القصة الكاملة لحادث «كمين البدرشين» الإرهابي.. والنيابة: 45 طلقة نارية فى جثامين رجال الشرطة

آخر تحديث: الجمعة 14 يوليه 2017 - 5:51 م بتوقيت القاهرة

كتب – مصطفى حمدى: 

- شهود عيان: الإرهابيون سكبوا مادة قابلة للاشتعال على جثث أحد الضحايا 

- مدير مباحث الجيزة: حددنا أوصاف الجناة بعد مراجعة كاميرات محطة وقود بجوار الحادث
استشهد، صباح اليوم، أمين شرطة وفرد و3 مجندين، فى هجوم مسلح لثلاثة ملثمين كانوا يستقلون دراجة بخارية وأطلقوا الرصاص عليهم، فيما فرضت قوات الأمن كردونا أمنيا حول موقع الحادث وتم نقل الجثث إلى مشرحة مستشفى الشرطة.


وأعلنت وزارة الداخلية، اليوم، أن الهجوم استهدف إحدى الدوريات الأمنية بمركز البدرشين فى الجيزة، فيما قال مسئول مركز الإعلام الأمنى، فى بيان صحفي، إنه أثناء مرور إحدى سيارات القول الأمنى المعين لملاحظة الحالة بدائرة مركز شرطة البدرشين بالجيزة، قام ثلاثة مجهولين يستقلون دراجة نارية، بإطلاق أعيرة من سلاح آلى كان بحوزتهم تجاه السيارة، مشيرا إلى أن أحد ضباط الشرطة الذى كان على مقربة من الحادث بادلهم إطلاق النيران، ما أجبرهم على الفرار.

وأشار البيان إلى أن الحادث أسفر عن استشهاد أمين شرطة وأحد الأفراد وثلاثة مجندين، وأنه تم انتقال الأجهزة الأمنية بقيادة اللواء هشام العراقى مدير أمن الجيزة وعدد من قيادات الوزارة لموقع الحادث.

وقال مصدر أمنى أمس لـ«الشروق»، إن وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار وجه بتشكيل فريق بحث من قطاعى الأمن الوطنى والأمن العام للوقوف على ملابسات الهجوم الإرهابى المسلح على كمين الشرطة بالبدرشين فى الجيزة، وتحديد هوية مرتكبيه وضبطهم.

أضاف المصدر أنه تم نشر العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة بمحيط منطقة الهجوم الإرهابى لإغلاق كافة المداخل والمخارج، لتطويق الجناة وضبطهم، فيما استمعت القيادات الأمنية بمديرية أمن الجيزة لأقوال عدد من شهود العيان، أكدوا أن المتهمين كانوا يستقلون دراجة بخارية، وبحوزتهم أسلحة آلية وأطلقوا وابلا من الأعيرة النارية على أفراد الكمين وفروا هاربين.

وصرح مصدر أمنى بمديرية أمن الجيزة لـ«الشروق» بأن دورية أمنية كان يترأسها ضابط، تقوم بتأمين المناطق السياحية والأثرية حاولت ملاحقة منفذى الهجوم الإرهابى على الكمين إلا أنهم لاذوا بالفرار واختفوا وسط الزراعات.

وأوضح أن مديرية أمن الجيزة أعلنت رفع حالة الاستنفار الأمنى الكامل بمنطقة البدرشين والمناطق المحيطة بها، عقب تعرض سيارة شرطة تتبع إدارة تأمين الطرق السياحية، وأنهم كانوا فى خدمتهم من الصباح الباكر لتأمين المنطقة.

وانتقل فريق من نيابة البدرشين برئاسة المستشار محمد صلاح إلى قرية أبو صير بمركز البدرشين بجنوب الجيزة، لمعاينة موقع الكمين الذى تعرض للهجوم، وانتدبت النيابة العامة فريق المعمل الجنائى لجمع الأدلة الجنائة فى موقع الحادث، ومناظرة جثامين الضحايا، وطلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة، لتحديد كيفية حدوث الهجوم الإرهابى الذى استهدف الكمين الأمنى.

وكشفت معاينه النيابة عن قيام الجناة بإطلاق الرصاص على إطارات سيارة الشرطة لإيقافها ثم أطلقوا الرصاص على أفراد الكمين وكانوا يرتدون ملابس سوداء داكنة وملثمين بقماش أسود، بينما تعدد الطلقات فى جثامين شهداء الشرطة بين الرقبة والرأس والصدر والقلب، موضحة أن إطلاق الرصاص كان كثيفا على الجزء العلوى لهم.

واستمعت النيابة إلى عدد من شهود العيان، والضابط الذى كان يمر صدفة أثناء الحادث وحاول إطلاق الرصاص عليهم، فيما تم التحفظ على سيارة الشرطة، كما تحفظت على فوارغ طلقات الرصاص التى جمعتها الأدلة الجنائية، ووصلت إلى 45 طلقة نارية تم توجيهها ضد شهداء الشرطة.

وانتقلت«الشروق» إلى موقع الحادث، حيث تبين وجود 3 من جثث الشهداء على الأرض، وجثة أحد المجندين داخل السيارة التى تهشمت تماما بسبب الطلقات النارية، فيما انتشرت قوات الأمن بشكل مكثف فى محيط الحادث، وذلك فى وجود عدد من القيادات الأمنية، على رأسهم اللواء هشام العراقى مدير أمن الجيزة، واللواء إبراهيم الديب مدير الإدرة العامة للمباحث، حيث استمعوا إلى شهود العيان، الذين أكدوا أن الحادث وقع فى الساعة السابعة ونصف صباح اليوم، فيما تم نشر أكمنة ودوريات أمنية ثابتة ومتحركة فى جميع الطرق التى يتوقع هروب المتهمين منها أو إليها.

ورصدت «الشروق» انتشال جثث الضحايا فى تمام الواحدة ونصف ظهرا بعد انتهاء النيابة وأجهزة الأمن من إجراء المعاينات التصويرية اللازمة لموقع الحادث وسط تواجد كبير من أهالى المنطقة، الذين نددوا بالحادث وطالبوا بسرعة القصاص من القتلة.

وتواجد أحد أشقاء المجندين الذين استشهدوا فى الحادث، ودخل فى نوبة بكاء شديدة، قبل أن ينام بجواره مرددا: «أخويا أخويا»، وسط محاولات تهدئة قيادات الأمن له، بينما قام عدد من أطفال المنطقة بتحويل كميات من الرمال لتغطية دماء الشهداء عقب انتهاء النيابة من المعاينة التصويرية، وانتهاء سيارات الإسعاف من نقل جثث الشهداء إلى المشرحة.

وقال اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة لـ«الشروق»، إن أجهزة الأمن تمكنت من معرفة أوصاف العناصر الإرهابية بعدد مراجعة كاميرات المراقبة المتواجدة فى محطة بنزين مصر، التى تبعد عن موقع الحادث أمتارا قليلة، مشيرا إلى أن تشكيلات أمنية على أعلى مستوى مكونة من الأمن الوطنى والعام والمباحث الجنائية خرجوا فى حملة هى الأكبر من نوعها للقبض على الإرهابيين، وأن التحريات أكدت أنهم تورطوا فى عدد من العمليات الإرهابية الأخيرة التى شهدتها محافظة الجيزة وعدد من المحافظات الأخرى.

والتقت «الشروق» بعدد من شهود العيان الذين أكدوا أن 3 ملثمين انتظروا وصول كمين أبوصير الأمنى قبل الحادث بنصف ساعة تقريبا، وبمجرد وصول سيارة الكمين التى كان يستقلها الضحايا أطلق الملثمون أعيرة نارية بشكل مكثف فى اتجاهين، ما تسبب فى استشهاد رجال الشرطة.

وقال سيد كاسب، أحد الشهود، إن العناصر الإرهابية لم تكتف بإطلاق أعيرة نارية تجاه قوت الأمن، بل قاموا بسكب مادة قابلة للاشتعال على جثث أحد الضحايا، وإشعال النار فيه، مضيفا أنه شاهد 3 أشخاص كانوا يستقلون دراجة نارية بدون لوحات معدنية، يحمل اثنين منهم أسلحة آلية، أطلقا النيران صوب الكمين فور وصوله، بينما قام سائق الدراجة النارية بسرقة 3 بنادق آلية وعدد من الأقمصة الواقية من الرصاص.

أضاف أنه شارك عدد من الأهالى فى مطاردة تلك العناصر مستخدمين الحجارة وزجاجات كانت بحوزتهم، إلا أن العناصر أطلقت النيران فى اتجاههم ففروا هاربين.

وقال محمد شرف أحد شهود العيان، إن ضابط تصادف وجوده بمحطة وقود مصر المجاورة لموقع الحادث شاهد محاولة هروب الملثمين فأخرج سلاحة النارى وأطلق النيران صوب العناصر الإرهابية، لكنهم فروا هاربين، مضيفا أنه شاهد أمين الشرطة الذى كان يقود القول الأمنى أثناء محاولته التصدى للعناصر الإرهابية بعد نجاته فى المرة الأولى، بعدما اختبأ خلف سيارة ببعد عن موقع الحادث نحو 50 مترا، إلا أنهم تمكنوا من مطاردته حتى تمكنوا من قتله.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved