«الشروق» فى مسرح عمليات الحملة «نسر» بحثًا عن الجهاديين بسيناء

آخر تحديث: الثلاثاء 14 أغسطس 2012 - 1:17 م بتوقيت القاهرة
احمد عدلى

 

 

الجورة والعجالين والتومة والشلاق، 4 قرى فى محافظة شمال سيناء لم يسمع بها غالبية المصريين من قبل، لكن تصريحا لمصدر عسكرى وضعها على خريطة الأخبار المحلية والعالمية، بعد أن شنت القوات المسلحة عملية «نسر» بحثا عن إرهابيين وجهاديين، وبعد تأكيدات بأن الإرهابيين يختبئون فى هذه القرى وفى محيطها.

 

طافت «الشروق» بالقرى الأربع على مدار 3 أيام بحثا عن آثار الجهاديين والإرهابيين وتتبع آثار عمليات القوات المسلحة التى لم تسفر فى النهاية إلا عن انهيار حائط ونفوق كلب ضال، فيما لا حشد المدرعات والدبابات مستمرا.

 

تقع القرى ما بين العريش ورفح، بعضها على الطريق الدولى السريع والبعض فى العمق، وإن كان يمكن التواصل بينها من خلال الطرق الصحراوية الخالية من السكان والسيارات أيضا، والتى لا يعرفها سوى أهالى سيناء، وهى بلا لافتات أو إشارات تدل على المكان الذى تتواجد فيه.

 

غالبية الأهالى ينتمون إلى التيار السلفى المعتدل، يطلقون اللحى ويحكمون بالشريعة الإسلامية فى الخلافات فيما بينهم، فيما ينظر الكبار منهم إلى الجيش باعتباره حامى البلاد الذى يجب مساندته.

 

الكثبان الرملية تنتشر حول القرى، لا وجود للجبال فى المنطقة، إلا بعد 80 كليومترا حيث يوجد جبل الحلال.. الذى يمثل المادة الرئيسية لحوار الأهالى هذه الأيام وبعد حادث رفح الإرهابى، وهو المكان الذى يعرف بأنه وكر للخارجين على القانون، مطالبين بإعادة الحملات الأمنية لتطهيره، حتى يمكن للأمن أن يسيطر على سيناء.

 

الأهالى يشيرون بأصابع الاتهام إلى إسرائيل معتبرين أنها صاحبة المصلحة فيما حدث، بينما تتباين آراؤهم حول الرئيس محمد مرسى وما يمكن أن يقدمه لهم، فالبعض يرى أن المزيد من الوقت يمكن أن يزيل آثار تجاهل المسئولين لسيناء، مستشهدين بزيارته لسيناء مرتين فى أسبوع واحد فيما يعتقد آخرون أن الأمر سينتهى دون شىء كما كان يحدث فى السابق.

 

حين تعبر مدرعات الجيش من أمام إحدى القرى فإنها لا تجد سوى ترحيب من الأهالى ودعاء للجنود بالتوفيق فى مهتهم، ويلتقط البعض الصور التذكارية بالهواتف المحمولة، وفى الليل يسمع الأهالى أصوات الطائرات التى قالوا إنهم يسمعونها لأول مرة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد.

 

وعلى الرغم من اتساع مساحات القرى واختلاف العائلات التى تقيم فيها، إلا أن المشاكل المشتركة بينهم واحدة، فالفقر المدقع والبطالة الهائلة، وشح المياه، وانحسار الغاز، كلها مشكلات يعانى منها الأهالى.

 

وترتفع نسبة الملوحة بالمياه لدرجة يصعب على الإنسان تناولها، وهو ما يدفع الأهالى لشراء المياه من السيارات التى تبيع الجركن بجنيه، والفنطاس بـ200 جنيه، وأمام محطات البنزين تحتشد عشرات السيارات، غير أن غالبية المحطات أغلقها أصحابها وهو ما يرجعه الأهالى إلى تهريب البنزين والسولار لقطاع غزة عبر الأنفاق بأربعة أضعاف ثمنه ما يحقق عائدا يصل إلى 150 ألف جنيه فى الحصة اليومية للمحطة، وفقا لما قاله سلمى الجميعان أحد أبناء مدينة الجورة والذى وقف ينظر إلى محطة البنزين الواقعة أمام محله بعدما تركها صاحبها ليهرب حصته عبر الانفاق بعد الثورة.

 

بعض المنازل بالقرى شيدت على غرار المنازل الأوروبية، لكن فى عمق الصحراء، حيث تقف وحيدة، فيما يسيطر الهدوء على الطريق الذى لا يخدشه سوى صوت سيارة صاحب المنزل هذا أو ذاك أو سيدة بزيها البدوى تقود سيارة كارو فى طريقها إلى المدينة برفقة أبنائها.

 

«التومة» التى تبحث عن تحسين سمعتها

 

الجورة.. هنا مقر قيادة قوات حفظ السلام

 

العجالين.. الجيش يقف بعيدًا

 

الشلاق.. الباحثة تبحث عن الأمن

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved