في عيد ميلاد عطا المراكيبي.. مقارنة بين ما كتبه محفوظ وما قدمه أحمد خليل في «حديث الصباح والمساء»

آخر تحديث: الأحد 14 يوليه 2019 - 1:30 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

حلت ذكرى ميلاد الفنان أحمد خليل، أمس، السبت، 13- يوليو- وهو المولود في مدينة المنصورة عام 1941، درس في قسم التمثيل بالمعهد العالي للسينما وتخرج منه عام 1965، غاب عن الفن لفترة أثناء سفره للخليج، ولكنه عاد وقدم الكثير من الأدوار خاصة التاريخية والتي تعتبر بمثابة بوابة للانتشار في عالم الدراما التلفزيونية مع قلة في التواجد السينمائي.

اشتهر خليل بتقديم أدوار رجل الأعمال الثري وما بين الشر والطيبة تنوع شكل الدور، كما شارك في أعمال فنية تاريخية متعددة، مثل "علي باشا ماهر" في الجماعة، و"سعد زغلول" في مصر الجديد، "أبي سفيان بن حرب" في الوعد الحق، "يوسف الثقفي " في أبي حنيفة النعمان، "مؤيد الدين بن العلقمي" في الفرسان.

وتُعد شخصية "عطا المراكيبي" في مسلسل حديث الصباح والمساء إحدى أشهر الأدوار التي قدمها أحمد خليل، وهو المسلسل المأخوذ عن رواية للروائي نجيب محفوظ وقدم المعالجة التلفزيونية لها الكاتب محسن زايد.

وفي ذكرى ميلاده الـ78 تُلقي الشروق الضوء على هذه الشخصية المختلفة التي قدمها خليل انعكاساً لما كتبه محفوظ ورؤية زايد الدرامية..

الرواية

بدأت شخصية عطا في الرواية منذ صباه، كان طفلاً يتيماً، أخذه أحد التجار المغاربة، وجعله يعمل معه في "الدكان" الخاص به وقام بتربيته، وحينما أصبح شاباً زوجه من ابنته الوحيدة.

وصف محفوظ بنية المراكيبي الجسمانية بأنها قوية وخشنة وضخم الرأس وذو قسمات وجه غليظة وحادة، ورغم اختلافه عن صديقه يزيد التاجر والشيخ القليوبي العالم الأزهري لكنه استطاع تكوين صداقه قوية معهم.

أبرزت الرواية قوة عطا كتاجر سواء وهو يمتلك محل صغير ورثته زوجته عن أبيها، وحينما اصبح زوج الأميرة هدى استطاع السيطرة على كافة أملاكها وإدارتها ببراعة وعمل على زيادتها، فيقول محفوظ " إن الثروة كشفت مواهبه الكامنة وقوة شخصيته".

صورته الرواية كشخص مادي موالي لكل تيار وفق لقوة هذا التيار، واتضح ذلك فيما ذكرته الرواية :"أدرك عطا الثورة العرابية ولكنها لم تغزو وجدانه الوطني وإنما من زاوية أملاكه وأمواله، فلما صعدت موجتها وظن أنها المنتصرة أعلن تأييده لها ولما تكالبت عليها القوى المعادية ولاح فشلها في الأفق أعلن ولاءه للخديو".

وكانت نهايته في الرواية بمرض الشيخوخة وذكرت أن زوجته هدى لحقت به بعد أشهر قليلة.

المسلسل

لم يبتعد محسن زايد عن الصورة التي رسمها نجيب محفوظ لشخصية "عطا المراكيبي" كثيراً بل حاول تقديمها بكافة تفاصيلها مع إضافة بعض التفاصيل، مثل كف يده الموشوم الخشن وهو همزة الوصل الأولى التي أعجبت بها شخصية "هدى هانم".

ولم تختلف شخصية عطا في المسلسل الموالية للقوى الحاكمة في البلاد عن ما كتبه نجيب، ونقل العمل مواقفه السياسية من الثورة العرابية والخديوي والانجليز كما كُتبت.

وأبرز المسلسل جانب الوفاء في شخصية المراكيبي، فلم تنقطع صداقته مع أصدقاء الغورية، وظل يزور يزيد ويلم يقطع الود معه بل سانده في تعيين ابنه عزيز، وحينما عاد داوود من دراسته للطب وقف بجانبه وبحث له عن زوجة مناسبة من بنات الطبقات العليا.

نقلت الشخصية التي قدمها أحمد خليل تفاصيل الرواية بشكل كبير، من قوة الشخصية وحب الثراء وذكائه كتاجر ولكن زايد سلط الضوء بقوة على حبه الشديد لهدى وحبها العميق له مما جعلها تنسى أنها أميرة وهو يعمل بصناعة الأحذية مما جعلهما يظهران كشخصيتين رومانسيتين، ويتضح ذلك في أكثر من مشهد مثل:

مشهد الزواج، ورقص هدى له رغم مكانتها الاجتماعية، وأيضاً طاعتها له حينما يقرر التعاون مع الإنجليز وبيع أغذية من منتجات مزارعها رغم رفضها لقراره.

 

 

 

مشهد موت عطا بعد إصابته بشلل منعه من الحركة، وقد توفيت هدى بعد سنوات كثيرة من رحيله على عكس الرواية.

 

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved