مى مدحت فى حوار مع «الشروق»: لقاء أوباما قفز بعدد مستخدمى تطبيقات «إيفنتوس» 50% فى 4 أيام

آخر تحديث: الخميس 14 يوليه 2016 - 1:11 م بتوقيت القاهرة

حوارــ شيماء شلبى:

فوجئت باختيارى لمقابلة الرئيس الأمريكى ومؤسس «فيس بوك» لمناقشة مشروعى
نحصل بين 600 دولار و 1400 دولار كرسوم من منظمى الفاعليات الصغيرة.. وهى تمثل دخل المشروع
نسعى للتوسع خارج مصر ودبى وخلال عامين سنؤسس مكتبا فى أوروبا
عدم توفر التمويل والبيئة التشريعية والقوانين غير المناسبة وخلو الأنظمة التعليمية من ثقافة الإبداع.. أهم معوقات مشروعات ريادة الأعمال فى مصر
إجراءات تسجيل الشركات فى دبى واضحة ومحددة ومختصرة.. وفى مصر معقدة
من الصعب تكرار تجربة «فيس بوك» فى مصر أو فى العالم
مى مدحت.. المصرية التى قابلت الرئيس الأمريكى باراك أوباما، فى «ملتقى رواد الأعمال العالمى لعام 2016»، كانت واحدة من ضمن ثلاثة رواد أعمال، اثنان من الرجال من كل من رواندا الافريقية، وبيرو فى أمريكا اللاتينية، تعتبر هذا اللقاء توليفة من حسن الحظ والتقدير ورسالة إلهية للاستمرار فى خطوات «اللحاق بالحلم»، بحسب تعبيرها فى حوارها مع «الشروق»، بدليل القفزة فى عدد المشتركين على التطبيق الخاص بها خلال الايام الاربعة بعد هذا اللقاء، والذى شارك فيه أيضا مارك زوكربرج، وارتفع عدد مستخدميه بنسبة 50%.

مي مدحت شركة ايفنتوس تصوير هبه خليفة

ــ ما هو المشروع الذى أهلك لهذا اللقاء؟

ـ أسست مع مجموعة من الاصدقاء «ايفنتوس» منذ اربع سنوات، وهى عبارة عن منصة لتجميع الفاعليات والمؤتمرات والمعارض والرحلات والحفلات. بدأ الأمر كمحاولة لسد فجوة الاحتياج لمعرفة اماكن وتوقيتات الاحداث المختلفة، ووجدنا انه يمكن للتكنولوجيا أن توفر حلولا «رائعة» لسد هذه الفجوة، وهذا بالفعل ما نقوم به بشكل يومى فى Eventtus، إذ نبحث دائما عن طرق جديدة لتطوير وتحسين التواصل أثناء الفعاليات للحاضرين والمنظمين على حد سواء. نجاح الامر دفعنا إلى التوسع بفتح أول مكتب لنا بدولة اخرى، وكانت الامارات المتحدة مدينة دبى، ومنذ ذلك الحين أصبحت Eventtus شريكا فى معظم فعاليات وأحداث ريادة الأعمال بالشرق الأوسط، وقام أكثر من 800 منظم للفعاليات باستخدام منصتنا لإدارة وتنظيم أكثر من 8000 حدث، وأصبح لدينا عملاء مثل Harvard Arab Weekend بالولايات المتحدة، DMG Events، ArabNet، وقمة RiseUp وحاليا تعمل مع Dubai Expo 2020.

ــ كيف وصلت إلى منصة قمة ريادة الأعمال وشاركت فى أحد أهم اللقاءات التى شهدتها القمة؟

ـ سجلت لحضور هذا المؤتمر مثل كثير من الشباب اصحاب الافكار والمشاريع العاملين فى مجال ريادة الاعمال، وفوجئت بحضور اوباما ومارك للفاعلية، وأيضا باختيارى لاعتلاء المنصة وتقديم مشروعى، حيث تم اختيارى ضمن 3% ممن تقدموا للمشاركة.

تضمن طلب المشاركة تلخيصا عن مشروعى واهدافى واحلام فريقى فى تطور هذا المشروع. وبعد وصفى لفكرتى، تم اعلامى باختيارى للجلوس على ذات المنصة إلى جانب الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ومؤسس موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك مارك زوكربيرج ولم يكن احد من الحضور يعلم بحضورهما الفاعلية.

ــ ما هو المميز فى منصة اعمال تهتم بجمع الايفنتات للاعلان عنها بخلاف الاليات الموجودة بالفعل للاعلان؟

ـ تقدم منصتنا أدوات للمنظمين والحضور، تمكنهم من التواصل عبر إقامة شبكة تواصل اجتماعى بينهم – عبر ابلكيشن الانترنت ــ فى هذه الشبكة يمكن إضافة الأفلام والصور والتعليقات، أو إجراء الاستطلاعات.

ثم أضفنا أدوات تحليلية تمكن المنظمين من معرفة مدى نجاح الفاعلية، باستثمارات مالية. نقيس عدد الحضور، ونتعرف على ردود أفعالهم وما الشىء المميز أو المتحدث أو الأمر الذى لاقى إعجاب الحضور عبر تفاعل الحضور.

وتتنوع الفاعليات من حيث الحجم، فنحن ننظم ورش عمل لـ 15 فردا، وننظم فاعلية بحجم قومى يا مصر «rise up Egypt summit»، والذى حضره نحو 5000 فرد، كما قمنا بتنظيم فاعلية تمهيدية فى دبى تابعة لexpo 2020، حيث يقومون بتنظيم من 4 إلى 5 فاعليات سنوية تحضيرا لهذا الحدث، هذا بالإضافة إلى فاعليات مع مؤسسات مثل عرب نت فى لبنان والسعودية ودبى.

فى rise up Egypt استمر الـ 5000 مشارك على تواصل عبر التطبيق، والمنظمون كانوا مهتمين بقياس ردود فعل الحضور بعد انتهاء الفاعلية سواء بالتعليقات أو استطلاعات الرأى، وهذا يفيدهم فى تطوير الفاعلية سنويا.

ونجح الامر حتى وصلنا إلى 89% من حضور المؤتمرات التى ننظمها يقومون بتنزيل التطبيق، وهذه نسبة انتشار كبيرة، «فهذا هو جمهورنا، وليس كل الناس، هؤلاء مشتركون فاعلون وهذا الرقم أضعاف أضعاف ما يصل إليه منافسونا».

ــ وكيف تحصلون على دخل من هذا المشروع؟

ـ نعتمد فى دخلنا الرئيسى على حصة صغيرة نأخذها من المنظمين، فهناك نسخة مجانية من التطبيق ونسخة اخرى خاصة بالمستثمرين اصحاب الفاعليات، وهى مصروفات منتظمة تتراوح بين 600 دولار و 1400 دولار، وهناك تسعيرة أخرى خاصة بالفاعليات الكبرى.

ــ هل تلقيت عروضا للاستحواذ أو الاندماج مع كيانات اخرى بعد المؤتمر؟

ـ لا يوجد ما نستطيع التحدث عنه الان، ونحن نعلم أننا مازلنا أمام طريق طويل وما أنجزناه هو شىء بسيط فى eventus، ولا نخشى الاستحواذ، ولدينا أفكار للتوسع داخل وخارج العالم العربى.

ــ كنتم محظوظين لاستمرار شركتكم فى توقيت لا تنجح فيه الشركات الصغيرة بسهولة، ما هى المعوقات التى قابلت شركتكم؟

ـ لا أنكر نجاح الشركة الكبير ولكن المسألة ليست مرتبطة بالحظ وحده بل هناك مجهود كبير تم بذله من فريق العمل الذى يعمل 24 ساعة، وربما يكون جمع كفاءات جيدة فى الشركة «أفضل وأشطر منى»، وتوفير تدفق نقدى كاف لاستمرار الشركة ودفع الاجور من اسباب هذا النجاح.

وأعتقد ان من المعوقات الرئيسية التى يعانى منها مجتمع ريادة الاعمال، عدم توفر التمويل الكافى والبيئة التشريعية والقوانين المناسبة، اضافة إلى خلو الانظمة التعليمية من ثقافة الابداع.

ــ كم حجم رأس المال الذى بدأتم به مشروعكم وما الرقم الذى تستهدفون الوصول اليه؟

ـ تقول مدحت ضاحكة، بدأنا بأموالنا الشخصية، نحن مجرد مبرمجين كل ما نملكه هو قدرتنا على بناء الأكواد، وهو الامر الذى لا يحتاج تمويلا كبيرا، فالاصول التى تعتمد عليها الشركة عبارة عن افكارنا والاجهزة والمكان الذى يجمعنا ولم نحتج لتعيين آخرين وبالتالى كانت تكلفة الاستثمار منخفضة للغاية.

ــ قمت بتسجيل شركة فى مصر، واخرى فى الامارات، كيف كان الفرق فى اجراءات التسجيل والطلب على منصتك بين البلدين؟

ـ فى دبى اجراءات التسجيل واضحة ومحددة ومختصرة ويتم تسهيل وتذليل العقبات لها بكل الطرق، لكن فى مصر الامور كانت اكثر تعقيدا وغير واضحة المعالم واضطرتنا لاتخاذ خطوات كثيرة حتى استطعنا تنفيذها، فى دبى، لم يستغرق الوقت المطلوب سوى من أسبوع لأسبوعين فى مصر يمكن ان تستغرق نفس المدة ولكن بإجراءات اشد تعقيدا واكثر صعوبة وبدون ارشادات واضحة.

أما بالنسبة لفوارق الطلب بين البلدين، فالطلب أكبر فى دبى بالتأكيد، بسبب ان سياحة الفاعليات جزء أساسى من الاقتصاد هناك، والدولة تشجعه بشدة، وكثير من المستثمرين والاشخاص العاديين يسافرون إلى دبى بغرض حضور هذه المؤتمرات، وهو ما يفتح لنا فرص للعمل فى دول الضيوف الذين يحضرون الفاعليات، بالإضافة إلى الانتشار الواسع لاستخدام التكنولوجيا.

ــ وفقا للخطة الاستراتيجية للدولة فانه من المستهدف بحلول 2030 ان تكون مصر مصنفة ضمن اول 40 دولة فى استخدام التكنولوجيا، وضمن اكبر 20 دول فى الابداع التكنولوجى وبراءات الاختراع على مستوى العالم، هل تعتقدين فى امكانية تحقيق ذلك، وما هى المعوقات التى يمكن ان تواجه ريادة الأعمال فى مصر؟

ـ عملية البحث عن رأس المال اللازم لبدء المشروع هى اهم العقبات التى تواجه مشاريع ريادة الاعمال فى مصر، ولا يوجد دعم كاف من الحكومة أو من غيرها، فى هذا الاطار بالإضافة إلى تقصير الإعلام بالتعريف بهذه المبادرات، وهو ما يقلل الفجوة بين رواد الأعمال وكبار المستثمرين والفئة المستهدفة من الخدمات التى يقدمونها، فكبار المستثمرين لا يثقون فى جدية رواد الأعمال فى مصر، على عكس الوضع فى دول أخرى مثل الولايات المتحدة التى يعتمد اقتصادها بشكل كبير على رواد الأعمال والمبادرات الفردية.

