استشارة طبية.. حقيقة الكركم!

أرى كثيرا على شبكات التواصل الاجتماعى معلومات عن الكركم تشير إلى فوائد كثيرة مذهلة له على حد وصفهم أحيانا.
ما هو الكركم وما الفائدة الحقيقية التى يحصل عليها الإنسان من تناوله؟ وكيف يمكن إضافته للطعام وتحت أى مسمى يمكننا شراؤه إذا ما كان بالفعل مفيدا لصحة الإنسان؟
هدى العبد ــ المنصورة
الكركم تابل «من التوابل» المفيدة بالفعل وإن كنت فى البداية أتمنى ألا نبالغ فى وصف فوائده فينتهى بنا الأمر إلى فقدان الثقة فيه أو غيره. الكركم مسئول عن هذا اللون الأصفر المشرق عادة فى المطبخ الآسيوى. يمنح الكارى لونه كذلك المستردة وكل ما يضاف إليه خاصة أنواع الأرز المختلفة. المادة الفعالة فيه Curcuminــturmic تعد من أقوى مضادات الأكسدة التى تقاوم زحف الشيخوخة على خلايا الإنسان، أيضا تشير أبحاث متعددة إلى قدرته على مكافحة التفاعلات الالتهابية ومنها ما يصيب الإنسان بالتهابات المفاصل الروماتيزمية، أيضا مقاومة النشاط السرطانى فى الخلايا أو الالتهابات الناشئة عن مرض السكر.
أما أثره على شرايين القلب فيكمن فى قدرته على مكافحة أول ما يبدأ فى الشرايين من تفاعلات التهابية تتطور إلى ما يعرف بعملية تصلب الشرايين لاحقا.
هناك أيضا تجربة عملية معروفة أجريت فى الهند تشير إلى أن تناول كبسولات من الكركم قد توازى أثر أحد أشهر الأدوية المخفضة لنسبة الكوليسترول فى الدم «ليبيتور». فى الواقع الكركم بالفعل مفيد لكن يجب ألا نعتمد على تلك المعلومة فى انتظار أثر يوازى الأدوية التى يتناولها الإنسان بانتظام وفى جرعات كافية.
هناك مركبات دوائية بالفعل قوامها الكركم تستعمل كمكملات غذائية يمكن تجربتها ولو لحين، أما إذا قصدتِ الكركم الطبيعى فهو يوجد فى مصر عند العطار أو محلات السوبر ماركت معبأ فى زجاجات فى صورة بودرة إما خالصة لإضافة اللون أو فى أشهر مستحضرات المطبخ الهندى الكارى.

عسل النحل والسكر: أيهما أفضل لمريض السكر؟
بداية أود أن أشكرك على موضوع صيام مريض السكر، كان بالفعل مفيدا، جزاك الله عنا كل خير. نظرا لأنى مريض بالسكر منذ ٨ سنوات أود لو تفضلت بتوضيح بعض ما قد يلتبس علينا: هل من المفيد استبدال السكر بالعسل إذا ما كان العسل به سكر فاكهة، هل يجب الامتناع تماما عن تناول الفواكه مثل البلح والمانجو والبطيخ والفراولة نظرا لاحتوائها على كمية من السكر كبيرة؟
أحمد السيد سليم ــ لواء شرطة بالمعاش
الواقع أنه ليست هناك فائدة تذكر عند استبدال السكر بعسل النحل إلا إذا كنت تفضل مذاق العسل عن السكر، كلاهما سكر ينتهى فى الدم إلى سكر الجلوكوز. العسل قوامه ٢٠٪ ماء، ٧٥٪ سكريات «جلوكوز، فراكتوز، سكروز» أما المفيد فأملاح معدنية وفيتامينات ومضادات حيوية وحبوب لقاح ومركبات عطرية. أما سكر المائدة فهو السكروز.
على عكس ما تعتقد، العسل يحتوى سعرات حرارية أعلى، لذا إذا فكرت فى استبداله بالسكر يجب أن تضع فى الحسبان استخدامه بمعدل أقل من السكر.
أما عن الفاكهة التى تحتوى قدرا عاليا من السكر، فلك أن تستمتع بها دون استثناء ولكن بقدر محسوب. ١٥٠ جراما من الكربوهيدرات كافية عند تحولها فى الدم إلى سكر لا يخل بمنسوب السكر فى الدم، بمعنى آخر هى الكمية المسموح لك بتناولها. على سبيل المثال: يمكنك تناول الكميات الآتية دون تخوف:
ــ نصف إصبع من الموز.
ــ نصف كوب من مكعبات المانجو.
ــ كوب وربع الكوب من مكعبات البطيخ أو الكنتالوب.
ــ كوب وربع الكوب من الفراولة
ــ ثلاثة أرباع كوب من الجريب فروت (مكعبات).
تناول الأدوية بانتظام وقياس منسوب السكر وبعض التمرينات الرياضية الخفيفة ١٥٠ دقيقة فى الأسبوع لها أثر إيجابى لا يقل عن الحمية الغذائية.

انكسار القلب!
قرأت حديثا أن هناك نوبة تشبه نوبة الأزمة القلبية تماما فى الأعراض رغم سلامة شرايين قلب من يتعرض لها وخلوه تماما من مظاهر تصلب الشرايين؟ هل هذا صحيح؟ كيف يمكن للإنسان أن يعرف الفارق بينهما؟ وهل لتلك الظاهرة علاج؟
أحمد بهى الدين جلال ــ سفير سابق
نعم سعادة السفير هذا صحيح، ويعرف بظاهرة انكسار القلب «Broken heart syndrome» ويمكن تصنيفه فيما يسمى بالأمراض النفسجسمية أو أمراض النفس التى تنعكس على الجسد. أصحاب التسمية وتوصيف تلك الظاهرة هم فريق أطباء القلب بجامعة جون هوبكنز الأمريكية المعروفة باهتمامها ببرامج الصحة العامة. تلك حالة تنتاب الإنسان مماثلة تماما لما يحدث أثناء المعاناة من آلام الذبحة الصدرية: ألم بالصدر وربما تسارع فى دقات القلب وإحساس عام بالتعب والتداعى وضيق التنفس وزيادة التعرق.
الدراسة التى نشرتها جامعة جون هوبكنز تشير إلى أن هناك عددا من أولئك الذين يعانون من تلك الظاهرة قد تناولوا لفترات طويلة علاجات مختلفة للذبحة الصدرية دون جدوى.
الفارق بين الذبحة الصدرية والأزمة القلبية وتلك الظاهرة يمكن التثبت منه بعد إجراء وسائل التشخيص اللازمة والتى تبدأ برسم القلب العادى ورسم القلب المصاحب للمجهود وصورة الصدى الصوتى وربما يصل الأمر إلى الأشعة المقطعية أو القسطرة التشخيصية مع التاريخ المرضى لمن يشكو من تلك الظاهرة.
علاج تلك الظاهرة يعود أولا لدقة تشخيصها إذ إنها لا تحتاج بالطبع إلى علاج إذا ما كانت شرايين الإنسان سليمة ولا تعانى من مظاهر التصلب المؤدى لضيقها أو تعرضها لحدوث جلطات.
ظاهرة القلب الكسير تعود غالبا لتعرض الإنسان لضغوط نفسية وعصبية متكررة متزامنة، لذا فعلاجها يختلف. يعتمد علاجها على محاولة التخلص من تلك الضغوط النفسية فى سياق أسبابها.
التعرض لحوادث السير أو السرقة أو الاغتصاب ينتج عنها ضغط عصبى ونفسى شديد، فقدان عزيز أو وظيفة، الإحساس بالظلم والغبن والشعور بالدونية، كلها عوامل يجب مناقشتها مع طبيب نفسى إلى جانب محاولة الإنسان نفسه للخروج من أزمته.