«تحت رجل الحصان».. تفاصيل عن صناعة تركيب حدوات الخيول

آخر تحديث: السبت 14 ديسمبر 2019 - 6:20 م بتوقيت القاهرة

سمر سمير

خلال سيرنا فى الطرقات كثيرا ما نسمع أصوات أقدام خيول تطرق على الأرض فتخرج نغمات منتظمة؛ نتيجة لارتداء الحصان لـ«كعب» صلب، يمنع احتكاك أرجلهم بالأرض الخشنة ولحمايته من المواد التى قد تسبب له الجروح، خصوصا بعد انتقال الخيول من طبيعتها الأولى إلى المدن والقرى.

تنتعل الخيول حدوات معدنية يرجع استخدامها إلى أكثر من 500 عام، وتختلف فى شكلها وحجمها ما بين قطعة رقيقة من المعدن، لخيول السباق، إلى الحدوات الثقيلة ذات الأسنان الحادة للخيول التى تجر الأثقال، فكثيرا ما تشبه أرجل الحصان ولكنها أشد سمكا منه، فهى تصنع من الفولاذ أو الألومنيوم أو البلاستيك.

«أنا اتولدت لقيت دى شغلانه العيلة كلها، وبدأت اشتغلها وأنا عندى 12 سنة، واتعودت عليها وهى كمان اتعودت عليا» بهذه الكلمات بدأ الحاج على أبو مختار الشهير بـ«على البيطار»، صاحب تجربة مهنية تصل إلى 60 عاما فى صناعة وتركيب حدوات الخيول، حديثه مع الشروق حول كيفية صناعة تلك الكعوب، وهو يفترش فى أحد الأسواق المخصصة لتجارة الحيوانات.

يقيس الحاج على محيط الحافر، فيتراوح حجم الحافر بين 7: 25سم، ثم يقصه بالحجم المطلوب بالمنشار، فتختلف الحدوات الأمامية والخلفية فى الشكل؛ فالأماميتان مستديرتان، بينما الخلفيتان بيضاويتان لأن الحوافر الخلفية تضرب الأرض من أجل الدفع فى التراب.

وأوضح «أبو مختار» أن أهم الأنواع التى يفضلها أصحاب الخيول هى «الحدوة الفولاذية» لانخفاض سعرها، ونوعها المتين والذى يستمر لمدة أطول، والتى يبدأ تحضيرها من خلال تسخين الفولاذ فوق درجة حرارة تصل 300 درجة مئوية، حتى يصبح سهل التشكيل، ثم وضعه فى الماء ليبرد، وتسخينه مرة أخرى ودون تبريد يتم بعد ذلك تشكيله على حجم حافر الحصان، حتى يستطيع تفريغ الحدوة لأماكن تمتلئ بالتراب «حتى يكسب الحصان قوة للحركة».

يثبت البيطار الحدوة بأرجل الفرس بواسطة الحرارة ومسامير رصاصية، حتى لا يشعر الحصان بأى ألم لأن المسامير لا تصل إلى الأنسجة الحساسة، فتغير الخيول الحدوة كل خمسة أسابيع، وتبدأ فى انتعال الحدوات من سن الثالثة من عمره.

وعن الأسعار يقول على: دلوقتى الأسعار بقت غالية جدا وبيصعب عليا «العربجى» لأنه لأزم يغير الكعب ب100 جنيه كل شهر، أول ما أشتغلت كان الكعب بجنيه واحد وكان برضو الناس بتقول عليه غالى، بس هى شغلانة محدش يعرفها ولا لينا معاش، اللى بيتولد فيها بيموت تحت رجل الحصان برضو».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved