم السفر؟

ذهبت إلى مانهاتن سكول أوف ميوزك من 1970 إلى 1973؛ لدراسة البيانو، كنت أريد أن أكون عازفة بيانو، وخلال تلك الفترة عزفت كونشرتو والدي عزيز الشوان مع أوركسترا القاهرة السيمفوني، وأثناء دراستي هناك اكتشفت علم موسيقى الشعوب عن طريق أستاذ تاريخ الموسيقى، قُلت إن هذا أمر شيق.. مجال علمي يدرس الموسيقى من ناحية بيئية واجتماعية وثقافية وأيضا جمالية، يأخذ الموسيقى من أكثر من زاوية، وكذلك علم الإنسان "أنثروبولوجي"، قلت لنفسي أنا كعازفة بيانو سأكون واحدة من آلاف العازفات، لكن لو تخصصت في بحوث لها علاقة بمصر قد أستطيع أن أفعل شيئا متفرد ومختلف، فسافرت إلى جامعة كولومبيا في نيويورك، وأتممت دراسة الماجستير والدكتوراه.

ورسالة الدكتوراه كانت عن الموسيقى العربية في مصر منذ الثلاثينيات إلى السبعينيات، وهي نفس عنوان الكتاب.

**واضح أنك مهتمة جدا بتلك الفترة؟

هذا صحيح، لكن وقتها لم تكن لدي نفس المعلومات الموجودة الآن؛ لأن هناك تطورات حدثت.

**واستمرت حياتك العلمية؟

نعم، اشتغلت في جامعة نيويورك لمدة ثلاث سنوات، والعمل لم يكن بالأمر الهين؛ لأن الجامعة كانت تريد ثلاثة أشخاص للعمل، حصلت أنا على واحدة منهم.

**رحلتك إلى البرتغال كيف جاءت؟

التقيت وأنا في أمريكا بشخص برتغالي، فتزوجنا، وسافرت معه للبرتغال عام 1982، وعملت بجامعة نوفا، وترأست قسم العلوم الموسيقية، ثم أسست معهدا بحثيا، وضعت البرتغال على خريطة العلوم الموسيقية العالمية، واستكملت أبحاثي عن مصر، وشعرت أن يكون مهم لي وللطلاب أن أتخصص أيضا في الموسيقى البرتغالية وأنواعها.

**ما هو الشيء المختلف في الموسيقى البرتغالية عن العربية؟

هناك موسيقى الفادو، تذكرنا بالموسيقى العربية لوجود صوليست، وكذلك الاعتماد على التطريب في الغناء، لكنني لم أنس بلدي، واستكملت أبحاثي عن مصر.

**السيرة الذاتية لك كبيرة وتؤكد على مكانتك الدولية؟

الحمد لله، بدون مبالغة وبكل تواضع أنا باحثة عالمية، تم دعوتي أستاذة زائدة لعدد كبير من الجامعات الدولية،كامبردج شيكاغو و بركلى وأشترك في عدد من المؤتمرات، رغم أنني أعيش في البرتغال لكنني أتحرك حول العالم بناء على الدعوات التي تأتي إلي من كل أنحاء العالم.

**والدك عزيز الشوان فنان كبير.. في رحلتك السابقة أهديت الأوبرا بعض أعماله.. هل تم عرضها وتقديمها للجمهور؟

للأسف لم يفعلوا شيئا، أهديتهم بعض أعماله، وخلال زيارتي الحالية أيضا أحضرت معي عددا آخرا من أعماله، وللأسف مؤخرا علمت أنهم يريدون عزف عمله أبو سمبل، لكنهم اكتشفوا عدم وجود النوت الموسيقية.

منذ ست سنوات احتفلوا بمئوية عزيز الشوان، وكنت سعيدة وحضرت، وبهذه المناسبة، أهديتهم النياشين والميداليات التي حصل عليها من الدولة، ومن عمان.. الخ، وقلت أهديها للأوبرا على أن تقوم بعمل مكان للعرض، لكن لم يحدث شيء.

الدكتور مجدى صابر رئيس دار الأوبرا السابق في آخر لقاء معه، أبدى اهتمامه عندما تحدثت اليه،لكننى اكتشفت عدم وجود أي تحرك، هذه المقتنيات تمثل أهمية كبيرة لي، ولذلك أتمنى أن تجد اهتماما من المسئولين.

**هل التعامل مع التراث عندنا به قدر من الإهمال؟

أيضا هناك أمر يدعو للحزن؛ لكون مكتبة الأوبرا ومكتبة الأوركسترا غير منظمة فهذا غريب؛ لأن دار الأوبرا كيان عريق وكبير، شخص كتب لي أنه يبحث عن النوت الموسيقية الخاصة بكونشرتو البيانو لعزيز الشوان، والأوركسترا قدمه أكثر من خمسة مرات، وهذا الشخص اتصل بالأوبرا للحصول على النوت، فكان ردهم أنها غير موجودة، ممكن تحصل على مقابل مادي لنسخ العمل، لكن ترفض منحه للفنانين، وهذا أمر لا يصدق؛ ففي الخارج أي عمل فني متاح للجميع.

**بماذا تفسرين ذلك؟

ليس لدي تفسير، ربما لا يوجد نظام، أو أن الموظف لم يسع للتأكد من قياداته، أو ليس لديه السلطة لنسخه، لكن عليه أن يسأل المسئول الأعلى له.

**من خلال ابحاثك العلمية ما الذى طرأ على المجتمع المصرى من تغير بخلاف التغيرات الموسيقية؟

الحياة أصبحت اكثر تعقيدا، الناس مشغولة جدا، تشعر أنها لا تملك الوقت، كل شيء أصبح سريع الإيقاع، لدرجة أن الأمر انعكس على طريقة حديث الناس الذين أصبحوا يتحدثون بسرعة رهيبة، حتى نشرات الأخبار أصبح الكلام فيها بسرعة شديدة عكس الماضي.

لكن هناك أمور تقدمت كثيرا مثل الطرق، أصبح لدينا طرقا جيدة جدا تختصر رحلة التنقل من مكان إلى آخر، كنا زمان نأتي إلى وسط البلد من مصر الجديدة في ساعة ونصف، الآن الأمر اختلف تماما. فهناك أمور كثيرة أصبحت أفضل من ذي قبل.

أيضا الأوبرا الجديدة بالعاصمة الإدارية تضاف إلى البنية الفنية المصرية.

**هل ما يقدم الآن من غناء حديث انعكاس لهذا السلوك الذي تغير؟

أكيد، الغناء الشائع لم أدرسه، لكنني استمعت إليه، ويتحدثون من خلاله عن المشكلات اليومية.

**هل تتابعين الدراما المصرية وهل تشاهدين قنوات تربطك بالوطن الأم؟

أولا يربطني بالوطن إحساسي به، لم أنس مصر طوال وجودي في الخارج، وذكرياتي وأبحاثي؛ لكنني لا أشاهد هناك قنوات مصرية؛ لأن تلفزيون الكابل هناك لا توجد به قنوات مصرية.

**هل هذا يعني أنك لا تشعرين بالحنين إلى "أفلام الأبيض والأسود"؟

اشعر بالحنين طبعا، وأشاهدها عن طريق موقع يوتيوب.

**لكنك معزولة عن الدراما أو الأفلام التي تقدم حاليا؟

نعم؛ لعدم وجوده على موقع يوتيوب أو أنا لا أعلم كيف أصل إليها، لكننى أسعى للوصول إلى إحدى المنصات لمتابعة هذه الأعمال.

**هل منزل عزيز الشوان موجود حاليا؟

للأسف حصلت ظروف، وفقدنا المنزل، وهنا أسأل أين منزل أم كلثوم أيضا؟ أين ذهب؟ تحول إلى فندق.. للأسف العالم كله يحول منازل الرموز إلى متاحف.

**خلال زيارتك قمت بزيارة الأوبرا؟

بالفعل، وأهديت الأوبرا بعضا من أعمال والدي، ووعدني المسئولون بالانتهاء الخاص من الفاترينة الخاصة بمقتنيات والدي، خلال شهر من الزيارة، إلى جانب الاحتفال بذكرى رحيله ال30 في مايو المقبل.

السيرة الذاتية للدكتورة سلوى الشوان

سلوى الشوان حصلت على بكالوريوس في الموسيقى (بيانو)، كونسرفتوار القاهرة عام 1970.

كما حصلت على ماجستير في الموسيقى في البيانو، مدرسة مانهاتن للموسيقى، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، 1973. 

حصلت أيضا على ماجستير الآداب في علم الموسيقى الإثنية، جامعة كولومبيا، قسم الموسيقى، نيويورك، 1975.

وعلى ماجستير في الفلسفة في علم الموسيقى العرقية، جامعة كولومبيا، قسم الموسيقى، نيويورك، 1978. ثم حصلت على دكتوراه في الفلسفة في علم الموسيقى العرقية، من جامعة كولومبيا، 1980.

أستاذ علم موسيقى الشعوب، جامعة نوفا دي لشبونة، 1988-2020.

عملت أستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، قسم الموسيقى، 2018.

باحث زائر في الخارج، كلية سانت جون، جامعة كامبريدج، 2015، وأستاذ زائر بجامعات شيكاغو 2013، بلد الوليد 2008 و2009، لشبونة، كلية الآداب 1999-2003، برينستون وجامعة كولومبيا، قسم الموسيقى، 1991.

أستاذ مساعد في الموسيقى ومنسق تخصص ماجستير في علم موسيقى الشعوب الحضري، جامعة نيويورك، قسم الموسيقى، 1979-1982.

مدرس، بجامعة كولومبيا، قسم الموسيقى، 1978-1979.

محاضر زائر، كلية هانتر بجامعة مدينة نيويورك، قسم الموسيقى، 1978.

مساعد باحث، جامعة كولومبيا، مركز الدراسات في علم الموسيقى الشعوب، 1973-1975.

مساعد باحث، متحف متروبوليتان للفنون، نيويورك، قسم الآلات الموسيقية، 1974 (الصيف).

رئيس المجلس الدولي للموسيقى التقليدية منذ 2013 حتى -2021.

مؤسس ورئيس معهد علم موسيقى االشعوب، جامعة نوفا دي لشبونة 1995 حتى 2020.

عضو في اللجان الخاصة لجائزة مؤسسة بالزان الدولية للأنثروبولوجيا الاجتماعية والتاريخ العالمي لمؤسسة عين لمدة ست سنوات2018 - 2024.

عضو المجلس العلمي للمركز الأوروبي للموسيقى منذ عام 2019.

عضو لجنة خبراء مراجعة جوائز الآغا خان للموسيقى، 2018.

رئيس لجنة اعتماد برامج الموسيقى وعلم الموسيقى المعين من قبل وكالة تقييم واعتماد التعليم العالي في البرتغال منذ عام 2011.  

عضو في مجموعة العمل المعينة من قبل وزير العلوم والتكنولوجيا والتعليم العالي البرتغالي لتقييم وتقديم توصيات بشأن نظام تقييم العلوم والتكنولوجيا الذي اعتمدته المؤسسة البرتغالية للعلوم والتكنولوجيا، 2016.

عضو في مجموعة العمل المعينة من قبل وزير العلوم والتكنولوجيا والتعليم العالي البرتغالي لتقديم إرشادات حول مستقبل المؤسسة البرتغالية للعلوم والتكنولوجيا، 2015.

عضو مجلس جامعة نوفا دي لشبونة، منذ 2013-2017.

نائب رئيس المجلس الدولي للموسيقى التقليدية (اليونسكو) سنوات 1997-2001 ومنذ 2009-2013، نائب رئيس جمعية علم الموسيقى العرقية 2007-2009، نائب رئيس جامعة نوفا دي لشبونة، 2005-2007.

رئيس الجمعية البرتغالية للموسيقى، 1996-2006.

عضو مجلس إدارة المجلس الدولي للموسيقى التقليدية (اليونسكو)، 1986 - 2001.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved