بعد تعرضها لفيضانات غير مسبوقة.. ما هي خطط الحكومة الإيطالية لإنقاذ «فينيسيا»؟

آخر تحديث: الخميس 14 نوفمبر 2019 - 4:44 م بتوقيت القاهرة

مروة محمد

بعد أن ضربتها ثاني أسوأ موجة فيضانات في العصر الحديث، زار رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي مدينة فينيسيا الإيطالية، حيث أكد أنه لن يترك أحدا بمفرده، كما أعلن أنه سيتم إعلان حالة الطوارئ بالمدينة التاريخية، كما سيتم تعويض المتضررين.

وتعرضت فينيسيا أو كما يطلق عليها البعض (البندقية)، لثاني أسوأ موجة فيضانات في العصر الحديث، حيث غرق ما يقرب من 90% من المدينة تحت المياه. وكتب عمدة المدينة لويجي برونيارو تغريدة على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، قال فيها: "فينيسيا تركع على ركبتيها. كاتدرائية سانت مارك تكبدت أضرارا كبيرة مثل المدينة بأكملها وجزرها".

ووصلت ذروة منسوب مياه الفيضانات إلى 187 سنتيمترا في الساعة العاشرة وخمسين دقيقة مساء بالتوقيت المحلي، أمس الأول الثلاثاء، وارتفع مجددا لنحو 150 سنتيمترا في الساعة العاشرة ونصف صباحا. ومن المتوقع أن يصل منسوب مياه الفيضانات إلى 130 و140 سنتيمترا اليوم الخميس وغدا الجمعة.

وبدأت الفيضانات عندما ارتفع منسوب المياه فوق 90 سنتميترا. وبعد وصول منسوب الفيضانات إلى 150 سنتميترا، أصبح نحو 70% من المدينة تحت المياه، وارتفعت النسبة إلى 88% بعدما وصل المنسوب إلى 190 سنتميترا.

الوضع هذا تسبب في تحطم وغمر معظم المتاجر والمطاعم وشقق الأدوار الأرضية، فضلا عن الكنائس والآثار والمساحات الأخرى في مستوى الشارع.

كما أدى الطقس السيئ، والذي شمل الرياح القوية، إلى فك مراسي القوارب والزوارق وحتى بعض العبارات. فيما غرقت بعض السفن واصطدمت سفن أخرى بأرصفة الموانئ وشوهد البعض وقد جرفته المياه.

وفي جزيرة بيليسترينا، التي تفصل بين بحيرة فينيتان الجنوبية والبحر الأدرياتيكي، توفى شخصان، أحدهما بعد تعرضه للصعق بالكهرباء والآخر لأسباب طبيعية. كما اُغلقت المدارس، ولكن خدمات القوارب استأنفت عملها.

من جهته، زار رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، فينيسيا، مؤكدا أن المرسوم الذي يعلن حالة الطوارئ، بناءً على طلب المحافظ لوكا تزايا، سيتم اعتماده في مجلس الوزراء الإيطالي اليوم.

وأضاف كونتي: "هذا سيسمح لنا ببدء أول مخصصات مالية"، موضحا أنه بالنسبة لاستعادة الأضرار، سيكون هناك مرحلة أولى تسمح "بتعويض الأفراد حتى 5 آلاف يورو والتجار بنحو 20 ألف يورو" ، وفقا لوكالة "نوفا" الإيطالية.

وأوضح كونتي أن هذه الأموال يمكن أن تصل على الفور، مضيفا: "بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أضرار أكبر ، سنقوم بتقييمها بهدوء أكثر وبعد التحقيق الفني سنكون قادرين على تصفية الأضرار الأكبر".

كونتي أعلن أيضا أن موعد اجتماع الهيئة التي تضم وزراء متخصصون ورئيس البلدية بجانب رئيس المنطقة وممثلون آخرون للسلطات المعنية لحل مشاكل المدينة سيكون في 26 نوفمبر، مضيفا: "سيعمل اجتماع هذه الهيئة على مناقشة جميع مشاكل البنية التحتية بداية من السفن الكبيرة إلى المشروع الهندسي الذي يفصل بحيرة فينيسيا عن البحر الأدرياتيكي ويتجنب الفيضانات أثناء المد العالي، فضلا عن مشكلة زيادة التنسيق بين السلطات المختصة".

إلى ذلك، قال كونتي إنه التقى في فينيسيا والتر موتي الذي فقد متجره الخاص ببيع الصحف بعد أن غمرته المياه، مضيفا: "استمعت إلى حديثه المؤلم مثل حديث الكثيرين من مواطني فينيسيا.. الحكومة متعاطفة وموجودة ولن يكون أحدا بمفرده".

يذكر أن مدينة فينيسيا التي بنيت على الماء كانت دائما عرضة للفيضانات، إلا أن الحكومة الإيطالية استثمرت في سد مثير للجدل ضد الفيضانات لم يتم تشغيله بعد.

وكان اندريس ليفرمان من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ قد حذر قبل عام قائلا: "سنفقد فينيسيا، هذا ليس أمرا جدليا"، لكنه أضاف أن هذا "قد يستغرق قرونا".

وقال الخبير الألماني إن التهديد البطئ والذى "لا يمكن وقفه" من ارتفاع مستويات مياه البحر يمكن التخفيف من خطورته باتخاذ إجراءات واسعة النطاق، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ويستهدف سد "موس" حماية المدينة من الفيضانات من مستوى 110 سنتيمترات وحتى 3 أمتار. وقد بدأ العمل في المشروع الذي تبلغ تكلفته 5ر5 مليار يورو (6 مليار دولار) عام 2013 واقترب من الاكتمال.

جدير بالذكر أن أسوأ موجة فيضانات في العصر الحديث شهدتها فينيسيا في نوفمبر 1966، عندما ارتفع منسوب المياه إلى 194 سنتميترا، وأدت الفيضانات لتدمير معظم مدينة فلورانسا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved