الحلقة الثالثة| حكايات من مصر: قصة إعدام طومان باي

آخر تحديث: الخميس 15 أبريل 2021 - 9:42 ص بتوقيت القاهرة

إعداد - عبدالله قدري

على باب زويلة، شُنِق السلطان "طومان باي" آخر سلاطين المماليك، وبموته انتهت -إلى حين- آخر حلقات المقاومة الرسمية ضد الغزو العثماني، وتحمل الشعب المصري مهمة القتال دفاعا عن استقلاله وحرية أرضه.

يشير إلى ذلك الكاتب الصحفي الراحل صلاح عيسى في كتابه "هوامش المقريزي - حكايات من مصر"، ويقول: "عندما وقع (طومان باي)، في أيدي السفاحين الأتراك، أعجب السلطان سليم العثماني بشجاعته، ولم يكن في نيته قتله، وعندما وردت الأخبار إلى القاهرة بوقوع السلطان أسيرا في يد الغزاة، لم يصدق الشعب ذلك، وسرت الشائعات بأنه ما زال هاربا ويستعد للمقاومة".

استفزت الإشاعة السلطان العثماني الذي سارع بإعلان سقوط "طومان باي" في الأسر، ليمنع المصريين من التكتل والتجمع للحرب ضد الغزو، وأمر بأن يمر السلطان الأسير في شوارع القاهرة راكبا حمارا صغيرا وبنفس الملابس التي كان يرتديها عندما وقع في الأسر، وأشيع أن "سليم الأول" ينوي نفي طومان باي إلى مكة وليس في نيته قتله.

لكن السلطان الغازي العثماني عدل عن فكرته لاحقا، وكان وراء عدوله عن ذلك أنه أحس بأن بقاء طومان باي حيا يستفز الرغبة في المقاومة لدى المصريين، وقرر أن يعدم طومان باي حتى يقتل آخر محاولة للمقاومة عند المصريين.

مر موكب السلطان الشاب في شوارع القاهرة، حسبما يشير عيسى، وعلى طول الطريق، كان يسلم على الناس، وعندما وصل إلى باب زويلة، أنزلوه عن فرسه وأرخوا له الحبال، ووقف حوله الجنود العثمانيون بالسيوف المسئولة، ولما تحقق أنه سوف يشنق، وقف على أقدامه على باب زويلة وقال للناس الذين حوله "اقروا لي الفاتحة ثلاث مرات"، ثم قال للسياف "اعمل شغلك".

وضعوا الذبة في رقبته، لكن الحبل انقطع به 3 مرات، فسقط على باب زويلة لما شنق وطلعت روحه، صرخت الناس عليه صرخة عظيمة، وكثر عليه الحزن والأسف، فقد كان شاباً حسن الشكل كريم الأخلاق لم يتجاوز الرابعة والأربعين من عمره.

يقول المؤرخ ابن إياس عنه: "إنه كان بطلا شجاعا تصدى لقتال ابن عثمان، وثبت وقت الحرب بنفسه، وفتك في عسكر ابن عثمان، وقتل منهم ما لا يحصى، وكسرهم 3 مرات وهو في نفر قليل من عسكره".

اقرأ أيضا

قصة أثر (2).. باب زويلة.. أسطورة التهديد والوعيد بالقاهرة الفاطمية

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved