أسوشييتد برس: مقتل سليماني يحجب انتفاضة العراقيين عن النور

آخر تحديث: الأربعاء 15 يناير 2020 - 12:23 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

يخشى الشباب العراقى على انتفاضتهم الإصلاحية أن تختفى بين صراعات أمريكا وإيران ليكون مصيرها النسيان فينجوا الفاسدون بغنيمتهم ويبقي الشباب فى بطالتهم وفقرهم.

وبحسب أسوشييتد برس هددت الانتفاضة العراقية ذات الـ4 شهور بعض الإنقسامات الداخلية كما بطش القوات الحكومية ومعاونيها ولكن بعد مقتل سليماني ومهدي المهندس أصبح لدى مسؤولو الحكومة ما ينشغلون به عن قضايا الشباب المتظاهر للإصلاح الاجتماعي ونبذ النفوذ الإيراني بالعراق.

وتقول نور إحدى المتظاهرين: "أخشى أن تضيع ثورتنا لأن المسؤولين يركزون على أشياء لا تهمنا أو تنفعنا ونحن الآن نحاول تشجيع الناس علي التمسك بالميادين لأننا لسنا عملاء لأمريكا ولسنا عملاء لإيران نحن ننتمى للعراق فقط".

وتبدو أزمة الصراع الأمريكى الإيرانى المحتمل على وشك الإنفراجة بعدما إنتهي التهديد الإيرانى ببعض الرشقات الصاروخية علي قواعد أمريكية بالعراق رغم وجود بعض المخاوف من تحقق إنسحاب الجيش الأمريكى بطلب من رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدى.

ويقول المتظاهر زيد "الآن الجميع يركز على أمريكا وإيران بينما نحن لا زلنا نتعرض للعنف وأصبحنا هدفا سائغا للميليشيات لأنه لم يعد أحد ينتبه لجرائمهم".

يذكر أن المظاهرات اشتعلت بمناطق الجنوب العراقى والعاصمة بغداد أكتوبر الماضى ومنذ ذلك الحين سقط من المتظاهرين 500 شهيدا أغلبهم برصاص الشرطة التى استخدمت أيضا القنابل المسيلة الأقل عنفا.

وبالجمعة الماضية نزل آلاف المتظاهرون لشوارع العراق ولكن بحجم أقل من ما سبق ولكن عنف القوات الحكومية لا زال بنفس الوتيرة إذ عثر علي صحفيين معروفين بتغطيتهما للمظاهرات مقتولين بسيارة مركونة قرب مركز شرطة البصرة بينما قامت قوات الشرطة يوم السبت فى محافظة كربلاء بضرب المتظاهرين بالرصاص الحى ما أسفر عن سقوط جرحى.

وتقول ربا على حسن الباحثة بجامعة يورك الكندية، إن المتظاهرين أشد خوفا من ما كانوا عليه منذ بعض الأسابيع لأن تعب 3 أشهر مضت قد يذهب هباأا لذا هم فى اختبار حقيقى للتمسك بالأرض وإثبات قدرتهم على الاستمرار.

وقد يؤدي رفض المتظاهرين الحداد علي سليمانى لجعلهم هدف قتل للميليشيات المدعومة إيرانيا كما أن انقسام على مسألة الحداد شتت المتظاهرين أنفسهم بآراء مختلفة.

وعلى سبيل المثال منذ أيام أرادت جنازة رمزية لسليمانى عبور أحد ميادين الناصرية حيث يخيم المتظاهرون فرفض المخيمون واشتبكوا مع الجنازة لتتدخل ميليشيا موالية لإيران وتطلق النار ما أسفر عن قتيل و3 جرحي رد على ذلك المتظاهرون بحرق مقرات الحشد الشعبى.

ويقول على أحد متظاهرى الناصرية إن أنصار إيران يستغلون موت سليمانى لبث الفرقة والإنقسام بين المتظاهرين.

ولمنع تكرر الانقسام الواقع بالناصرية قام منظمو مظاهرات بغداد بنشر تعميما على المشاركين بأن أهداف المظاهرات لم تتغير وعلى رأسها عزل عادل عبد المهدى وذلك وفقا لـ3 نشطاء تحدثوا لأسوشييتد برس.

وتضيف نور "كل الأخبار عن أمريكا وإيران وهذا مايريده الفاسدون أن ينسي الناس مظاهرات العراق ونريد أن نثبت بإمكاننا ونخبر الجميع أن تلك الحرب ليست حربنا وبدلا من ذلك علينا أن نصطف حول العراق".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved