تقرير لـ«د ب أ»: إسرائيل تصعد الحديث عن خطر الطائرات المُسيرة الإيرانية

آخر تحديث: الثلاثاء 14 سبتمبر 2021 - 11:36 ص بتوقيت القاهرة

د ب أ

مند شهر ونصف شهر اتهمت إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، إيران بتنفيذ هجوم بطائرة مُسيرة استهدف الناقلة ميرسرستريت قبالة خليج عمان، وأدى الهجوم إلى مقتل اثنين من طاقم الناقلة.

ويوم السبت الماضي، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس من أن إيران "تقوم بتدريب ميليشيات من العراق، واليمن، ولبنان، وسوريا على استخدام طائرات مُسيرة متقدمة، في قاعدة تدعى كاشان".

ويقول الدكتور سيث فرانتسمان، المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليلات السياسية، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، إن جانتس صرح بهذا التحذير في المؤتمر السنوي للمعهد الدولي لمكافحة الإرهاب بجامعة ريخمان، حيث قال إن "إيران تطور إرهابا بالوكالة تنفذه جيوش إرهاب، تساعد إيران في تحقيق أهدافها الاقتصادية، والسياسية والعسكرية، وتعتبر الطائرات المُسيرة التي يبلغ مداها آلاف الكيلومترات إحدى أهم الأدوات التي تستخدمها إيران ومن يعملون لحسابها. وهناك مئات من هذه الطائرات منتشرة في اليمن، والعراق، وسوريا ولبنان. كما تحاول إيران نقل التقنية المطلوبة لإنتاج الطائرات المسيرة إلى غزة".

ويضيف فرانتسمان أنه في مايو الماضي استخدمت عناصر من حماس طائرات إيرانية مُسيرة جديدة لأول مرة. وقد أسقطتها إسرائيل باستخدام نظام الدفاع الجوي، القبة الحديدية، كما اخترقت طائرة مُسيرة إيرانية، قادمة من سوريا، المجال الجوي الإسرائيلي في مايو وأسقطتها إسرائيل أيضا.

ويرى فرانتسمان أن تهديدات المُسيرات الإيرانية واستخدام جماعات في العراق، وسوريا، ولبنان واليمن لها أصبح سمة من سمات الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة. وغالبا ما يستخدم الحوثيون الذين تدعمهم إيران في اليمن المُسيرات ضد المملكة العربية السعودية. واستخدمت إيران المُسيرات لمهاجمة منشأتي نفط في محافظة بقيق السعودية في سبتمبر عام 2019. وعلاوة على ذلك، تستهدف المليشيات الموالية لإيران في العراق القوات الأمريكية من حين لآخر باستخدام المُسيرات. وكان الهجوم بطائرة مُسيرة على مطار أربيل الدولي بشمالي العراق، والقريب من قنصلية الولايات المتحدة في المدينة في 11 سبتمبر الجاري هو أحدث تلك الهجمات.

وقال جانتس إن" قاعدة كاشان في شمال مدينة أصفهان تستخدم لتدريب إرهابيين من اليمن، والعراق، وسوريا، ولبنان. ويتم تدريب هؤلاء الإرهابيين على استخدام المُسيرات التي تنتجها إيران. وتعتبر هذه القاعدة نقطة رئيسية يتم منها تصدير الإرهاب الجوي إلى المنطقة".

ويقول فرانتسمان إن هذا يعتبر تحولا مهما لأن إسرائيل تزعم أن إيران تدرب مشغلي الطائرات المُسيرة الآن في إيران. وتصعد إسرائيل الآن من الحديث عن خطر المُسيرات الإيرانية.ويأتي ذلك بعد سنوات من دق إسرائيل ناقوس الخطر بالنسبة للذخائر الإيرانية الموجهة الدقيقة. وفي ذلك الوقت، كانت إسرائيل تشعر بالقلق من أن إيران تقوم بنقل هذه الذخائر من العراق إلى حزب الله في لبنان، عبر سورية، أو حتى أنها تسعى لقيام حزب الله بانتاجها محليا.

وأوضح فرانتسمان أن الذخائر الدقيقة، بما في ذلك المُسيرات، يمكنها استهداف البنية التحتية الاستراتيجية، ما يعني أنها تمثل تهديدا أكبر. وقامت إسرائيل في السنوات الأخيرة بتحسين قدرات دفاعها الجوي، من خلال شراكة وثيقة مع واشنطن، كما تسلمت أربع فرقاطات متقدمة طراز ساعر 6 سيتم تزويدها بالنسخة البحرية من نظام القبة الحديدية، ونظام الدفاع الجوي "برق إم إكس" من انتاج شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية.

وحذر جانتس أمام المؤتمر من البرنامج النووي الإيراني، وقال" إن إيران لا تحترم الاتفاقيات التي وقعتها. وليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأنها سوف تحترم أي اتفاقات مستقبلية. والوقت الآن هو وقت العمل. إنني أدعو الدول التي ما زالت أعضاء في الاتفاق النووي إلى فرض العقوبات التي تضمنها الاتفاق". كما حذر من استخدم إيران للوكلاء في المنطقة.

واختتم فرانتسمان تقريره بالقول إن إسرائيل تزيد من تدريباتها مع الولايات المتحدة وغيرها من الشركاء الدوليين. وشمل ذلك العديد من التدريبات الأخيرة على المقاتلة الهجومية المشتركة إف-35، حيث تستخدم إسرائيل من حين لآخر هذا النوع من طائرات الجيل الخامس.

وتعتبر إسرائيل الآن ضمن منطقة القيادة المركزية الأمريكية ، وهو تطور ينطوي على مزيد من التعاون مع ضباط القيادة المركزية الأمريكية. وقد تعين على هذه القيادة مؤخرا التعامل مع تداعيات الانسحاب من أفغانستان والقضايا المتعلقة بالدور الأمريكي المستمر في سوريا والعراق. ومن المرجح أن يستمر تأثير تهديد المسيرات الإيرانية التي تؤكد عليه إسرائيل على القوات الأمريكية في العراق وسوريا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved