أزمة كورونا تخلق نوعا جديدا من مهاجرين الطبقة المتوسطة التونسيين

آخر تحديث: الجمعة 14 أغسطس 2020 - 11:09 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد:

تطأ أقدامهم السواحل الإيطالية، بكامل أناقتهم، حاملين حقائب سفر، وكأنهم سائحون يقضون عطلتهم الصيفية، ولكنهم جاءوا هاربين من ظروف اقتصادية صعبة.. إنهم المهاجرين التوانسة الذين دفعتهم أزمة كورونا إلى ترك عائلاتهم وبلادهم، متجهين صوب المجهول، أملاً في تحسين معيشتهم.

يقول (أحمد) أحد المقيمين فى جرجيس التونسية، للجارديان البريطانية، إنه بعد فقده عمله السياحى بسبب كورونا، عقد العزم على تجميع 4 آلاف دينار، وهي اللازمة لهجرته من خلال عمله بأحد الجيمات، مضيفا أن المرأ فى تونس بإمكانه إيجاد عمل، ولكن دون كسب المال، فما يأتى من العمل يذهب سريعا مع غلاء المعيشة.

وتزامن ظهور وباء كورونا، مع موجة هجرة كبيرة وملحوظة بين التونسيين، الذين شكلوا أكبر عدد مهاجرين أمسكت بهم إيطاليا خلال العام الحالى.

وارتفع عدد المهاجرين التونسيين، خلال النصف الأول من العام الحالى لـ6600 مهاجر، مقارنة بـ1300 مهاجر نفس الفترة العام الماضى.

ورغم أن وباء كورونا لم يصب سوى 4500 تونسى تقريبا، مع 51 وفاة؛ إلا أن الأزمة الاقتصادية التى زاد كورونا من وطأتها كانت كبيرة بمعدلات بطالة تبلغ 14% وتصل لـ30% فى مدينة جرجيس مع اعتراف الحكومة بأن هناك 400 ألف تونسى خسروا أشغالهم فى القطاع السياحى والأكثر من ذلك تصريح البنك الدولى بانحسار الاقتصاد التونسى بـ4% أعلى انحسار منذ الاستقلال عام 1956.

يقول سيلفارينى فيلا، من صحيفة أغريغانتو الإيطالية- المختصة بالتحقيق الاستقصائى بشؤون المهاجرين- إنه على عكس عمليات الهجرة من السواحل الليبية التى تديرها العصابات العنيفة فإن الهجرات التونسية يديرها صيادون عاديون يكسبون رزقهم من مجال جديد مع الأزمة الاقتصادية للوباء.

وأضاف فيلا أن المهاجرين أنفسهم يختلفون عن بقية المهاجرين من الجنسيات الأخري، فهم يأتون عائلات وليسو عزاب وينتمون للطبقات المتوسطة ما يدلل عليه ثيابهم النظيفة والحيوانات الأليفة التى يأخذونها معهم، وهو ما يعنى أن الأزمة الاقتصادية ضربت الطبقة المتوسطة فى تونس خلال الوباء.

ويستكمل "عملية التهريب تتم بحمل كل من الصيادين نحو 80 شخصا على سفينته فى رحلة الـ200 ميل لمدة 10 ساعات حتى جزيرة لامبدوسا فى سقليا الإيطالية، وقبل الوصول بعدة أميال يسلم الصيادون المهاجرين قوارب صغيرة لاستكمال الرحلة بأنفسهم".

ويقول (رضا) أحد سكان جرجيس، إنه يحتاج الكثير من المال لرعاية والدته وشقيقه، ولذلك يفكر بالهجرة غير الشرعية، ولكنه متردد أيجمع المال من عمله كنقاش، وهو الأمر غير المضمون أم يخاطر برحلة هجرة مجانية، على أن يتحمل التهمة عن القبطان حال الإمساك بهم وحينها سيتم سجنه 10 أعوام بتهمة التهريب.

ويضيف أنه فى أوروبا من المتوقع أن يتقاضى 50 يورو يوميا، وحينها سيعيش على 20 يورو فقط، ويرسل الباقى لأسرته، لحين يتمكن من ترتيب رحلة لهم ليلتحقوا به.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved