أحمد داود: الجمهور كان بحاجة لمشاهدة سوتس لتغيير المزاج -حوار

آخر تحديث: السبت 14 مايو 2022 - 8:20 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ محمد عباس:

- أردت تقديم الشخصية من وحى خيالى حتى لا أقع فى فخ تقليد النسخة الأجنبية
- تمسكى بالبطولة المطلقة كان سيحرمنى من مشاريع ناجحة ارتبط اسمى بها مثل «أولاد رزق» و«هيبتا» و«مملكة إبليس»
-أنتظر عرض «يوم 13» أول فيلم مصرى ثلاثى الأبعاد بالكامل


دائما ما يخطف الممثل أحمد داود الأنظار نحوه بسبب تمكنه ومهارته وبساطته فى تقديم الشخصيات المتنوعة سواء فى الدراما أو السينما، وآخرها تجسيده لدور المحامى «آدم منصور» الذى قدمه خلال مسلسل «سوتس» فى نسخته العربية.
ويتحدث داود لـ«الشروق» عن سر انجذابه للعمل، وهل شاهد النسخة الأصلية قبل التصوير أم لا، ورأيه فى تمصير الأعمال الأجنبية، وهل توقع كل ردود الأفعال على المسلسل، كما تحدث عن المشهد الأكثر تأثيرا على الجمهور وهو وفاة الجدة، وسر غيابه عن البطولة المطلقة وتعلقه بالبطولة الجماعية.

* ما الذى جذبك للمشاركة فى «سوتس بالعربى»؟
ــ عندما قرأت أول 5 حلقات اندمجت مع العمل، ووجدت نفسى أكتب ملاحظات حول الشخصية، وعلاقاته بجدته وزملائه بالمكتب وأصدقائه، وعن حياته بعد تغيرها، وعن حياته قبل العمل فى مكتب المحاماة وبعدها، وهذا بالنسبة لى هو ترجمة انجذابى للشخصية، ودائما أحكم على أعمالى منذ القراءة الأولى، فإذا وجدت نفسى منجذبا ومهتما بكتابة ملاحظات وأتخيل نفسى أثناء المشاهد، ولا أقنع نفسى بالعمل أو بتتابع الأحداث والمواقف، أوافق على العمل فورا، إلى جانب حالتى المزاجية فى الفترة التى أقرأ فيها العمل، فهى تتحكم فى أن أنجذب أو أميل إلى نوعية معينة من الأعمال، ففى فترة أكون مائلا إلى الرومانسية وفترة للأكشن وأخرى للأعمال الـ«لايت»، وفى رأيى أن الجمهور كان يريد تلك النوعية من المسلسلات فى رمضان للترفيه وتغيير المزاج.
* هل شاهدت النسخة الأصلية، وهل استعنت بها فى تكوين الشخصية؟
ــ من حسن حظى أننى عندما قرأت أولى 5 حلقات، لم أكن شاهدت النسخة الأصلية قط، وكنت مقررا ألا أشاهدها، وكنت أريد أن أقوم بالشخصية من وحى خيالى وقراءتى، حتى لا أقع فى فخ التقليد والتشابه، ولكن بعد ذلك أقنعنى القائمون على المسلسل بأن آخذ فكرة عن النسخة الأجنبية والإطار العام لها، فشاهدت بعض حلقات الموسم الأول، ولكنى توقفت لأنى لم أكن أريد أن يكتفنى شىء أو يحد خيالى، ولرغبتى فى ألا أترك لنفسى مساحة واسعة من الحرية فى إضافة تفاصيل للشخصية.
* هل كنت تقلق من المقارنة بالنسخة الأصلية؟
ــ لم أشغل بالى بفكرة المقارنة، فأنا أشعر كأننى مثل رسام يرسم لوحة، فمن الممكن أن يعطى شخص عدة رسامين فكرة، والأول ينفذها بطريقة والثانى بأخرى والثالث بطريقة مختلفة تماما عن الآخرين، خاصة وأننا لا نقدم قصة حقيقية أو شخصية موجودة بالفعل، وبشكل عام فأى مسلسل يصنع منه نسخا لبلدان مختلفة يتغير به العديد من الأشياء، حيث إن الهند تختلف عن كوريا تختلف عن مصر، فكل بلد تحذف ما لا يتناسب مع ثقافتها وتضيف إلى العمل بعضا من تفاصيل عاداتها، وهذا ما عملت عليه، بالطبع فاجأ الجمهور فى البداية ولكنه مع الوقت اعتاد وشعر بأنه خفيف ويستحق المشاهدة.
* مشهد موت الجدة أثر كثيرا فى الجمهور.. حدثنى عن تفاصيله وكيف حضرت له؟
ــ دائما أشعر بأنه عندما يبذل أى شخص مجهود فى شىء ما أو يعمل بجد، يعطيه الله هدية ليكافئه على تعبه، وأنا أشعر أن هذا المشهد هو هدية من الله، أكثر من كونى أقصد أن يخرج المشهد بهذا الشكل، فأنا أجتهد فى كل المشاهد حتى تخرج بأفضل شكل.
وهذا المشهد كان ظروف تصويره جيدة، حيث إنه كان آخر يوم تصوير بديكور بيت الجدة، وكنا نصور طوال الليل ووقت تصويره كان فى التاسعة صباحا، وعندما دخلت الغرفة التى صورت بها شعرت بأن الموت فعلا موجود بالمكان، وزاد من إحساسى الماكياج الذى وضع للبنى ونس، وبدأت أشحن بطاقة سلبية، حتى وصلت إلى حالة لا تحدث كثيرا بصراحة، وعندما وصلت إلى هذه الحالة بدأ فريق العمل يضيف بعد التفاصيل التى زادت من عمق المشهد كقراءة المصحف والورقة التى به، وكانوا يغيرون أماكن الكاميرا سريعا حتى يلتقطوا المشهد فى هذه الحالة، واستمرت معى هذه الحالة لساعات حتى بعد انتهاء تصوير المشهد.
ذكرنى المشهد بجدتى فى الوقت الأخير قبل وفاتها وتقبيلها ليدى أثناء زيارتى الأخيرة لها فى المستشفى، حتى إن الأمر نفسه حدث مع مهندس الصوت الذى قال لى بعد تصوير المشهد إننى ذكرته بالساعات الأخيرة مع والده قبل وفاته، وبدأ يحكى لنا عنه، وهذا الموقف أعطانى إشارة إلى أن هذا المشهد سيكون مؤثرا وسيترك انطباع قوى لدى الجمهور، وعندما شاهدت المشهد مع الجمهور، أدركت لماذا تذكر مهندس الصوت والده، لأن المشهد جعل المشاهدين يتذكرون الأشخاص الذين مروا معهم بموقف مشابه.
* هل تخوفت من رد فعل الجمهور على إطلاقك للإيفيهات؟
ــ بالنسبة لى لو تخوفت من رد فعل الجمهور فلن أفعل أو أقدم شيئا، وأنا أحب أن أكون على راحتى تماما وأجرب كل شىء ولا أخاف من رد فعل الجمهور، ولو تخوفت سأكون محجما وسأظل فى مكان ولن أقدم جديدا، وأنا أعمل لكى أكون سعيدا وأجد عملا أحب أن أقدمه، ولذلك لا أحب أن أصور فى رمضان ولكن ظروف التصوير ترغمنا على ذلك.
* من أين جاءت فكرة الاستعانة بمشاهد أو جمل من الأفلام؟
ــ فى النسخة الأصلية «زين» و«آدم» كلاهما يحبان مشاهدة فيلم كل يوم وقد ذكر هذا الأمر فى أول مقابلة بينهما، وكنا نبحث عن إيفيهات الأفلام أو جمل المشاهد التى تصلح للموقف الحالى بالمسلسل، وفى نفس الوقت موجود بذاكرة الجمهور يتذكر الفيلم سريعا عندما نقول الإيفيه أول الجملة، وكان هناك منها ما هو مكتوب ومنها ما كان وليد اللحظة، والعلاقة بينى وبين آسر ياسين جعلت الأمر يسير بمنتهى السلاسة ويخرج بشكل جيد على الشاشة بدون افتعال ويتقبله الجمهور.
* معظم أعمالك بطولة جماعية.. هل لا تهتم بالبطولة المطلقة؟
ــ من بعد مسلسل «سجن النسا» فى 2014 وأنا يعرض علىّ مسلسلات بطولة مطلقة، ولكنى أختار العمل الذى أشعر أنه سيجذب الجمهور وسيكون لديه صدى إيجابى عند عرضه، بغض النظر عن من الذى يتصدر البطولة سواء أنا أو غيرى، فهناك العديد من الأعمال الناجحة لا تستطيع ربطها باسم بطل واحد مثل «سوتس» و«جراند أوتيل» و«هذا المساء» و«أهو ده اللى صار»، وفى النهاية أنا أذهب إلى الدور الذى يكون فى عمل مكتمل العناصر، على أن أقوم بعمل بطولة مطلقة، ويركض خلفى الجمهور 30 حلقة، فأنا أزهق من نفسى، لذلك أنجذب أكثر إلى البطولات الجماعية خاصة فى المسلسلات، أما الأفلام فهى تتحمل البطولة المطلقة أكثر ولكن شرط اكتمال جميع عناصره، وتمسكى بالبطولة المطلقة كان سوف يضيع على مشاريع ناجحة ارتبط اسمى بها مثل «أولاد رزق»، و«هيبتا»، و«مملكة إبليس»، جميعهم لا تسطيع أن تشير إلى فنان بعينه وتقول إنه هو البطل أو النجم، ولكن المشروع هو البطل والنجم، وهذا هو الذى يعيش أكثر، ومن المؤكد أن البطولة المطلقة ستأتى مع الوقت، ولكن سيبقى فى ذهنى حتى وأننى الدور الرئيسى سأفضل أن يكون إلى جانبى 3 أدوار رئيسية بـ3 قصص رئيسية، حتى يكون هناك مشروع يعيش لسنوات.
* هل القضايا التى طرحت فى العمل هى نفسها التى كانت فى النسخة الأصلية أم تم تغييرها؟
ــ القضايا التى طرحت فى المسلسل جميعها مشابهة للنسخة الأصلية، فمثلا قضية التحرش موجودة بالنسختين لأنها تصلح لكل مكان، وبالطبع وضع فى الاعتبار تناسب القضايا مع الطابع المصرى، على سبيل المثال قضية لاعب كرة القدم فى النسخة الأصلية كانت لاعب بيسبول، وفى أمريكا شكل المحاكم مختلف تماما عن المحاكم فى مصر، كما أن القانون والإجراءات مختلفة.
* فى رأيك هل تمصير الأعمال سببه ضعف أو إفلاس الأفكار لدينا؟
ــ القيام بنسخة ممصرة أو عربية من أى عمل لا تكون سهلة إطلاقا لأنك دائما ما توضع فى مقارنة، ولكن السهل فى الأمر أن هناك مرجعا أن تعتمد عليه، ليس كونك كممثل، ولكن فى الكتابة والقصة، فهناك أصل يضمن لك أنه سيكون هناك أحداث ولا تجعل الجمهور يمل سريعا، على عكس الأعمال التى تكتب على الهواء أو أثناء التصوير فتجد هناك مط وتطويل بها لأنها تفتقر إلى الأحداث.
تقديم نسخ متعددة من أعمال أجنبية لا أعتبره إفلاس، فالأمر موجود فى جميع أنحاء العالم، وكل نسخة تحمل من روح البلد التى تقدم بها، فعلى سبيل المثال فى النسخة الأصلية الجدة تعيش فى دار مسنين وهذا بالنسبة إليهم أمر اعتيادى فهى أصبحت كبيرة فى السن وفى الدار ستجد من يهتم بها أكثر، أما فى نسختنا فهى تعيش معه فى نفس المنزل، وإذا كانت تعيش فى دار مسنين فإن الجمهور سينظر له باحتقار وأنه لا يوجد لديه أصل وقام بإلقائها فى دار لرعاية المسنين.
*هل كنت تتوقع ردود الفعل حول المسلسل؟
ــ كنت متأكد من أننا جميعا كنا مخلصين للعمل ونرغب فى إخراج مسلسل جيد وممتع للجمهور، ولكنى لم أكن متوقعا أن يحصل على كل هذه ردود الفعل الإيجابية، ولا يوجد من توقع هذا المستوى من النجاح، ولكنك تعمل وتتمنى أن ينجح العمل، وفى البداية كنت أرى أنه مسلسل بعيد عن نوعية الأعمال التى تطرح فى رمضان، لأنه بعيد عن فرقعة الحلقات الأولى ومحاولة جذب الجمهور، ولكنى اكتشفت أن الجمهور أيضا يحب الأعمال التى لا تدور حول شخص أو تبحث عن مرتكب فعل جريمة أو متابعة ماذا سيحدث لهذا الشخص.
* هل تهتم بمتابعة ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعى؟
ــ اهتم طبعا وأتابع ردود الفعل بعد انتهاء التصوير، فأثناء التصوير يمكن أن تؤثر ردود الفعل علىّ سواء كانت بالسلب أو بالإيجاب، لذلك أفضل ألا أتابع أثناء التصوير.
* هل سيكون هناك موسم جديد من «سوتس بالعربى»؟
ــ بعد نهاية رمضان أصبح هناك كلام حول فكرة طرح مواسم أخرى من المسلسل، ولكن حتى الآن ليس هناك قرار أكيد، وبالطبع لن يطول الموضوع لتقديم 9 مواسم.
* ما الذى تحضر له فى الفترة القادمة؟
ــ أنتظر عرض فيلم «يوم 13» وهو أول فيلم مصرى ثلاثى الأبعاد «3D» بالكامل، والفيلم تكلفة إنتاجه عالية، كما أن فريق العمل به على أعلى مستوى، ومن بينهم دينا الشربينى، وشريف منير، ومحمد ثروت، ونسرين أمين، وهو من تأليف وإخراج وائل عبدالله، وينتمى لنوعية الإثارة والتشويق، ومن المقرر أن يطرح بالتزامن مع عيد الأضحى، وأنا متحمس جدا لرؤيته على شاشة السينما. كما سأبدأ تصوير فيلم «هيصة» خلال الأيام القادمة، وهو من تأليف محمد ناير وإخراج عثمان أبو لبن، وتدور أحداثه حول كرة القدم والمزيكا فى إحدى المناطق الشعبية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved