اقتراب انتهاء الأعمال في أول ستاد قابل للتفكيك بتاريخ المونديال

آخر تحديث: الأربعاء 14 أبريل 2021 - 12:30 م بتوقيت القاهرة

الشروق

تتواصل الجهود لإقامة كأس العالم 2022 بتشييد استاد راس أبو عبود، أول استاد قابل للتفكيك بالكامل في تاريخ بطولات المونديال، إذ جرى تصميمه بطريقة فريدة مستخدمة في بنائه 974 من حاويات الشحن البحري ووحدات بناء قابلة للتفكيك.

وأوشكت أعمال بناء الاستاد على الانتهاء مع استلام جميع الحاويات وتركيبها، إضافة إلى استكمال بناء هيكل الاستاد الفولاذي، وتركيب 80% من مقاعد المشجعين، واستكمال أعمال السباكة والتشطيب وبعض الأعمال الميكانيكية والهندسية.

ومع قرب استكمال أعمال البناء في الاستاد والإعلان عن جاهزيته؛ أشار محمد العطوان، مدير مشروع استاد راس أبو عبود، إلى البدء في أعمال تطوير المنطقة المحيطة بالاستاد وقال: "سعداء بما نجحنا في إنجازه إلى الآن في مشوار بناء هذا الاستاد الفريد من نوعه، ونتطلع بكل حماس لإنهاء هذا المشروع والترحيب بالمشجعين من كافة أنحاء العالم خلال استضافة الاستاد منافسات المونديال المرتقب."

وسيتيح هذا التصميم المبتكر إمكانية تفكيك الاستاد بالكامل بعد انتهاء منافسات البطولة، ليُعاد استخدام الكثير من أجزائه مثل حاويات الشحن البحري ومقاعد المشجعين والسقف في تطوير مشاريع وبناء منشآت رياضية وغير رياضية.

ومن موقعه المميز على ساحل الخليج العربي؛ سيقف استاد راس أبو عبود شامخاً بإطلالته المبهرة على ناطحات السحاب، ليترك بعد إسدال الستار على منافسات المونديال بصمة استثنائية.

تصميم فريد باستخدام حاويات الشحن البحري القابلة للتفكيك

تدور فكرة تصميم استاد راس أبو عبود بهيكل مؤقت باستخدام حاويات شحن بحري حول ابتكار معايير جديدة لبناء استادات مستدامة تستضيف كبرى الفعاليات والأحداث الرياضية.

وستتجلى أهمية هذا التصميم الفريد في مرحلة الإرث بعد إسدال الستار على منافسات المونديال، إذ من المخطط تفكيك الاستاد بالكامل ليعاد استخدام الحاويات في تطوير مشاريع رياضية وغير رياضية في قطر والعالم.

ويستلزم التصميم الذكي الذي يتميز به استاد راس أبو عبود استخدام مواد بناء أقل، وهو ما يُسهم في خفض تكلفة البناء وتقليل المدة الزمنية اللازمة لاستكمال أعمال الإنشاء.

وبفضل تصميمه الفريد وموقعه المميز المطل على ساحل الخليج، لا يقتضي بناء استاد راس أبو عبود استخدام تقنية التبريد كما هو الحال في الاستادات المونديالية الأخرى، وسيستمتع المشجعون بنسائم البحر أثناء حضورهم مباريات البطولة.

موقع الاستاد وجهة اجتماعية نابضة بعد مونديال 2022

استوحت شركة فينويك إيريبارن آركيتكتس تصميم هذه الأيقونة المونديالية من البيئة الساحلية، وموقع الاستاد القريب من الميناء والمطل على مياه الخليج من جهة وأبراج الخليج الغربي من جهة أخرى.

ويمثل بناء استاد راس أبو عبود وتطوير المنطقة المحيطة المرحلة الأولى من مشروع متكامل يهدف إلى تحويل الواجهة البحرية إلى ميادين تستقطب الزوار للاستمتاع بمشاهدة المنظر الخلاب لمياه الخليج، وروعة بناء ناطحات السحاب على الجهة المقابلة في منطقة الخليج الغربي.

وبعد انتهاء منافسات مونديال 2022، سيستفيد سكان المناطق المحيطة بموقع الاستاد من مشروع اجتماعي يطلّ على الواجهة البحرية، إذ من المقرر تطوير موقع الاستاد وتحويله إلى حديقة عامة.

آفاق مستقبلية جديدة

لا تقتصر الرؤية وراء تشييد استاد راس أبو عبود على الإرث المادي الذي سيتركه بعد مونديال 2022، بل سيكون نموذجاً فريداً يُلهم مصممي الاستادات والدول التي تتطلع لاستضافة المونديال أو غيره من البطولات والفعاليات الرياضية الكبرى في المستقبل.

ويقدم الاستاد للعالم دليلاً دامغاً على إمكانية بناء استاد مؤقت بتكلفة منخفضة، وتصميم مذهل، وفي زمن قياسي، واضعاً بذلك نموذجاً فريداً في مجال استضافة منافسات رياضية أكثر استدامة، وتولي اهتماماً بالغاً بالإرث.

ومع اقتراب تنظيم أول نسخة من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، وُضعت الاستدامة كركيزة أساسية لاستضافة الحدث الرياضي الأبرز دولياً، والحرص على أن تترك البطولة إرثاً اجتماعياً وبيئياً واقتصادياً قيماً للأجيال القادمة، تماشياً مع رؤية الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

وفي إطار الجهود المتواصلة على صعيد الاستدامة؛ صدر في يناير 2020، بالتعاون مع الفيفا وبطولة كأس العالم، استراتيجية الاستدامة للمونديال لتعد أول استراتيجية للاستدامة في تاريخ المونديال يجري التخطيط لها وإعدادها بشكل مشترك بين الفيفا والبلد المضيف والجهة المحلية المعنية بتنظيم البطولة.

يُذكر بأن استاد راس أبو عبود يبعد 10 كم عن وسط مدينة الدوحة، ومن المقرر أن يستضيف سبع مباريات في المونديال من مرحلة المجموعات حتى دور الستة عشر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved