ما سبب غضب حزب الله من تحقيقات انفجار مرفأ بيروت؟

آخر تحديث: الخميس 14 أكتوبر 2021 - 9:19 م بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

"من انتقاد القضاء إلى الاقتتال الأهلي".. هكذا أصبحت لبنان بسبب اتهامات من حزب الله لطارق بيطار القاضي الرئيسي في قضية انفجار مرفأ بيروت، بتسييس التحقيقات في الانفجار الذي وقع العام الماضي، وسط تساؤلات من مراقبين عن أهداف حزب الله من الهجوم على القاضي والتحقيقات الجارية.

وكان قاضي التحقيقات قد طالب البرلماني اللبناني برفع الحصانة عن 3 وزراء سابقين حتى يتمكن من متابعة التحقيقات، لكن المشرعين طلبوا المزيد من الأدلة قبل اتخاذ قرار بشأن رفع الحصانة، وقد رفض بيطار طلب البرلمان.

وأعد القاضي طارق البيطار مذكرة استدعاء للتحقيقات، يوم الثلاثاء 5 أكتوبر، لكلٍ من حسان دياب رئيس الحكومة اللبنانية السابق، والنواب الوزراء السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر ونهاد المشنوق.

وحذر حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، في شهر أغسطس الماضي، من "تسييس" التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، مشددًا رفضه اتهام حزب الله بالتورط في جلب مواد متفجرة إلى المرفأ.

وطالب نصر لله قاضي التحقيقات بتقديم أدلة على قرار استدعاء المسؤولين السابقين والحاليين لسؤالهم حول القضية، داعيًا إلى تنحية عن القضية حال استمرار عدم الوضوح حول طريقة عمله.

وشهد محيط قصر العدل في بيروت، اليوم الخميس، تظاهرات أنصار "حزب الله" و"حركة أمل"، استعدادًا لبدء اعتصام ضد القاضي طارق البيطار، وخلال التظاهرات فوجئ المحتجين بإطلاق نار كثيف نتج عنه سقوط 6 قتلى و33 مصابا.

وفي محاولة لمنع تطور الأوضاع، بدأت مدرعات الجيش اللبناني في الانتشار داخل أحياء منطقتي الشياح وعين الرمانة ببيروت، بهدف معالجة الأوضاع وإعادة بسط الأمن في بيروت، استجابة لدعوة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بضبط الأمن والسيطرة على الأوضاع.

واتهم حزب الله اللبناني وحركة أمل حزب القوات اللبنانية بالاعتداء المسلح على المتظاهرين ضد قاضي تحقيقات مرفأ بيروت.

ومن جانبه، قال المحلل اللبناني محمد سعيد الرز إن المقربين من حزب الله يرون أن التحقيق الجاري بقضية تفجير المرفأ يتهم حزب الله بالمسؤولية الأساسية عن هذا التفجير، مما يُضعف حزب الله، خاصة في ظل وجود توجه دولي لاستهداف حلفاء إيران في المنطقة.

وأشار الرز في تصريحات للشروق إلى أن اتهام حزب الله بالتورط في التفجير سوف ينعكس بطريقة مباشرة على سير الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان.

لكن المحلل اللبناني محمد سعيد الرز يرى أن هناك وجهة نظر أخرى تشير إلى أن القاضي طارق البيطار لم يستدع أحد من الحزب أو أي مقرب منه، بجانب أن تصعيد حسن نصر الله بقي فرديا، ولم يتحول إلى حالة وطنية بدليل أن حلفاءه الأساسيين مثل تيار رئيس الجمهورية وغيره لم ينسج على منوال الحزب وأعلن تمسكه بهذا القاضي الذي دعم تعيينه من الأساس عقب استقالة فادي صوان من قضية المرفأ.

ويعتقد عدد من السياسيين المتابعين لتطورات الوضع اللبناني أن حزب الله يخشى من تقلص شعبيته في الانتخابات المقبلة، بسبب معاناة الناس من التجويع، لذا أراد من خلال استهداف البيطار شد العصب الطائفي في بيئته الانتخابية، لكن الأمور اتسعت بما لم يتوقعه ووصلت إلى ما وصلت إليه الآن.

وأكد الرز أن الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان كلها تتحمل المسؤولية في كارثة تفجير مرفأ بيروت، والثنائي الشيعي من ضمن هذه الطبقة، ومعروف أن المحقق العدلي طارق البيطار هو قاض نزيه وملتزم بالقانون والدستور، لكنه عندما وصل بالتحقيق إلى الخطوط الحمراء لهذه الطبقة قامت قائمتها وهي مستعدة للتضحية بالوطن كله وليس بقاض فقط.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved