قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن «أوصاف القرآن للأمة الإسلامية يُفهم منها أن لها دورًا خاًصا تجاه الأمم الأخرى المتزاملة معها في الحياة على الأرض»، مشيرًا إلى أن «الهداية والوسطية تأتيان في مقدمة تلك الأوصاف».
وأضاف الطيب، خلال تقديمه لبرنامج «الإمام الطيب»، المذاع عبر فضائية «DMC»، أن «المقصود بالأوصاف مجموع هذه الأمة ومفهومها الغالب عليها والمميز لها عن غيرها دون ملاحظة أفرادها»، لافتًا إلى أن «بعض المسلمين في كل زمان ومكان ليسوا مهديين ولا يتصفون بصفة العدل لا من قريب أو بعيد».
وأشار إلى أن «الأمة الإسلامية وصفت بشهادتها على الأمم الأخرى؛ لأنها استوفت شروط الشهادة والعلم بحال المشهود عليه»، مستشهدًا بقوله تعالى: «لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا».
وأوضح شيخ الأزهر أن معنى الآية: «تشهدون يوم القيامة على الناس بأعمالهم التي انحرفوا بها عن نهج الصراط المستقيم»، قائلًا إن «صفة الشهادة والإشهاد يوم القيامة ليست خاصة بالمسلمين بل هي عامة تشملهم وتشمل غيرهم».
وذكر أن أعضاء الإنسان تشهد عليه بما قدم في الحياة الدنيا، مستدلًا بالآيات القرآنية: «فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا»، و«ويوم نبعث في كلِّ أمَّة شهيداً»، و« يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ».
ولفت الطيب، إلى أن «الفرق بين شهادة الأمة الإسلامية وغيرها أن الأولى عامة في مقابل بعث شهيدًا واحدًا يشهد على أمة»، مؤكدًا أنها «ميزة لا يمكن تجاهلها أو التقليل من قدرها».
وتابع أن شهادة النبي على أمته تشمل شهادته عليهم بأعمالهم يوم القيامة، مختتمًا أن «الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت إلى الناس بسبب ما تدعو له من الفضائل والأخلاق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما تتحلى به من الإيمان بالله».
شاهد :