وعلى سبيل المثال فقمة رائد الأعمال الدولية التى التقيت فيها بأوباما وزوكربرج global entrepreneur summit، هى فاعلية تابعة لحكومة الولايات المتحدة يحضرها رجال أعمال وممثلون عن 20 حكومة، جاءوا للاستماع إلى رواد الأعمال.
وقال «بالطبع هناك مشاكل مختلفة بين اولويات الدول حول العالم، ولكن هناك اتفاق على أن الحكومة وصناع القرار فى مصر، عليهم ان يعرفوا أن توفير التمويل من القطاع البنكى وغيره هو أولوية لرواد الأعمال، بالإضافة إلى ضرورة حماية أموال المستثمرين بالتشريعات اللازمة، وضرورة تسهيل الإجراءات فيما يتعلق بتأسيس الأعمال، وخاصة تلك المرتبطة بالإنترنت، وهناك حاجة أيضا إلى دعم البنية التحتية خاصة فيما يتعلق بسرعة الإنترنت واستمرارية إتاحته من الأساس.

«ممكن نصحى الصبح نلاقى حد سرق خط التليفون ونقعد نرجعه فترة، لعدم وجود بديل سريع، وهو ما يمكنه التأثير على عملنا، ولكن رواد الأعمال عموما عليهم التفكير بشكل إيجابى وتجاوز هذه المصاعب.

ــ ولكن لدى وزارة الاتصالات مخصصات دائمة لمشروعات ريادة الاعمال الناشئة ولدعم المشروعات الصغيرة، هل حصلتم على دعم من أى من هيئات الوزارة المختلفة؟

ـ لم نحصل لاننا لم نتقدم للحصول على اى من دعم هذه الهيئات، ولكن نعلم ان هناك اكثر من برنامج لدعم الشركات تابع للوزارة.

ــ ما هى خططكم المستقبلية؟

ـ خططنا للمستقبل تتركز فى التوسع خارج مصر ودبى، لدينا فاعليات فى كثير من الدول، ونستهدف أن يصل التطبيق لأكبر عدد ممكن للاشخاص حول العالم، وهذا مرتبط بتطبيقنا الذى يسهل انتشاره فى كل دول العالم، على عكس كثير من التطبيقات ذات الطابع المحلى، ونريد ايضا جذب استثمارات أجنبية للتطبيق، وإظهار قدرة المواهب المصرية على النجاح عالميا، وهذا أمر أصعب، ولكن تطبيقنا ككثير من التطبيقات المصرية قادرة على المنافسة فى الخارج.

وفى النهاية ستبقى السوق المصرية أساسية بالنسبة للشركة وسيبقى فريق العمل المصرى مستمرا، وخلال عامين نخطط لأن يكون لنا مكتب فى أوروبا.

ــ ما هى أفضل تجارب للشركات فى هذا المجال، تعتقدين انه نموذج يمكن الاقتداء به؟

ـ هناك شركة «كيجامى» التى تدير صفحات التواصل الاجتماعى العربية لعدد كبير من العملاء الدوليين مثل نت فليكس، وإى سى روما، وغيرها من الأندية العالمية، وهى صاحبة فكرة رائدة لذلك كبرت على مستوى عالمى، عكس كثير من الشركات المتخصصة فى إدارة صفحات التواصل الاجتماعى التى تفكر محليا فقط. هناك «انستباك» التى توفر أدوات لمطورى خدمات الهاتف المحمول ولديهم عملاء مثل sound cloud، وtwitter، وغيرها، بالاضافة إلى موقع «وظف» التى تم الاستثمار فيه من شركات أوروبية.

ــ هل من الممكن ان تتكرر تجربة تأسيس موقع مثل «فيس بوك» كأحد مشاريع ريادة الاعمال التى تعتمد على الشباب فى مصر؟

ـ من الصعب ان تتكرر تجربة «فيس بوك» ليس فى مصر فقط ولكن فى العالم كله، الا انه ليس بالمستحيل ان يصل مشروع صغير للعالمية، مثل هذه التجربة، المهم ان يكون هناك رؤية وعمل جاد، فـ«فيس بوك» مازالت حتى الان تسعى للتطور والتحديث ولا تقف لحظة عن النشاط أو السعى وراء الجديد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved